قالت شبكة بيزنس إنسايدر الأمريكية في تقريرٍ لها، إن أسعار الجازولين (البنزين) ترتفع من جديد بأمريكا وربما تستمر في الارتفاع مطولاً. وكان متوسط سعر جالون الجاز في الولايات المتحدة 3.88 دولار ومع ذلك يدفع السائقون في 11 ولاية أكثر من 4 دولارات للجالون في المتوسط بما في ذلك أجزاء من كاليفورنيا التي يمكن أن يتجاوز فيها سعر الجالون 6 دولارات. ووصفت بيزنس إنسايدر هذا الإرتفاع بالأمر السيئ وذلك لعدة أسباب أولها وأهمها أن ارتفاع الأسعار هذا الذي يرهق ميزانيات الأمريكيين يساهم في احتمالات ارتفاع التضخم. حول ذلك، قال محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة "أليانز" :"إن ارتفاع أسعار البنزين كان أحد الأسباب التي جعلت البعض يشعر بالقلق من ارتفاع التضخم في الوقت الذي ينخفض ويستقر قليلاً ليبدأ في التحرك مرة أخرى إلى أعلى". ومع ارتفاع الأسعار فقد يقرر المزيد من الأمريكيين إنفاق أموال أقل في شراء الوقود وتشديد ميزانياتهم بعد الصيف. كما اعتبر الخبراء إن الزيادة في أسعار الجاز أمر غير معتاد في مثل هذه الأوقات حيث أنه في العادة يكون هناك بعض الهدوء بعد الارتفاعات التي كانت في فصل الصيف مع تراجع الطلب. لكن متوسط السعر يزيد بمقدار 0.20 دولارًا للجالون الواحد عما كان عليه في نفس النقطة من العام الماضي (3.68 دولارًا للجالون)، وهو أعلى بمقدار 0.30 دولارًا عما كان عليه (3.58 دولارًا للجالون). وتأثرت الأسعار أيضاً بالفيضانات المأساوية في ليبيا والعديد من الموانئ في الدولة العضو في منظمة أوبك، مما أدى إلى تعطيل صادراتها من النفط التي كانت تبلغ مليون برميل يوميًا قبل الكارثة. تأثير خفض إمدادت "أوبك+" وتم تمديد تخفيضات المملكة العربية السعودية وروسيا حتى ديسمبر وأيد وزير النفط الليبي محمد عون هذه الخطوة وقال لرويترز إنها سيكون لها "أثر إيجابي على توازن السوق بين المنتجين والمستهلكين العالميين وعلى الاقتصاد العالمي". وعلى الرغم من أن سعر برميل النفط تجاوز 90 دولاراً للمرة الأولى هذا العام إلا أن الامر قد لا يقف عند هذا الحد، حيث يمكن أن يستمر السعر في الارتفاع ويصل إلى 100 دولار قبل نهاية العام. ارتفاع النفط حول العالم من جانبه، قال خورخي ليون، نائب الرئيس في شركة الأبحاث "رايستد إينريجي": "تؤدي هذه التحركات الصعودية إلى تشديد سوق النفط العالمية بشكل كبير ولا يمكن أن تؤدي إلا إلى شيء واحد وهو ارتفاع أسعار النفط في جميع أنحاء العالم ". احتياطي النفط الأمريكي يضاف إلى ذلك أن احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي يقترب من أدنى مستوى له منذ 40 عاما. وأفرغت إدارة بايدن 180 مليون برميل العام الماضي للمساعدة في مواجهة ارتفاع الأسعار في أعقاب التدخل الروسي في أوكرانيا. ومع وجود عدد أقل من البراميل الاحتياطية أصبح هناك الآن قدر أقل من النفط الذي يمكن للولايات المتحدة إطلاقه في الاقتصاد والمساعدة في زيادة العرض وبالتالي انخفاض الأسعار. الاحتياطي البترولي الاستراتيجي ترغب الولايات المتحدة في إعادة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، لكن الحكومة تواجه جولة أخرى من ارتفاع الأسعار وانخفاضاً كبيراً في احتياطيها. وإذا قامت الولايات المتحدة بملء الاحتياطي بسرعة كبيرة، فسيكون لذلك تأثير كبير على خفض إمدادات النفط المتاحة ومن المرجح أن ترتفع الأسعار مرة أخرى. ويعتقد الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" مايك ويرث أن النفط يتجه نحو 100 دولار للبرميل لكنه واثق من أن الاقتصاد الأمريكي يتمتع بصحة جيدة بما يكفي لتحمل ذلك. وإذا كان هذا صحيحاً، فإن المخاوف بشأن تأثير ارتفاع أسعار الجاز على الإنفاق الاستهلاكي والتضخم مبالغ فيها. وقال إد مورس الرئيس العالمي لأبحاث السلع في "سيتي بنك"لشبكة سي إن إن :"الإنتاج الأمريكي يستمر في النمو ويضيف إلى إمدادات النفط بالإضافة إلى ذلك قامت البرازيل وكندا وفنزويلا وغيانا أيضًا بزيادة إنتاجها وهو ما من شأنه أن يجلب شعورًا بالارتياح في أوائل عام 2024".