(كونا) - دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الثلاثاء كل المنظمات والجمعيات العربية إلى مواصلة تقديم الدعم للشعب السوداني وقال إن الوضع بالسودان بات معقدا مع استمرار العناد بين الفرقاء السودانيين. وأضاف أبو الغيط في كلمة بالاجتماع الاستثنائي للاتحادات العربية لدعم مبادرة "نبض العرب" الموجهة لمساعدة السودانيين المتأثرين بالحرب "مهما طالت الأزمة سنستمر في تقديم الدعم للشعب السوداني لأنه جزء من هذه الأمة". وأثنى أبو الغيط على مساعدة الأشقاء العرب للشعب السوداني داعيا طرفي الصراع في السودان إلى وقف إطلاق النار لكي تنتهي معاناة الشعب. وأكد أن مبادرة دعم السودان صادقة بمشاعر العرب تجاه أشقائنا بالسودان معربا عن الأسى والحزن إزاء الخراب والدمار الذي حدث بالخرطوم والمدن السودانية واستمرار معاناة السودانيين من جراء ذلك خاصة النساء والأطفال وكبار السن فضلا عن توقف خدمات التعليم والصحة بالمدن السودانية. بدوره قال مندوب السودان الدائم لدى الجامعة العربية محمد عبدالله خالص إن قوات الدعم السريع مستمرة منذ خمسة أشهر في حملة تدمير "ممنهجة" تستهدف مؤسسات الدولة ومرافقها وهياكلها الاقتصادية والخدمية إضافة إلى جرائم القتل والنهب الاغتصاب والتدمير. وأضاف أن هذه "الميليشيا المتمردة" ارتكبت انتهاكات فظيعة وجرائم بشعة ضد السودانيين توصف بأنها "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك التصفية العرقية". وأشار في هذا الصدد إلى فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا حول هذه الجرائم وفرض الولايات المتحدة عقوبات بحق قادة تلك الميلشيات مما يشي بأن المجتمع الدولي بأسره بدأ يفهم طبيعة هذه الجماعة وأبعاد مخططها التدميري في السودان والمنطقة. وأكد عبد الله تصدي القوات المسلحة السودانية بكل حزم لميليشيات الدعم السريع وإفشال مخططها بالاستيلاء على السلطة بالقوة برغم الإعداد الكبير الذي جرى في التخطيط والتمهيد لهذا التمرد بقوات فاق عددها 80 ألف مقاتل. وأوضح أن "جرائم ميليشيات الدعم السريع تسببت في إنهاك وتدمير النظام الاقتصادي في السودان بشكل غير مسبوق وانهيار بيئة الاقتصاد الكلي وزيادة نسبة التضخم مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وندرة السلع بعد أن تم تدمير المصانع ووسائل الانتاج المختلفة التي تعود ملكيتها للمواطنين السودانيين. وكشف عبد الله عن نتائج دراسة قامت بها "مجموعة العمل الفنية الاتحادية والمجموعات الولائية" في السودان بالتعاون مع بعض الوكالات المتخصصة أظهرت أن حوالي 3ر20 مليون شخص يمثلون 40 بالمئة من جملة السكان تقريبا في وضع الأزمة أو وضع الطوارئ منهم حوالي 6ر8 ملايين شخص يحتاجون إلى إجراءات عاجلة لانقاذ حياتهم وتوفير الحد الأدنى من سبل العيش. وقال "لقد أدت جرائم واعتداءات الميليشيا في كل من الخرطوم ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى إلى نزوح حوالي 6ر2 مليون شخص من منازلهم ومدنهم إلى الولايات الأخرى ولجوء حوالي 740 ألفا آخرين إلى دول الجوار.
مشاركة :