موسكو (وكالات) قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده لديها «أدلة انتشار قوات تركية في الأراضي السورية» متهماً أنقرة بالقيام «بتوسع تدريجي» على المنطقة الحدودية، وذلك في أحدث حلقة من المواجهات بين البلدين منذ إسقاط الجيش التركي مقاتلة حربية قرب الحدود السورية في نوفمبر الماضي. وذكر الوزير الروسي أن بلاده ستصر على أن تدعو الأمم المتحدة أكراد سوريا للمشاركة بمحادثات السلام في جنيف وألا «تخضع لرغبات الأتراك» الذين يرفضون انضمام الأكراد للمفاوضات. كما أبدى لافروف استعداد بلاده للتنسيق مع الولايات المتحدة في سوريا من أجل استعادة السيطرة على الرقة المعقل الرئيسي لـ«داعش»، مبيناً أن دمشق تؤيد أي تنسيق يتم بمشاركة روسية لثقتها بأنه لن ينتهك السيادة السورية. وقال لافروف في المقابلة مع تلفزيون «آر.إي.إن» الروسي «بدأت تركيا في الإعلان أن لها حقاً سيادياً في إقامة بعض المناطق الآمنة على الأراضي السورية. وفقاً لما لدينا من معلومات فقد توغلوا عدة مئات من الأمتار عبر الحدود مع سوريا...إنه أشبه بتوسع تدريجي». وأضاف أن موسكو ستصر على أن تدعو الأمم المتحدة الأكراد لمحادثات السلام السورية رغم معارضة أنقرة التي تقف على طرف نقيض لموسكو في الحرب السورية التي دخلت عامها السادس. وفي معرض التعليق عن الخطوات التركية وخططها لتشييد «مدينة» كاملة للاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود، جدد لافروف التأكيد على رفض موسكو التام لأي خطوات على الأراضي السورية بمعزل عن موافقة حكومة دمشق. واعتبر الوزير الروسي أن الخطوات التركية تشبه «الهجمة الزاحفة» على سوريا، حيث كان الأتراك قد صرحوا علانية بأنهم لن يسمحوا باستقرار الأكراد الذين يقاتلون «داعش» شمال سوريا، حتى ولو كان الثمن النصر على هذا التنظيم الإرهابي، فالأمر الأهم بالنسبة إليهم منع اتحاد الأكراد على الأراضي السورية، في وقت تبدو فيه هذه القضية سورية لا تركية. وأضاف «نرى ضرورة أن تشمل مفاوضات جنيف الأكراد، وذلك إذا ما كنا صادقين في تأكيداتنا على تمسكنا بسيادة سوريا ووحدة أراضيها». وتابع لافروف أن موسكو مستعدة للتنسيق مع واشنطن في سوريا من أجل استعادة السيطرة على مدينة الرقة، مضيفاً بقوله «في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل بحيث يكون على سلاح الجو الروسي التركيز على تحرير تدمر، بينما يركز التحالف الدولي وبدعم روسي على تحرير الرقة».
مشاركة :