ومن المقرر أن يشارك الرئيسان في مراسم وضع الحجر الأساس في خط جديد لنقل الغاز وتدشين مجمع عسكري أذربيجاني في هذا الجيب الواقع بين أرمينيا وإيران والذي الحق بأذربيجان في العام 1923 من دون أن يكون متصلا جغرافيا بباكو. ويتناقض الموقف التركي مع انسحاب روسيا الظاهر من المنطقة فيما يرى بعض الخبراء أن الرئيس علييف يعتبر أن ضم ممر زانغيزور الأرميني على طول الحدود مع إيران سيسمح بإقامة التواصل الجغرافي حتى ناخيتشيفان ومع تركيا كذلك. وفيما يواجه تظاهرات مناهضة منذ الثلاثاء، ألقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان باللوم وإن ضمنا على روسيا، لعدم دعمها أرمينيا بعد انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ. وقال عبر التلفزيون "تبين أن الأنظمة الأمنية الخارجية التي تنخرط أرمينيا في إطارها غير فاعلة لحماية أمنها ومصالحها" في إشارة شبه مبطنة إلى العلاقات مع موسكو الموروثة من الحقبة التي كانت فيها أرمينيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. "وحدة الأراضي" رغم أجواء الأزمة، سيعقد اجتماع مقرر بين علييف وباشينيان منذ فترة طويلة في إسبانيا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر، على ما أعلنت السلطات الأرمينية. وسيحضر الاجتماع كذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. وقال ماكرون مساء الأحد في مقابلة تلفزيونية إن "فرنسا حريصة جدا على وحدة أراضي أرمينيا فهذا هو المحك. لدينا اليوم روسيا متواطئة مع اذربيجان، وتركيا التي تدعم دائما هذه المناورات وسلطة غير مقيدة تهدد حدود ارمينيا". والأحد دخل مئات اللاجئين الهاربين من ناغورني قره باغ إلى أرمينيا من مركز الاستقبال الذي أقيم في مورنيدزور. وقالت الحكومة الأرمينية إن 377 "اضطروا إلى الرحيل" انتقلوا إلى الجانب الأرميني حتى مساء الأحد. وأفاد التعداد الأخير لوزارة الدفاع الروسية أن قوة حفظ السلام الروسية واكبت 311 مدنيا بينهم 102 طفل. وأعلنت سلطات ناغورني قره باغ الأحد أن المدنيين الذين شردتهم أعمال العنف الأخيرة سينقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ سلام روس ينتشرون في المكان منذ الحرب السابقة بين الطرفين في العام 2020. وتعهدت أذربيجان السماح للمتمردين الذين يستسلمون الانتقال إلى أرمينيا. وأوضحت وزارة الصحة الأرمينية أن 23 سيارة إسعاف ستمر عبر مركز كورندزور الحدودي ناقلة "مواطنين أصيبوا إصابات خطرة". لا كهرباء لا وقود وقال رجل في كورونيدزور لوكالة فرانس برس إنه كان في صفوف "المقاومة" إلى أن أرغم الهجوم الأذربيجاني الانفصاليين على الاستسلام الأربعاء. وأوضح الرجل الثلاثيني الذي كان ينتظر مع آخرين ليسجل اسمه في مركز الاستقبال "كانت عائلاتنا في الملاجئ ونحن في صفوف الجيش لكن في الأمس أوقفنا القتال وغادرنا". ويخشى كثيرون أن يفر السكان المحليون بأعداد كبيرة فيما تعزز القوات الأذربيجانية سيطرتها. إضافة إلى القلق المهيمن على سكان ناغورني قره باغ البالغ عددهم نحو 120 ألفا، يبقى الوضع الإنساني صعبا أيضا. وقال أحد مراسلي وكاة فراس برس إن "العاصمة "ستيباناكيرت المحاصرة من قبل القوات الأذربيجانية، محرومة من الكهرباء والوقود فيما يعاني سكانها من نقص في المواد الغذائية والأدوية. ودخلت السبت قافلة أولى من مساعدات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ناغورني قره باغ فيما طالبت أرمينيا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بإرسال بعثة أممية "فورا"، مجددة اتهاماتها بحصول "تطهير عرقي". وفي مؤشر إلى الآثار العميقة التي خلفها تاريخ هذه المنطقة المضطرب في الجانب الأذربيجاني، عُلّقت في بلدة بيلاغان القريبة من ناغورني قره باغ صور عشرات الأشخاص قتلوا قبل ثلاث سنوات أو خلال النزاع الأخير، مزينة بأعلام أذربيجانية على جانبي الطريق الرئيسي فيها.
مشاركة :