أطلقت هيئة تنمية المجتمع، الجهة الحكومية المسؤولة عن تطوير أطر التنمية المجتمعية في إمارة دبي، مبادرة مجتمعية بعنوان المجالس مدارس، لتعزيز وعي الناشئة بالعادات والتقاليد المحلية، وترسيخ انتمائهم إلى قيم المجتمع الأصيلة، واستثمار الدور المهم الذي تلعبه المجالس في تراث دولة الإمارات، بوصفها منبراً رئيسياً للتربية والتهذيب ومناقشة القضايا المجتمعية، واحتواء المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها، لإحياء هذا الدور، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية. وتستهدف المبادرة طلاب الحلقتين الأولى والثانية في مدارس وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة في دبي، من خلال تنظيم سلسلة من المحاضرات، بشكل متناوب في المدارس وفي مجالس الأحياء التابعة لهيئة تنمية المجتمع، ويشرف على تقديم هذه المحاضرات مجموعة من المسنّين المسجّلين لدى الهيئة في برنامج تواصل الأجيال، ويقدم المحتوى العلمي للمحاضرات على شكل فيلم صُمّم لهذا الغرض، يستعرض عادات المجالس وآدابها الرئيسية، فضلاً عن ورش تطبيقية لتدريب الأطفال والمراهقين على هذه الآداب التي درج عليها أهالي المنطقة. وأكد خالد الكمدة، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع، أهمية إحياء الدور التقليدي لمجالس الأحياء، الذي كان له على مدار السنوات أثر فاعل ومهم في ترسيخ التلاحم الاجتماعي وتعزيز الترابط والتكاتف بين الأسر والأفراد قائلاً: كانت المجالس منبراً لمناقشة القضايا المجتمعية وطرح الحلول للتحديات التي يمر بها أفراد المجتمع، بحضور كبار السن وذوي الخبرة والسلطة في المجتمع. واستضافت الهيئة، في افتتاح المبادرة التي أقيمت اليوم في مجلس الراشدية، 60 طالباً من المرحلة التأسيسية، استمعوا إلى عرض توضيحي عن أهداف المبادرة، ودور المجالس وعاداتها في إكرام الضيوف وتعليم القرآن الكريم والشعر وآداب التواصل، ومشاركة أهالي الأحياء أفراحهم وأحزانهم. كما تم عرض الفيلم العلمي للمبادرة، وتلاه حلقة نقاشية بين الأطفال وكبار السن. وقالت هنا بكار الحارثي، مديرة إدارة التلاحم الاجتماعي في الهيئة ستتضمن المراحل المقبلة من المبادرة، تصميم سلسلة من الأفلام التعليمية للأطفال عن العادات المجتمعية الأصيلة، كالكرم والشجاعة والمهن الإماراتية بين الماضي والحاضر. وتابعت: نهدف إلى تغطية 10 من مدارس التعليم الأساسي في إمارة دبي، بواقع 1050 طالباً تقريباً تراوح أعمارهم بين 6 و16 عاماً، وسنواصل تطوير المبادرة لتغطي شريحة أوسع من الأطفال والشباب.