موسكو/كورنيدزور (أرمينيا) - (وكالات الأنباء): أجرى الانفصاليون في ناجورنو كاراباخ أمس السبت مفاوضات مع أذربيجان على سحب قواتهم من هذا الإقليم الذي تقطنه غالبية من الأرمن ومواصلة تسليم أسلحتهم، بعد ثلاثة أيام من ابرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع باكو. وبعد هزيمتهم في هجوم خاطف شنته أذربيجان يتعين على الانفصاليين الاستمرار في تسليم أسلحتهم طوال عطلة نهاية الأسبوع. وذكرت قوة حفظ السلام الروسية أن الانفصاليين سلموا ست مركبات مدرعة وأكثر من 800 قطعة سلاح حتى الآن. وبالتوازي لا يزال آلاف المدنيين يواجهون حالة طوارئ إنسانية في هذه المنطقة من القوقاز. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان: وفقًا لاتفاقات وقف الأعمال العدائية، بدأت التشكيلات المسلحة في ناجورنو كاراباخ بتسليم أسلحتها ومعداتها العسكرية بإشراف قوة حفظ السلام الروسية. وبالتوازي، سيواصلون المفاوضات مع الجانب الأذربيجاني «تحت رعاية قوات حفظ السلام الروسية»، وفقاً لسلطات هذا الجيب الانفصالي التي استسلمت يوم الأربعاء الماضي بعد هجوم خاطف شنته القوات الأذربيجانية. وأوضحت السلطات أن ذلك سيسمح «بتنظيم عملية انسحاب القوات وضمان عودة المواطنين الذين نزحوا جراء الهجوم العسكري، إلى منازلهم». وأضاف الانفصاليون أن الطرفين سيبحثان في «إجراءات دخول وخروج المواطنين» من هذه المنطقة. وأبلغت موسكو عن انتهاكين وقعا يوم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم الأربعاء، أي أقل من اليوم السابق. وبدأ الانفصاليون محادثات مع الجانب الأذربيجاني يوم الخميس حول «إعادة إدماج» ناجورنو كاراباخ في أذربيجان. وأعلنت باكو بعد ذلك أن اجتماعا جديدا سيعقد «في أسرع وقت ممكن». وشكّل إقليم ناجورنو كاراباخ محور نزاع مديد. وخاضت الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان، أذربيجان وأرمينيا، حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 (6500 ألف قتيل). ويأتي إعلان الانفصاليين في وقت أكدوا فيه أن الجيش الأذربيجاني يحاصر ستيباناكيرت، «عاصمة» الإقليم. وقالت المتحدثة باسم الانفصاليين أرمين هايرابيتيان لوكالة فرانس برس إنّ الوضع في ستيباناكيرت مروّع، القوات الأذربيجانية... على مشارفها، موضحة أن السكان «يختبئون في الأقبية». وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في الموقع بأن ستيباناكيرت محرومة من الكهرباء والوقود. وأن سكانها الذين لم يتمكنوا من العثور على أقاربهم المفقودين بسبب عدم وجود قوائم للقتلى والجرحى، يفتقرون أيضاً إلى الغذاء والدواء. ومساء الجمعة الماضية دعت ألمانيا إلى وجوب احترام حقوق سكان ناجورنو كاراباخ. وقال ستيفن هيبيرسترايت الناطق باسم المستشار الألماني أولاف شولتس، بعد محادثة هاتفية بين الزعيم الألماني ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: «يجب ضمان حقوق وسلامة السكان في قره باغ للتوصل إلى حل دائم للنزاع». وعدت باكو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال المساعدات ورعاية الجنود الانفصاليين المصابين، مع السماح لسيارات الإسعاف بدخول ناجورنو كاراباخ من أرمينيا، بحسب مستشار لرئيس اذربيجان إلهام علييف. وبحسب آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن فإنّ العملية العسكرية الأذربيجانية التي انتهت خلال 24 ساعة ظهر الأربعاء الماضي خلّفت ما لا يقل عن 200 قتيل و400 جريح.
مشاركة :