شهد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، جلسة «من الصحراء إلى الفضاء» التي استضافت الدكتور سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي. وقال سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة على «إكس»: «شهدت اليوم الجلسة الختامية لمنتدى الإعلام العربي (من الصحراء إلى الفضاء) لرائد الفضاء الدكتور سلطان النيادي.. سلطان يقدّم اليوم مثالاً مشرّفاً للشباب الإماراتي والعربي الطموح والواثق بقدراته والمبدع في إيصال رسالته. نشكر 3000 إعلامي شاركونا هذا المنتدى العربي الهادف إلى الارتقاء بالرسالة الإعلامية، وخدمة المجتمعات العربية، وأشكر فريق العمل المنظم لهذا التجمع الإعلامي العربي». حضر الجلسة وزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي، ونائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة منى غانم المري، ورائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، ومدير مركز محمد بن راشد للفضاء سالم المري، وعدد من الوزراء والمسؤولين وجمهور كبير. واستعرض سلطان النيادي خلال الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي محمد سالم في «دبي للإعلام»، تفاصيل مهمته التاريخية (طموح زايد2)، وأهم التجارب التي مر بها على متن محطة الفضاء الدولية خلال ستة أشهر في مهمة تعد الأطول عربياً، بينما تطرق إلى دور عائلته ودعمها له، وصولاً إلى أهمية قطاع الفضاء الإماراتي وتأثيره عالمياً، كما تحدث عن بداية حلمه أن يكون رائد فضاء، ورسالته للأجيال الجديدة لإعادة أمجاد الحضارة العربية التي لطالما تميزت بثرائها الذي ألهم وأفاد الحضارة الغربية. وفي بداية الجلسة أوضح النيادي أن أهم اللحظات التي لن تفارقه، هي تلك التي دخل فيها مجال الغلاف الجوي للأرض في طريق عودته بعد انتهاء مهمته بنجاح، داخل المركبة الفضائية «دراجون»، وانعدام الجاذبية التي كانت مؤشراً لهبوطه وعودته بسلام، واعتبرها لحظة حرجة خصوصاً أن درجة الحرارة عند الدخول في الغلاف الجوي تصل إلى 1950 درجة مئوية خارج المركبة، بينما لفت إلى قضائه نحو ساعة داخل المركبة في مياه البحر عند نقطة الهبوط، معتبراً أنه على الرغم من هذه التحديات فإن حصوله طوال خمس سنوات على تدريبات متقدمة، جعلته مؤهلاً للتعامل مع كل هذه الظروف باحترافية. وتحدث عن شعوره بأنه سيكون يوماً رائد فضاء، حيث أفاد بأنه كان محظوظاً بكونه عاش في منطقة أم غافة شرق مدينة العين التي تتمتع بطبيعة بكر، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، وكان دائماً شغوفاً بمراقبة النجوم والسماء التي ألهمته كثيراً لتحقيق حلمه، مشيراً إلى أن والديه غرسا في نفسه حب العلم والتحدي لتحقيق هدفه. ولفت النيادي إلى دعم والدته التي أرسلت إليه رسالة خطية في محطة الفضاء الدولية، معتبراً أنها من أعظم الأشياء التي حدثت له خلال مهمته، فيما ألمح إلى أن والدته لم تكن ملمة بالقراءة والكتابة، لكنها بعد انتهائه من التعليم بدأت هي تتعلم حتى نجحت في ذلك، وحفظت القرآن الكريم كاملاً. واستذكر تلك اللحظات التاريخية التي استقبله فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث أهدى رئيس الدولة العَلَم الذي صاحبه خلال مهمة السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، مؤكداً أن قادة الدولة يعملون بكل قوة لرفعة الوطن وإعلاء شأنه، وأن الفرص التي يتم توفيرها للشباب هي فارقة في حياتهم إذا ما استفادوا منها بالشكل الصحيح، ومن ثمّ رد الجميل. وألمح النيادي إلى لحظة تقبيل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعلم الذي أحضره معه من رحلته إلى محطة الفضاء الدولية، والتي شعر حينها فعلاً بأهمية هذا الإنجاز، معتبراً أن هذا الموقف رسالة لكل شباب الوطن، وأن الجميع لديهم الفرصة، ويجب عليهم اغتنامها وإنجاز ما يقومون به بنجاح، حتى يحصلوا على تقدير الدولة، وأن هذا الأمر ينطبق على كل المجالات والقطاعات وليس قطاع الفضاء فقط. وتطرق