اللبنانيون يمنحون حكومة سلام الفرصة الأخيرة

  • 3/13/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نظّم آلاف اللبنانيين، أمس، مظاهرة حاشدة، في العاصمة بيروت، تحت عنوان "الإنذار الأخير"، احتجاجا على "فساد الحكومة" و"فشلها" في إنهاء أزمة النفايات المتراكمة في شوارع المدينة منذ أكثر من 8 أشهر. وتجمع المحتجون بداية في ساحة "ساسين" في منطقة الأشرفية، تلبية لدعوة وجهتها حملتا "طلعت ريحتكم" و"بدنا نحاسب"، وبعد تجمعهم، انطلقت المظاهرة يتقدمها سائقو دراجات هوائية يحملون الأعلام اللبنانية، نحو ساحة "رياض الصلح" مقابل السراي الكبير "مقر الحكومة" وسط بيروت، حيث كانت الحكومة تعقد اجتماعا استثنائيا حول أزمة النفايات، وسط إجراءات أمنية مشددة. وردد المشاركون الذين وصل عددهم إلى أكثر من 3 آلاف، شعارات مناهضة للنواب، وحكومة تمام سلام، كما أصدر المتظاهرون بيانا تلاه أحد نشطاء حملة "طلعت ريحتكم"، أشار فيه إلى أن "الحراك المدني يستعد لشل الحركة في كل لبنان، بطرق عديدة، ابتداء من الغد، في حال لم يتم حل أزمة النفايات". يذكر أن لبنان يعاني أزمة تراكم النفايات، خاصة في العاصمة بيروت، منذ منتصف العام الماضي، في ظل غياب حلول جذرية للمشكلة، واعتماد الحكومة اللبنانية حلولا مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تحول كثير منها لأنهار وجبال من النفايات، وعلى وقع الأزمة تشهد العاصمة اللبنانية، منذ 22 أغسطس الماضي، تظاهرات حاشدة، شارك فيها الآلاف، مطالبين بحل الأزمة، والقضاء على الفساد وصولا إلى استقالة الحكومة، انتهى كثير منها باشتباكات بين بعض المتظاهرين وقوى الأمن، التي اضطرت لاستخدام العنف والرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى الغازات المسيلة للدموع مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات واعتقال العشرات. من ناحية ثانية، قالت مصادر إن الحكومة اللبنانية أقرت بعد اجتماع مطول لها دام حوالى 7 ساعات، أمس، خطة افتتاح 3 مطامر "مكبات" في مناطق مختلفة حول العاصمة بيروت، لإنهاء أزمة النفايات المستمرة في البلاد منذ منتصف العام الماضي. إرهاب حزب الله شهدت دوائر سياسية عربية ودولية، أمس، ردود فعل واسعة، عقب قرار جامعة الدول العربية تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، لا سيما بعد التصريحات التي أطلقها وزير خارجية نظام بشار الأسد في سورية ضد الجامعة العربية والتي تضمنت العديد من المغالطات والأكاذيب تتعلق بحزب الله، والتي كان قد سبقتها تصريحات مماثلة لوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، والتي أبدى فيها تأييده انتهاكات حزب الله في بعض الدول العربية، فضلا عن ممارسات الحشد الشعبي بالعراق. وقالت قوى سياسية في مصر، إن نظام الأسد يفخر بعلاقته مع إرهابيين في حزب الله وإيران، مشيرين إلى أن الأحداث أثبتت أن حزب الله تستخدمه إيران لإرهاب العرب ولمصلحة أطماعها التوسعية في المنطقة. يد إيران بالمنطقة أشار رئيس حزب "جبهة الإصلاح" التونسي، رشيد الترخاني، إلى "أن ممارسات حزب الله كشفت مزاعمه بأنه حزب مقاوم لإسرائيل، وهذا غير حقيقي، لا سيما بعد دخوله طرفا في الصراع بسورية وممارسته أدوارا ميليشياوية إلى جانب النظام ضد ثورة الشعب السوري". وأضاف الترخاني أن هناك "محاولات إيرانية لاختراق أمن بعض الدول العربية عن طريق حزب الله، بوصفه يد إيران الضاربة في المنطقة". من جانبه، قال عضو مجلس الشورى التونسي، أحمد قعلول، إن تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية جاء تعبيرا عن انزعاج عربي وخليجي من إستراتيجيات إيران التي تنفذها من خلال أذرعها في المنطقة، وهي إستراتيجيات لا تخدم مبادئ العلاقات المفترضة بين العالم العربي وإيران. زعزعة الاستقرار أوضح السياسي اللبناني، علي نايف شمص، أن حزب الله لعب دورا في زعزعة الأمن الداخلي لدول عربية وخليجية عن طريق خلايا أمنية تعمل لمصلحته وتضر في نفس الوقت بشؤون هذه الدول ومجتمعاتها". واستبعد شمص أن تتبنى إيران موقفا مساندا للبنان الذي ستنعكس نتائج القرارات الخليجية والعربية على "وضعه الاقتصادي الداخلي". من جانبه، رأى المحلل السياسي السوري، وجيه السمان، أن "ممارسات حزب الله في سورية هي إرهابية بلا شك"، مشددا على أن تصنيف حزب الله بالإرهابي خطوة ضمن خطوات التصدي لتحركات الأذرع الإيرانية في المنطقة. افتراس اللبنانيين قالت تقارير غربية إن القرار العربي جاء في ظل ممارسات حزب الله ليس في المنطقة فقط، ولكن بالداخل اللبناني، حيث يعمل على افتراس مجتمع بلاده وتوجيهه نحو المصالح التي تتفق مع توجه الحزب، مشيرة إلى أن مشروع الحزب يعتمد على الاغتيال وخطف المجتمع وإرهابه. ولم يصدر أي رد على القرار العربي من قبل الحزب المسير إيرانيا، بينما يواصل تقويض إرادة الشعب اللبناني، من خلال تمسكه بالشغور الرئاسي، وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. إلى ذلك، قال مراقبون لبنانيون إن الحزب الطائفي لديه رغبة حقيقية في إبقاء موقع الرئاسة فارغا، موضحا أنه هو المستفيد من الفراغ الرئاسي، مشيرين إلى أن الحزب يورط الساحة اللبنانية ويؤسس لإمكان حدوث حرب جديدة في لبنان لا تبقي ولا تذر في أي لحظة، مؤكدا أنه يتحمل مسؤولية تصنيفه إرهابيا.

مشاركة :