أكد مسؤولان مختصان في الإعلام، أن الإعلام العربي - في ظل وجود تقنيات التواصل الاجتماعي وتحكّمها في توجيه الشعوب والتأثير فيها - يواجه تحديات كبيرة تستلزم التدخل لضبطها وتقنينها لوقاية الشعوب من آثارها المدمرة. جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «حوار وزراء الإعلام العرب» ضمن فعاليات اليوم الختامي لمنتدى الإعلام العربي، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي. وأوضحا المسؤولان أن الإعلام العربي تحكمه مرجعيات فكرية خاصة بشعوبه يجب أن تُراعى وتُحترم، الأمر الذي يفرض التدخل لضبط المحتوى، بما يناسبها ولا يتعدى على ثقافتها وتقاليدها. وقال وزير الإعلام في مملكة البحرين، الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، إن الإعلام العربي يعاني وجود صور نمطية خاصة به، تحتاج إلى منصات للدفاع عنها مثل منتدى الإعلام العربي، حيث توجد مرجعيات فكرية خاصة بكل شعب، ودور وزارات الإعلام هو ألا تسمح بالتعدي عليها أو تجاهلها في الخطابات الإعلامية الموجهة إليهم، حيث يجب مراعاة خصوصية كل شعب وثقافته. ولفت إلى أن وزارات الإعلام في العالم العربي عليها مهمة رسم وتنظيم السياسة العامة للخطاب الإعلامي، واكتشاف وتنمية المهارات الشابة، خصوصاً أن تحديات الذكاء الاصطناعي التي كان من المتوقع تفاقمها بعد سنوات، أصبحت واقعاً نعيشه الآن. وشدد على أن توفير أجواء من الحرية في الخطاب الإعلامي شيء مهم وأساسي، إلا أنه يجب الوعي بوجود معايير خاصة للعمل الإعلامي يمكن أن تكون مطبقة ومقبولة في مكان ما، وتكون على العكس من ذلك في مكان آخر، فالإعلام بشكل أساسي يجب أن يخدم المصلحة الوطنية ويدعم التنمية الشاملة للشعوب، خصوصاً أن كثيراً من الدول ما زالت في حرب شرسة مع التطرف وخطابات الكراهية. من جهته، أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، كرم جبر، أن منصات التواصل الاجتماعي والقائمين عليها هم المتحكمون حالياً في شؤون العالم، من خلال توجيه محتويات خاصة عبر الفضاء الإلكتروني الفسيح، لا تلائم ولا تناسب مجتمعاتنا، مؤكداً أن طبيعة العمل الإعلامي تغيّرت بشكل تام، وأصبحت بحاجة إلى تدخل الحكومات لضبطها. وأشار كرم إلى أن تعديلاً تشريعياً سيصدر في مصر قريباً يُقنّن ويحد من التأثيرات السلبية لمنصات التواصل الاجتماعي، بما يضمن ويحقق مصلحة المجتمع ويحميه من تأثير الرسائل والخطابات الموجّهة، المتعارضة مع قيمه وعاداته بشكل عام. ولفت إلى أن مخاطر الإعلام الموجّهة إلى المجتمع تهدّد أمنه واستقراره، خصوصاً أن كثيراً من الرسائل التي تشجع على المثلية الجنسية أصبحت تُوجّه لشعوب الشرق الأوسط، وغيرها من الميول والمعتقدات التي تتطلب تدخلاً حكومياً لضبطها ومواجهتها. وحول أهمية تولي الشباب مسؤولية العمل الإعلامي في الحكومات، أكد كرم أنه من الضروري المزج بين الدماء الشابة وأصحاب الخبرات الطويلة، خصوصاً أن الخبراء هم من يمكنهم توجيه البوصلة في اتجاهها الصحيح، والاستفادة من الطاقات الشابة خير استفادة. الدكتور رمزان النعيمي: • «الإعلام بشكل أساسي يجب أن يخدم المصلحة الوطنية ويدعم التنمية الشاملة للشعوب». كرم جبر: • «منصات التواصل الاجتماعي والقائمين عليها هم المتحكمون حالياً في شؤون العالم». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :