يستقل الصديق الوفي (بأخوته) في قرار الأفق!! برهافة الود وأجنحة الخيال ويستثير حمم الغسق في الوفاء (والمروءة ) ويثير حمم النبل في المودة. لذا.. أرى الصديق (شمعة عطاء) ممتدة على كف البيان، واسمع في هسيس الشمعة (ألواناً) من الوصال وعدم القطيعة بعد الصلة، أوالجفاء بعد المودة، أوالعداء بعد الإخاء. والصداقة: صوت الجميل يعززه ذلك البهاء الذي يعشق بحور الفضل وشخصياً.. أرى الصداقة هي تلك القصيدة العربية السامقة كما رعشة المفاجأة، لأن (ديمومة الصداقة) هي جميل الأخوة المتعاظم شبه قوافل الأقمار. حضن لمتعة الحب وصدق المشاعر غاية في الجمال فالصديق يطرب بشيمه إلى أبعد حدود الطاقة الأخلاقية و من اسمى وأرقى العلاقات التي حباها الله للإنسان وأجمل ما قاله الشعراء في وصف الصداقة : قال الإمام علي – رضي الله عنه – : كن ما استطعت عن الأنام بمعزل * إن الكثير من الورى لا يصحبُ واجعل جليسك سيدا تحظى به * حَبر لبيب عاقل متأدبُ قال المتنبي : أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ * وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ وَأحْلُمُ عَنْ خِلّي وَأعْلَمُ أنّهُ * متى أجزِهِ حِلْما على الجَهْلِ يَندَمِ وقال أيضا : شر البلاد بلاد لا صديق بها * وشر ما يكسب الإنسان ما يصم قال أبو العتاهيه: أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ أُحِبّو أَخي في اللَهِ ما صَحَّ دينُهُ وَأَفرِشُهُ ما يَشتَهي مِن خَلائِقِ وَأَرغَبُ عَمّا فيهِ ذُلٌّ وَريبَةٌ وَأَعلَمُ أَنَّ اللَهَ ما عِشتُ رازِقي صَفِيِّ مِنَ الإِخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ صَبورٍ عَلى ما نابَ عِندَ الحَقائِقِ *قال محمود البارودي: لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُ إِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُ يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ وَلا تُغِبُّكَ مِنْ خَيْرٍ فَوَاضِلُهُ لا كَالَّذِي يَدَّعِي وُدّاً وَبَاطِنُهُ بِجَمْرِ أَحْقَادِهِ تَغْلِي مَرَاجِلُهُ يَذُمُّ فِعْلَ أَخِيهِ مُظْهِراً أَسَفاً لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ وَذَاكَ مِنْهُ عِدَاءٌ فِي مُجَامَلَةٍ فَاحْذَرْهُ وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ. للتواصل مع الكاتب 056780009
مشاركة :