يبقى مصير الرئيس بشار الأسد أحد أهم نقاط الخلاف بين النظام والمعارضة في سوريا. ففي الوقت الذي تشدد فيه دمشق على أن الأسد "خط أحمر"، أكدت المعارضة على لسان كبير المفاوضين السلفي محمد علوش من جنيف أن "المرحلة الانتقالية في سوريا لا تبدأ إلا برحيل الأسد أو بموته". هذا، وتستأنف الاثنين مفاوضات جنيف بين الطرفين برعاية أممية. قال محمد علوش القيادي السلفي في وفد المعارضة السورية في حديث مساء السبت من مقر إقامته بفندق كبير بجنيف مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام، نعتبر أن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته. وأضاف أن المرحلة الانتقالية لا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام أو رأس هذا النظام في السلطة. وتصر الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة من اجتماع الرياض التي تمثل أطياف واسعة من المعارضة السورية، على إقامة سلطة مؤقتة تملك كافة السلطات التنفيذية دون الرئيس الأسد. ووصل علوش ورئيس وفد المعارضة اسعد الزعبي السبت الى جنيف في الوقت الذي كان فيه النظام يهدد بعدم المشاركة في المفاوضات اذا لم تحضر المعارضة الى جنيف الاثنين. واعتبرت عضو الوفد التفاوضي المعارض سهير الأتاسي لدى وصولها إلى جنيف برفقة عضوي الوفد جورج صبرا وفؤاد عليكو والمستشار نصر الحريري، كان واضحا أن النظام لم يكن جديا كل الفترة الماضية في العملية السياسية، والمهم حاليا هو المعارضة التي جاءت لتطرح كيفية تنفيذ بيان جنيف. وحول اعتبار وزير الخارجية السوري أن الأسد خط أحمر، أكدت الأتاسي أن المهم هو ما يقوله الشعب السوري. في كل التظاهرات الماضية كان الشعب يجدد العهد بالقول الشعب يريد إسقاط النظام. فالمهم فعليا هي إرادة الشعب السوري. النظام السوري يشدد على أن الأسد خط أحمر وحذر النظام السوري السبت من أن مصير الرئيس بشار الأسد خط أحمر، مؤكدا أن بحث هذا الأمر مع المعارضة في المفاوضات غير المباشرة التي من المقرر أن تنطلق الاثنين في جنيف، غير وارد، وفق ما جاء في تصريح لوزير الخارجية السوري وليد المعلم. وأعلن المعلم رفضه لتصريحات دي ميستورا بشأن الانتخابات الرئاسية، مشددا على أن الانتخابات البرلمانية هو نص موجود في وثائق فيينا، أما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائنا من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية (...) فهي حق حصري للشعب السوري. أبرز محاور جدول أعمال مفاوضات جنيف وعلى جدول أعمال مفاوضات جنيف المقررة من 14 إلى 24 آذار/مارس بحث بحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جديدة جامعة، ودستور جديد وإجراء انتخابات في الأشهر ال18 المقبلة اعتبارا من موعد بدء المفاوضات، أي 14 اذار/مارس الجاري مع الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستتم بإشراف الأمم المتحدة. كيري: محادثات جنيف خطوة حاسمة للتوصل لحل سياسي واعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيراة قصيرة له إلى السعودية أن محادثات جنيف تمثل خطوة حاسمة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام وأسفر عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص، وتهجير الملايين، ونشوء كارثة إنسانية. ودعا كيري روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين للنظام السوري، إلى العمل بما يضمن أن يحترم نظام الأسد الاتفاق على وقف الأعمال القتالية، وعدم خرق الهدنة لتحقيق مكاسب ميدانية. والنزاع السوري الذي بدأ في 15 آذار/مارس 2011 بتظاهرات سلمية تدعو للديمقراطية تم قمعها، تحول إلى نزاع معقد مع تدخل قوى إسلامية متطرفة وقوى دولية وإقليمية فيه. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 13/03/2016
مشاركة :