إلى تحديات اللحظات الأولى عند وصوله إلى محطة الفضاء الدولية، خصوصاً مع انعدام الجاذبية والبيئة الجديدة التي سيمكث فيها ستة أشهر كاملة، حيث ذكر أنه وزميله رائد الفضاء هزاع المنصوري، حصلا على تدريبات محترفة خلال خمس سنوات وأكثر، وأنهما قادران على التعامل مع أي تحديات قد تواجههما، ولذلك فإن اندماجه في البيئة الجديدة تم بسهولة خلال مدة زمنية بسيطة، كما أنه لم يشعر بالوحدة، خصوصاً أن لديه يوم عمل طويلاً مليئاً بالمهمات والتجارب التي يجب عليه إنجازها، فضلاً عن توثيق الأحداث اليومية ونقلها للجمهور العريض الذي يتابعه، معتبراً أن مهمة «طموح زايد 2» كانت صعبة ولها أهداف كبيرة كان عليه العمل طويلاً حتى ينجح في استكمالها. وأشار النيادي إلى تقدير العالم للنجاحات الإماراتية في قطاع الفضاء، وأنها استطاعت خلال فترة زمنية وجيزة، وضع بصمة عالمية كبيرة بفضل مشروعاتها النوعية التي أطلقتها، وتركت مردوداً وأثراً مهمين لدى المجتمع العلمي العالمي، ومن بينها مهمة استكشاف المريخ (مسبار الأمل) وتصنيع الأقمار الصناعية متعددة الاستخدامات، وصولاً إلى مهمة استكشاف حزام الكويكبات، ووجود طاقم وطني من أربعة رواد فضاء، مؤكداً أن كل ذلك أعطى الدولة ثقلاً عالمياً، واكتسبت من خلاله ثقة الدول المتقدمة في هذا القطاع، وأنه لم يكن ليحصل على مهمة السير في الفضاء خارج المحطة الدولية إلا بفضل كفاءته التي جعلت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) توكل إليه تنفيذ هذه المهمة الملأى بالتحديات. واسترجع ذكرياته حينما تم اختيار زميله هزاع المنصوري لمهمة «طموح زايد 1» التي جعلته أول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، وأنه حينها كان واثقاً بأنه سينفّذ هو الآخر مهمة جديدة، مشيراً إلى أن شعوره هذا كان مبنياً على كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي وعد فيها بوجود آخرين سيسيرون على خطى هزاع المنصوري نفسها، تأكيداً لاستدامة برنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، الأمر الذي أكد ثقته بأنه سينال مهمة هو الآخر، وأن الفرصة موجودة ويجب أن يكون مستعداً لها. أحمد بن محمد: • منتدى الإعلام العربي يرتقي بالرسالة الإعلامية وخدمة المجتمعات العربية. سلطان النيادي: • الإمارات وضعت بصمة كبيرة في قطاع الفضاء ونالت ثقة العالم وتقديره. أحمد بن محمد يلتقي سلطان النيادي ويهنّئه بنجاح مهمته التاريخية التقى سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، أمس، رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وهنأه خلال اللقاء بنجاح مهمته التاريخية «طموح زايد 2»، أطول مهمة فضائية عربية، مثنياً على هذا الإنجاز الوطني الذي يعد مبعث فخر لجميع الإماراتيين والعرب، منوهاً سموه بقدرة شبابنا على صنع الفارق، خصوصاً أن حضارتنا العربية لطالما استلهم العالم منها إنجازاته. واعتبر سموه الإنجاز الذي حققه سلطان النيادي نموذجاً مشرّفاً وملهماً لشباب الوطن، ورمزاً لطموح أبناء الإمارات، لما لهذه المهمة التاريخية من أثر في تعزيز جهود دولة الإمارات في قطاع الفضاء والتي أصبحت مثار حديث العالم، بما تقدمه مشروعاتها من فائدة كبيرة للمجتمع العلمي العالمي، مؤكداً سموه أن رقي دولتنا وتقدّمها يظل مرهوناً بقدرة أبنائها على تحقيق نجاحات تعزز مكانتها في مصاف دول العالم التي تصنع المستقبل. من جانبه، أكد سلطان النيادي أن دعم القيادة يشكّل حافزاً لكل شاب وشابة من أبناء دولة الإمارات، على المضي قدماً في ملاحقة طموحاتهم، والاجتهاد في أن يكون لهم دور ملموس في تحقيق رفعة الوطن وإعلاء شأنه في كل المحافل وضمن مختلف المجالات، معرباً على بالغ اعتزازه بما وجده من تحفيز وتشجيع مستمرين من قبل القيادة، ومن أهل الإمارات الذين ساندوه في مختلف مراحل الرحلة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، على مدار ستة أشهر كاملة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :