وصف إدمون ماروكيان، السفير فوق العادة في الخارجية الأرمينية، ما حدث في إقليم ناغورنو كاراباخ بأنه انتصار للتطهير العرقي. وقال ماروكيان، في تصريحات لـ«الغد»، من يريفان، إن «ما حدث بالفعل أنه تم تهجير آلاف الأرمن من إقليم كاراباخ، فهناك ما يقرب من 19 ألف من الأرمن نزحوا من هذا الإقليم، وهذا يعني ان المشكلة بين البلدين لم تُحل بعد». وأضاف أنه «بالنسبة لأذربيجان، فقد تعهدت باحترام حقوق الإنسان، لكنها شنت عملية عسكرية في سبتمبر الحالي ضد الأرمن، في انتهاك للمعاهدة بين البلدين، لذلك فلا أقول إن هذ نصر»، متسائلا: «نصر من أجل ماذا؟ من أجل التطهير العرقي؟». وأشار ماروكيان إلى أن «هذه الأرض (ناغورنو كاراباخ) ليست أرضا متنازع عليها، فالمسألة تتعلق بأمن الأرمن الذين يعيشون في كاراباخ، ليس هناك نزاع على الإقليم ولكن الأرمن في كاراباخ لا يأمنون على أنفسهم ولا يتمتعون بالسلام في الإقليم، وهناك انتهاكات ضد الإنسانية في هذا الإقليم، هذا الأمر يخص الشعب ولا يخض الأرض نفسها». وشدد المسؤول الأرميني على أنه «ليس هناك أي صراع على الإقليم، هذا خطأ في التأويل، فالأمر يتعلق بالأرمن الذين هم في الإقليم، لا بد أن يكون لهم حقوق تُحتَرَم، وأن يمارسون حياتهم بكل حرية في أراضيهم، لكنهم أجبروا على مغادرة أراضيهم، وهناك عدد كبير قد غادر من هذا الإقليم إلى أرمينيا، يغادرون وحالهم لا يخفى على أحد، وهذه مسألة إنسانية». وتعليقا على اتهامات بلاده لموسكو بالتخلي عنهم في هذه الجولة، قال: «الأمر بالفعل خيبة أمل لأنه كانت هناك تعهدات من قبل روسيا، وكانت هناك اتفاقية ثلاثية في 2020، بموجبها تلعب موسكو دور حافظة الأمن في المنطقة، وفي كاراباخ، لكنهم لم يقوموا بواجبهم، وهاجمت أذربيجان الإقليم وقتلت منهم الكثير من المدنيين، ولذلك وجدنا أن قوات حفظ السلام الروسية لم تفعل شيئا، وقد تكون مهدت الطريق لهذا العدوان، فهي لم تقم بالتزاماتها في هذه الاتفاقية، وهو أمر محبط». وأضاف أن أرمينيا ما زالت حليفة لروسيا، وهي ملتزمة بكل المعاهدات التي وقعت عليها، والآن نجد أن حوالي 100 ألف كيلومتر قد تم احتلالها من قبل أذربيجان، لا فتا إلى أن الأمر لا يتعلق بمساعدة حلف الناتو ولا الرهان على الولايات المتحدة أو الحلف. وعن الموقف الإيراني مما يحدث، قال: «إيران تعتبر دولة صديقة ومجاورة لأرمينيا، والعلاقات بينهما جيدة منذ عقود، ولذلك فإننا الآن نعزز علاقاتنا معها، وموقفها المعلن أن الحدود تعتبر خطا أحمر ولن تتغير، هم لن يقبلوا بأي تغيير جغرافي في المنطقة». وأضاف أن «أرمينيا لديها الكثير من المباحثات فيما يخص المساعدات الإنسانية على الأرض، الأمر خطير جدا وهناك أعداد كبيرة جدا في النزوح إلى أرمينيا، والولايات المتحدة مستعدة لمساعدة أرمينيا في هذه الكارثة بإمدادها بـ11.5 مليون دولار».
مشاركة :