يستحق سفيان رحيمي نجومية «الجولة الثالثة» من «دوري أدنوك للمحترفين»، وذلك بعد الأداء الرشيق الذي قدمه أمام «البرتقالي»، بتسجيل «ثنائية» بمهارة فردية، إحداها هدف من «طراز عالمي»، عندما تلقى كرة أرسلها أتزيلي عرضية من ضربة حرة، حولها رحيمي بتسديدة صاروخية قوية أطلقها بـ «وجه» القدم إلى داخل الشباك. وأثبت سفيان أنه أحد أخطر أسلحة الهولندي شرودر مدرب العين، بعدما منحه الحرية وعدم الالتزام بمركز واحد، لتتفجر طاقات وقدرات رحيمي مع بداية الموسم الثالث له مع «الزعيم»، والذي يبدأه على أكمل وجه، وفي أفضل صورة. ويعد سفيان الفتى المغربي الذهبي في تشكيلة الزعيم، هو «ملك الحلول الفردية»، وأحد أبرز المواهب التي تصنع الفارق دائماً في أداء «البنفسج»، بقدراته الفنية ومهارته الخاصة، وهو ما يظهر عبر رصد أرقامه في آخر موسمين منذ التحاقه بكتيبة العين. وأسهم رحيمي خلال مسيرته بالدوري حتى الآن بـ41 هدفاً، بواقع تسجيل 20 هدفاً، وصناعة 21 هدفاً، وأطلق 56 تسديدة على المرمى، وقام بـ 136 مراوغة، بخلاف 58 تمريرة مؤثرة، وسجله خلال الموسم الحالي، يشير إلى تسجيل هدفين، و10 مراوغات، و4 تسديدات على المرمى، بجانب تمريرتين مؤثرتين. ووضح التوظيف اللافت لرحيمي خلال المباريات التي ظهر فيها مع العين، وهو ما استغله شرودر بدرجة مثالية، عبر منح اللاعب الحرية الكاملة في التحرك خلال الثلث الأخير من الملعب، ما بين الطرفين الأيسر والأيمن، فضلاً عن الاختراقات من العمق، بعيداً عن تقييد اللاعب في مركز الجناح الأيسر فقط، وهو ما فجر الطاقات الفنية الكامنة لدى اللاعبين، مع وجود عناصر تقوم بتمويله بالكرات، وهم كاكو وأتزيلي وإيريك، وأيضاً لابا كودجو، وهو ما يعرف بالكرة الشاملة التي تحول اللاعب إلى صانع لعب وجناح ورأس حربة خلال أوقات المباراة، وهي الطريقة التي أجاد فيها رحيمي تحت قيادة شرودر حتى الآن. ويسعى رحيمي إلى إعادة تقديمه نفسه بصورة مختلفة مع العين هذا الموسم، وهو ما يتضح في الأداء القوي الذي يظهر به خلال المباريات التي شارك بها، وكأنه دخل في تحدٍ مع نفسه، على أمل لفت أنظار مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي، للعودة إلى تشكيلة «أسود الأطلس». من جانبه، أكد عبد الله علي مشرف فريق العين، ثقته في أن يواصل رحيمي الأداء القوي، واصفاً اللاعب بأنه أحد أبرز المفاتيح الهجومية في أداء «الزعيم»، وشدد على أنه من أكثر اللاعبين المغاربة مهارة، مشيراً إلى أنه يقدم الحلول إلى زملائه، ويسجل بطريقة خاصة تجعله لاعباً استثنائياً ولا غنى عنه لتشكيلة أي فريق. فيما أشاد به شرودي، وأوضح أن الأداء الهجومي المتميز لجميع عناصر الفريق يعود إلى التجانس والتفاهم الكبير الذي وصل إليه الفريق.