منذ بداية الشهر الميلادي الحالي - شهر مارس- والطلبة المبتعثون في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة يعانون من وقف التأمين الصحي الذي كانوا يحظون به قبل وقفه في بداية هذا الشهر. أما لماذا أوقفت هذه الخدمة عن الطلبة السعوديين في أمريكا وبريطانيا، فيرجع البعض إلى استغلال شركات التأمين في البلدين وتحميل الملحقات الثقافية أعباء مالية كبيرة، والبعض يرجعها إلى استغلال الطلبة أنفسهم للغطاء التأميني فيراجعون المستشفيات مهما كان العارض الصحي بسيطاً، بل وحتى بدون سبب، في حين يرى البعض أن تقنين التغطية التأمينية الصحية يدخل ضمن اجراءات الترشيد المالي التي تتقدم بها مؤسسات الدولة لتخفيف العجز الذي أصاب موازنة الدولة بعد انخفاض أسعار البترول. البداية كانت تقريباً قبل شهرين حينما تلقى 14 ألف طالب من المبتعثين ومرافقيهم في بريطانيا رسالة إلكترونية من الملحقية الثقافية السعودية تفيد بإلغاء التأمين الطبي تماماً ابتداء من أول شهر مارس الحالي، واستبداله بتعويض عن العلاجات بعد مراجعته المستشفى ودفعه تكاليف العلاج. أما المبتعثون في أمريكا والذين يبلغ عددهم 100 ألف فقد تلقوا قبل شهرين في وقت متقارب مع تلقي نظرائهم في بريطانيا رسالة عبر نظام (سفير) التابع للملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، أفادتهم بتغيير شركة التأمين الطبي من بداية يناير إلى شركة أخرى تغطياتها التأمينية أقل كلفة، وبالتالي فإن الخدمات التي تقدمها أقل مما سبق، فضلاً عن تغيير مراكز العلاج ونقص فيما تقدمه من العلاجات والأدوية، ومع أن حظوظ المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية أفضل من زملائهم في بريطانيا، فالمبتعثون في أمريكا على الأقل توجد شركة تأمين تقدم لهم خدماتها وإن تدنت مستوياتها، إلا أن المبتعثين في بريطانيا مطلوب منهم دفع (فواتير) ما يحصلون عليه من خدمة طبية في المستشفيات والعيادات الطبية البريطانية، وبعد ذلك يرفعون تلك الفواتير إلى الملحقية الثقافية التي تراجعها، وبعد ذلك إن اقتنعت تدفع قيمة ما دفعه المبتعث. وبما أن العلاج وتلقي الخدمات الطبية في بريطانيا مكلف، ومكلف جداً إذ تتجاوز الكلفة الألف ريال لمجرد الكشف الطبي، فضلاً عن التكاليف الكبيرة للمتابعة والعمليات الجراحية وشراء الأدوية، وبما أن المبتعث السعودي في بريطانيا لا يحصل إلا على ألف جنيه استرليني شهرياً وهو لا يغطي حتى إيجار المسكن، فعليه أن يتحمل تكاليف علاجه وينتظر أن تصرف تكاليف العلاج هذا إذا صرفت، أما أعباء الغذاء والملبس فعلى الأهل أن يتكفلوا بذلك. أعباء العلاج وانتظار صرفها سوف يجعل الكثيرين، وبالذات في بريطانيا، تحمل المرض وعدم الذهاب إلى المستشفيات مما يعرض المبتعثين ومن يرافقونهم للخطر، فليس كل مبتعث قادر على دفع فاتورة علاجه وانتظار رد ذلك من المحلقية الثقافية، فالبعض بالكاد يوفر مبلغ إيجار الشقة ومصاريف الغذاء والكساء، والواقع أن المبتعثين السعوديين مقارنة بأقرانهم من المبتعثين من دول الخليج العربية الأخرى كالإمارات والكويت وقطر لا يمكن مقارنتها إذ إن المبتعث السعودي هو الأقل في الحصول على مكافأة الابتعاث، والآن تأتي مشكلة التأمين الصحي لتزيد معاناة هؤلاء المبتعثين الذين يعانون كثيراً في ظل ارتفاع الخدمات وتكاليف المعيشة في البلدان التي ابتعثوا لها وخاصة في بريطانيا وأمريكا.
مشاركة :