جنيف ـ وكالات: يستأنف أطراف الأزمة السورية اليوم الاثنين مفاوضات غير مباشرة تترافق للمرة الأولى مع هدنة لاتزال صامدة رغم الخروقات، وسط تباين مواقف المعارضة والنظام بشأن مصير الرئيس بشار الأسد. وعشية هذه المفاوضات، صعّدت المعارضة موقفها، فطالبت برحيل الأسد حيّا أو ميتا، مؤكدة أن مصيره خارج إطار البحث. وقال كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية محمد علوش إن مفاوضات جنيف تهدف إلى تحقيق انتقال سياسي حقيقي في سوريا لا مكان فيه للأسد، مؤكدا أن المرحلة الانتقالية "لا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام أو رأس هذا النظام في السلطة" . وشدد علوش -في تصريحات للصحفيين عقب وصول وفد المعارضة برئاسة أسعد الزعبي إلى جنيف- على أن المعارضة جاءت إلى المفاوضات من أجل أن "تعيد السلطة للشعب السوري، وأن تخلصه من الاستبداد والديكتاتورية التي مارسها النظام السوري طيلة أربعين عاما" . وجاءت تصريحات كبير المفاوضين السوريين ردا على ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم في وقت سابق من أن النظام السوري خط أحمر. ويوم الجمعة الماضي، كشف موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جامعة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية أممية في مهلة 18 شهرا تبدأ مع انطلاق المفاوضات الاثنين. وتختلف الحكومة والمعارضة بشأن رؤيتهما للمرحلة الانتقالية، ففي حين تتحدث دمشق عن حكومة وحدة وطنية موسعة تضم أطيافا من المعارضة، تريد المعارضة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية دون أن يكون للأسد أي دور فيها. أما نقطة اللقاء الوحيدة بين النظام والمعارضة فهي الرفض الكامل لمشروع الفيدرالية، الذي يفضله الأكراد الذين عانوا سنوات طويلة من التهميش في سوريا.
مشاركة :