الرباط - يعتزم المغرب إنشاء وكالة مخصصة لضمان تنفيذ برنامج إعادة الإعمار للمناطق المتضررة من الزلزال، في أحدث مؤشر على المتابعة الملكية المستمرة للخطة التي ضبطها العاهل المغربي الملك محمد السادس والتي تهدف إلى بناء كافة المنازل والمرافق التي تضررت بفعل الكارثة الطبيعية في أسرع الآجال. وذكر بيان لرئاسة الحكومة صدر عقب اجتماع رابع بالرباط للجنة الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل بمناطق الزلزال، ترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش اليوم الاثنين أن "الوكالة الجديدة ستعنى بتنفيذ مشاريع إعادة البناء والتأهيل وتنزيل الاستثمارات المرتقب إحداثها في المناطق المتضررة من الزلزال". وقال أخنوش إن "الحكومة ستسخر كل الإمكانيات في مرحلة إعادة البناء السريع التي ستشمل المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية التي تضررت بفعل الزلزال". وأوضح أن "إنجاز هذه المشاريع سيجري تمويله انطلاقا من الحساب الخاص للتضامن المخصص لتدبير الآثار المترتبة على الزلزال، الذي تم إحداثه تنفيذا للتعليمات الملكية". ومن المنتظر أن "يصادق المجلس الحكومي الأربعاء على مشروع إحداث هذه الوكالة"، بحسب برنامج عمل المجلس. وأشار موقع "360" إلى أن "تبرعات المساهمين في الحساب البنكي المخصص للمتضررين من الزلزال بلغت نحو 10 مليارات درهم (نحو مليار دولار أميركي) حتى السبت". وبعد الزلزال أعلنت الحكومة المغربية فتح حساب خاص لدى الخزينة العامة وبنك المغرب بهدف تلقي المساهمات التضامنية من المواطنين والهيئات الخاصة والعامة. وخصص المغرب ميزانية كبيرة بنحو 12 مليار دولار لإعادة إعمار مراكش والحوز وتارودانت وشيشاوة وأزيلال وورزازات، بما يشمل في المجمل 4.2 مليون من السكان. ويهدف البرنامج العاجل الذي أقره العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى إعادة بناء المساكن وتأهيل البنيات التحتية المتضررة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المستهدفة. وقررت السلطات المغربية صرف مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم لأصحاب المساكن التي انهارت بالكامل، فيما سيتحصل أصحاب المنازل المتضررة جزئيا على 80 ألف درهم. وتنتفع كل أسرة تضررت من زلزال الحوز بمنحة شهرية طيلة عام كامل تقدر بـ2500 درهم (250 دولارا) بداية من الشهر الجاري. وأفادت الحكومة المغربية بأن الميزانية المخصصة للدعم المالي للأسر المنكوبة تصل نحو 8 مليارات درهم (800 ألف دولار) وتشمل إعادة بناء وتأهيل المساكن المتضررة. ووفق إحصاءات رسمية بلغ عدد المتضررين من الزلزال 2.8 مليون نسمة، فيما انهار 59 ألفا و675 مسكنا، منها 32 في المئة تهدمت كليا. واستأنف فلاحون مغاربة في المناطق المتضررة من الزلزال جني التفاح بعد توقف دام أسبوعين، مستبشرين بانفجار ينابع الماء من وسط الجبال بعد الزلزال ويتطلعون لرفع مردودية الإنتاج، أملا في حياة أفضل. وفي نواحي بلدة أمزميز بإقليم الحوز أكثر المناطق تضررا بالزلزال وسط البلاد استأنف المزارعون زراعتهم، لاسيما أنها تشكل موردهم الرئيسي لكسب العيش. وفي قرية إمين تالا التابعة لبلدة أمزميز يحرص الأهالي على قضاء يومهم داخل حقول التفاح والتين، بعدما انهارت منازلهم بالكامل. وقال المزارع محمد عمر إنه يحرص هو وأخوه على الاعتناء بالحقل وجني المحصول بعدما توفي أبوهما بسبب الزلزال. وجنّد المغرب منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال المئات من فرق الإنقاذ من كافة القوات المغربية وأظهر سرعة قياسية في الاستجابة للكارثة الطبيعة ورعاية المتضررين وتقديم الدعم اللازم، فيما عاضد المغاربة هذه الجهود بالتبرع واقتناء كافة المستلزمات من أموالهم الخاصة لتوجيهها إلى المناطق المتضررة. وفي 8 أيلول/سبتمبر ضرب زلزال بقوة 7 درجات عدة مدن مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال) وأغادير وتارودانت (وسط) مخلفا 2946 وفاة و6125 إصابة إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية.
مشاركة :