اختتمت أمس أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي الذي استضافته دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة، وبتنظيم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تحت شعار "نحو تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي"، على مدار يومين. واعتمد أصحاب السمو ووزراء الثقافة ورؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، (إعلان الدوحة) لتجديد العمل الثقافي. ودعا وزراء الثقافة في العالم الإسلامي، في ختام المؤتمر، إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات ومبادرات عملية لزيادة التشجيع على الإبداع الثقافي وتجديد الصناعات الثقافية، وتيسير الاستفادة الرشيدة من منتجات التقدم التكنولوجي وآلياته، في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية في العالم الإسلامي، وتثمين المعارف التقليدية والقيم الإيجابية السامية التي تميزنا، مع الاستفادة من التجارب الناجحة والمبادرات الثقافية الرائدة التي برزت على الصعيدين الإسلامي والدولي خلال جائحة (كوفيد - 19)، والاسترشاد في ذلك بالمبادرة الرائدة المشتركة بين (الإيسيسكو) ورابطة العالم الإسلامي، متمثلة في المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي يحتضنه مقر (الإيسيسكو) منذ نوفمبر 2022. وأوصى المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي بإنشاء وتطوير منصات رقمية متخصصة بمختلف اللغات؛ لتسهيل الوصول إلى المحتوى الثقافي الإسلامي بأشكاله المختلفة، ووضع خطط متكاملة، وتخصيص الموارد المالية والفنية اللازمة لرقمنة الأعمال والمنتجات الثقافية بمختلف أنماطها وأشكالها، وإتاحتها للجمهور العريض في صيغ رقمية متنوعة مثل الكتب الرقمية والفيديوهات والصيغ الافتراضية من المعارض والمتاحف والمواقع التراثية والجولات الثقافية. أما في مجال تعزيز دور الاقتصاد الثقافي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فأكد المؤتمر على دعم مبادرة (الإيسيسكو) لتعميم آليات الاقتصاد الثقافي وإستراتيجياته، مع تبني الآليات الجديدة التي اقترحتها المنظمة لتطوير برنامجها لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، مشيداً بنجاح فعاليات برامج الاحتفال بعواصم الثقافة في العالم الإسلامي التي تم اختتامها بين دورتي المؤتمر (2019 ـ 2022)، في كل من الدوحة والقدس وتونس وبيساو والرباط والقاهرة، وبالجهود الكبيرة التي بذلتها جهات الاختصاص في الدول المستضيفة من أجل إنجاح برامج الاحتفاء بهذه العواصم الثقافية. وبيّن أهمية تقديم برنامج عمل وتصورات تنفيذية، بالتنسيق مع المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، من شأنها تعزيز الحفاظ على الثقافة الإسلامية ومعالمها في القدس الشريف، التي تتعرض لعمليات الطمس والتهويد الممنهجة، فضلاً عن دعم السياحة الثقافية والبيئية، والتعريف بما تزخر به دول العالم الإسلامي من ثروات وكنوز ثقافية فريدة. كما شدد بيان الدوحة الصادر عن المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي على أهمية دعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة في الصناعات التقليدية والثقافية، وحماية المنتجات التقليدية اليدوية، وتعزيز الاقتصاد الثقافي لتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير فرص العمل وتنمية المهارات في القطاع الثقافي، وتطوير الصناعات الثقافية. كما وافق البيان على دعم مبادرة وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية و(الإيسيسكو)؛ لتوحيد المؤشرات الثقافية في العالم الإسلامي وتطويرها، الذي تم بموجبها أمس توقيع اتفاقية ثنائية بين الجانبين، فضلاً عن دعم مقترح (الإيسيسكو) تخصيص هدف إنمائي ثامن عشر يضاف إلى الأهداف الإنمائية للمجتمع الدولي لعام 2030 من أجل تعزيز دور الثقافة في التنمية ومطالبة منظمة الأمم المتحدة بإضافته إلى أهداف التنمية المستدامة الـ 17. ودعا إلى تبني استخدام تقنيات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة خاصة الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في دراسة استشراف مستقبل الثقافة في ظل عالم متغير والعمل بكل مسؤولية على بناء ركائز أساسية تصون هوية العالم الإسلامي الحضارية. وأصدر المؤتمر بياناً تضامنياً مع المغرب وليبيا في مواجهة آثار زلزال الحوز والعاصفة دانيال، مؤكدين استعداد الدول المشاركة؛ لتوفير الإمكانات والمساعدات اللازمة للدولتين. في السياق ذاته، تقرر أن تعقد الدورة المقبلة من المؤتمر في مقر منظمة "الإيسيسكو" في المغرب. وكانت جلسة العمل الثالثة، قد شهدت إلقاء رؤساء الوفود وممثلي المنظمات والهيئات المشاركة كلماتهم، حيث جرى تبادل الرؤى والنقاشات الثرية من أجل تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، والتوافق على الوسائل والآليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.
مشاركة :