متابعة الخليج 365 - ابوظبي - يلتقي رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الشهر المقبل في إسبانيا برعاية أوروبية، فيما وصلت أول مجموعة من اللاجئين الفارين من ناغورنو كاراباخ، أمس الأحد، إلى أرمينيا التي انتقدت بشكل ضمني روسيا لعدم تقديمها الدعم لها إثر انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين في هذا الإقليم الذي يضم غالبية أرمينية، بينما تواصل القوات الأذربيجانية عملياتها بهدف بسط سيطرتها الكاملة على الإقليم. وقال مجلس الأمن الأرميني في بيان إن اللقاء بين نيكول باشينيان وإلهام علييف سيعقد في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر في غرناطة (جنوب) بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. واعتبر باشينيان، أمس الأحد، تحالفات بلاده الحالية غير مجدية، قائلاً في كلمة متلفزة: «إن أنظمة الأمن الخارجي التي تنضوي فيها أرمينيا أثبتت أنها غير مجدية لحماية أمنها ومصالحها». وأضاف: «لم تتخل أرمينيا يوماً عن التزاماتها ولم تخن حلفاءها. لكن تحليل الوضع يظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ فترة طويلة حددوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا وعدم قدرة الشعب الأرميني على أن تكون له دولة مستقلة». وينطوي كلامه على إشارة ضمنية إلى علاقاته الطويلة الأمد مع موسكو الموروثة منذ كانت أرمينيا جزءاً من الاتحاد السوفييتي مثل أذربيجان المجاورة، خصوصاً أن أرمينيا لا تزال عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهو تحالف عسكري ترأسه روسيا. في الأثناء، دخلت مجموعة أولى من اللاجئين الفارين من ناغورنو كاراباخ أرمينيا. ووصل بضع عشرات من سكان هذه المنطقة، معظمهم نساء وأطفال ومسنون، إلى مركز إيواء أقامته الحكومة الأرمينية في كورنيدزور. وقال بعض اللاجئين إنهم أتوا من قرية ايغتساهوغ الحدودية، فيما أورد آخرون أنهم عبروا مسافات طويلة في هذه المنطقة الجبلية من القوقاز. وأفادت السلطات الأرمينية في ناغورنو كاراباخ، أمس الأحد، أن المدنيين الذين شردتهم أعمال العنف الأخيرة سينقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ السلام الروس المنتشرين منذ الحرب السابقة في 2020. وتعهدت أذربيجان بالسماح للمقاتلين الانفصاليين الذين يسلمون سلاحهم بالمغادرة إلى أرمينيا. وأعلنت الداخلية الأذربيجانية أنها ستنظم قوافل تضم حافلات للمقاتلين السابقين، لافتة إلى أن بعضهم يستطيع أيضاً المغادرة في سيارات. وعبر هذه النقطة الحدودية نفسها في كورنيدزور ستمر 23 سيارة إسعاف لنقل مواطنين مصابين بجروح بالغة برفقة أطباء وموظفين في الصليب الأحمر كما أوضحت وزارة الصحة الأرمينية. مخاوف من فرار جماعي وقال رجل إنه كان ينتمي إلى الانفصاليين حتى أجبر هجوم أذربيجان الانفصاليين الأربعاء على الاستسلام. وأورد هذا القروي الثلاثيني الذي كان ينتظر مع آخرين تسجيل أسمائهم في المركز الإنساني الذي أقيم في كورنيدزور: «عائلاتنا كانت في الملاجئ. كنا في الجيش، لكننا اضطرنا إلى تسليم سلاحنا». ويخشى كثيرون أن يفر السكان المحليون بشكل جماعي، في وقت تشدد القوات الأذربيجانية قبضتها، لأنه إضافة إلى القلق السائد بين سكان ناغورنو كاراباخ البالغ عددهم 120 ألفاً، فإن الوضع الإنساني لا يزال متوتراً جداً هناك. في ذات الوقت، واصلت القوات الأذربيجانية عملياتها، أمس الأحد، بهدف بسط سيطرتها الكاملة على الإقليم الانفصالي ذي الغالبية الأرمينية، بعد هجومها الخاطف الذي استعادت فيه الإقليم، ذو الأغلبية الأرمينية. وأجرى الانفصاليون ومسؤولون في باكو الخميس، جولة مفاوضات أولى بهدف «إعادة دمج» ناغورنو كاراباخ، وأسفرت العملية العسكرية الأذربيجانية التي لم تستغرق أكثر من 24 ساعة عن مئتي قتيل و400 جريح، بحسب الانفصاليين الأرمينيين. (وكالات)
مشاركة :