يعيش العالم اليوم قمة عصر الاتصال الذي يجعل كل أجزاء الكرة الأرضية قريبة إلى بعضها قربًا لا فكاك معه من التأثير والتأثر. إذ لم يعد العالم سهل الانعزال في أقاليم وأقطار بل صار شبكة حية، فكلما زادت مكانة بلد ما في المجتمع الدولي، كلما زادت مسؤوليته الدولية وعظم دوره في السياسة الدولية. ولذلك فالعالم اليوم أحوج ما يكون لأن يتمثل روح الحوار، لأن الحوار هو البديل العاقل للصراع، ولأن الحوار هو الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف الوطنية والقومية في هذا العالم المتشابك المصالح. في هذا الإطار يأتي حوار كبير المذيعين السياسيين في شبكة فوكس نيوز الأمريكية بريت باير، مع الأمير محمد بن سلمان للحديث عن [أكبر قصة نجاح حدثت في القرن الحادي والعشرين]. وكان باير قد اشتهر بمحاورة قادة وزعماء العالم كالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي. وتعتبر فوكس نيوز القناة الإخبارية التلفزيونية الأمريكية الأكثر مشاهدة طوال العقدين الماضيين، إذ يصل مشاهديها إلى قرابة 80 مليونًا في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد لقي الحوار أصداء عالمية واسعة فقد تناقلته قنوات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم. وكانت موضوعات وقضايا كثيرة وكبيرة تناولها الحوار من الممر اللوجستي الذي سيربط بين أوروبا ودول الخليج العربي والهند، إلى العلاقات السعودية الأمريكية، إلى قضية أمن الخليج، إلى السياسة النفطية وموقف الأوبيك، إلى البرنامج النووي الإيراني، والملف الفلسطيني والاقتصاد والسياحة والرياضة، إلى غيرها من الموضوعات الصغيرة أو الكبيرة. ويأتي هذا الحديث للتأكيد على الإيمان الواعي بالحوار كوسيلة ليس فقط لتوضيح وجهات النظر، وإنما كذلك للسعي الإيجابي لتأكيد الخيار الحضاري. فالمملكة اليوم قوة فاعلة في المسرح العالمي، وتكمن أهميتها في مواقفها المعتدلة، ونفوذها السياسي، وقوتها الاقتصادية، وموقعها الإستراتيجي، ومكانتها القيادية في العالمين العربي والإسلامي. فعندما ننظر الى واقعنا اليوم نجد أننا نعيش في أكثر العصور التاريخية ثراءً وتمدناً من حيث الخيارات والإمكانات والفرص. واليوم نقدم نفسنا للعالم بوصفنا دولة حديثة ومتطورة وفعالة ومستقبلية آخذة في التقدم تضيف كل يوم جديدًا وفي هذا يقول الدكتور مجيد قدوري أحد المفكرين البارزين في الأوساط العربية - الأمريكية: أنه على مدى سنوات طويلة لم يحدث تطور لدولة ما في العالم كالذي حدث للمملكة العربية السعودية. فالنهج الإستراتيجي الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - يقوم على فلسفة التطور والتفوق النوعي واستلهام الأفكار والتفكير بطريقة إبداعية وتكريس أوقاتنا للابتكار والإنتاج والذي أتاح للحياة أن تتدفق من حولنا وأتاح لكل فكرة وحدث أن تأخذ مداها في التطلع لما هو أحدث منها لنقدم مفهومًا جديدًا للإنسان المتطور والمفكر والفعال وهنا تتجلى رؤية 2030 التي أعادت صياغة المجتمع من جديد مؤكدة على سلامة وجهتنا وتحولنا الحضاري. لقد كانت الرؤية قرارًا واعيًا ومنهجًا فكريًا رصينًا أحدثت تغييرًا نوعيًا في الأفكار والرؤى والحقائق وكانت بمثابة الحلم. فالعالم المتخيل والمشرق الذى أبدعته الرؤية وضعنا في علاقة جديدة وخلاقة مع واقع جديد لنعيش الحياة طبقًا لأفكارنا وقيمنا وعلى ثقة بنتائج أفعالنا فليس هنالك شيئ أفضل في الحياة - كما يقول كورلس وباربوسنز - من أن تكون موجودًا لصناعة حياة الناس وبناء مستقبلهم. فعندما نستعيد السنوات نجد أن كل الإنجازات التي كانت في مستوى الأحلام في أمس قريب صارت اليوم في متناول اليد. لقد لاحظ محمد بن سلمان - حفظه الله - بأننا نعيش في عالم متغير ولابد أن تختلف وسائلنا لمواجهة التحدي الكبير لهذا العالم المتغير فأطلق مشروعه الكبير رؤية 2030 واختزل في أعوام قصيرة ما استغرق الدول التي سبقتنا أعوامًا طويلة فانتقلنا من الدولة التي تسعى إلى التطور إلى الدولة التي تصنع التطور مواصلين التقدم ليس من أجل أن نكون شيئًا وإنما من أجل أن نصنع شيئًا واليوم ينظر إلى تطورنا على أنه تطور للعالم ونهضتنا الحديثة على أنها نهضة للعالم. ولذلك جاءت الرؤية في أوانها فأفسحت المجال للتقدم العلمي والتقني وبناء حياة جديدة تقوم على يقظة التجربة والتفرد النوعي وقدمت تصورًا عمليًا ونوعيًا للحياة الفاعلة وأثرت تأثيرًا عميقًا في الوعي المجتمعي. فقد رأينا إستجابة الجيل الجديد لفكرة وتطبيقات الرؤية وكان التفاعل مدهشًا حقًا لقد أصبحت تروق للأجيال الجديدة فالجيل الحالي يتلقى التأثيرات بصورة مباشرة وفعالة. فقد كانت استراتيجية الأمير محمد بن سلمان - مهندس النهضة الحديثة - مؤسسة على العقول المفكرة والكفاءات المبتكرة الخلاقة وصناع التحولات الكبرى والقادة التحويليين وأستطاع - حفظه الله - في أعوام قصيرة أن ينهض ببلد قارة ويضعها في واجهة العالم الحديث. محمد بن سلمان بوصفه إنسانًا خلاقًا في ذاته بذرة النشاط الإبداعي ونزعة التغيير وإدراكه للواقع الموضوعي وتصوره للتاريخ والعصر يعد اليوم أحد أركان القياده التحويلية في العصر الحديث. فالأمير محمد بن سلمان يتمتع بقدرات استثنائية ومواهب ومهارات متفردة ويتصف بالإلهام وقوة الشخصية والذكاء والقدرة على رفع المعنويات والفاعلية والدافعية ومحاربة التوقف والجمود.
مشاركة :