ينشغل الفنان عبدالله السدحان هذه الأيام بالتحضيرات النهائية لتصوير مسلسله الجديد الذي سيعرض على القناة السعودية الأولى في شهر رمضان المقبل. ورغم قرب الشهر الكريم إلا أنه متفائل بتقديم مسلسل متميز عطفاً على طريقة الإدارة الجديدة في هيئة الإذاعة والتلفزيون والتي يرى السدحان أنها مختلفة وتبشر بمستقبل جيد. عن عمله الجديد وعن طبيعة حلقاته وأفكاره كان هذا الحوار: لا أهتم بالمنافسة.. وكل النجوم ظهروا من عباءة «طاش» بلا استثناء * في البداية قدمت نص مسلسلك الجديد تحت عنوان "ماستر كاش" لكنك غيرته في آخر لحظة. لماذا؟ - اضطررنا لذلك خوفاً من الحرج أمام هيئة الإذاعة والتلفزيون وأمام الجمهور، وذلك لأننا اكتشفنا أن الاسم مملوك مسبقاً لأحد المنتجات الإلكترونية على شبكة الإنترنت فكان لابد من تغييره. * ولم تتفقوا بعد على اسم معين؟ - تم الاتفاق يوم أمس على اسم جديد هو «طاخ طيخ» وهو اسم لعبة قديم مثل «طاش ما طاش». ولكن ما يهمنا ليس الاسم بل المحتوى الذي نأمل أن يليق بذائقة الجمهور. * بالنسبة للتصوير ألا ترى بأنكم تأخرتم مقارنة بالمسلسلات الأخرى؟ - أعتقد أن هذا السؤال يوجه لهيئة الإذاعة والتلفزيون وليس لي أنا لأن هناك إجراءات قانونية وإجراءات نظامية لابد أن تستوفى قبل الحصول على التعميد، وهذا أمر طبيعي يحصل في كل قناة حكومية، نحن الآن ننتظر إنهاء الإجراءات التي نتمكن من خلالها إدخال الفنيين إلى المملكة. * ألا يقلقك التسويق الضعيف في التلفزيون السعودي أمام المحطات الأخرى؟ - نعم.. كل القنوات قوية في عملية التسويق إلا القناة الأولى التي كانت ضعيفة في عملية تسويق برامجها، وربما يرجع هذا إلى إدارة التسويق غير المفعلة، وحسب علمي وما أسمع من القائمين على هيئة الإذاعة والتلفزيون أن هناك الكثير من الخطط لتلافي الكثير من السلبيات التي حدثت في الماضي والكثير من الإصلاحات والأفكار الجيدة التي سيطبقونها في الفترة المقبلة، ونحن ننتظر منهم الكثير بإذن الله، بحكم أن إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الحالية لم تتجاوز مدتها الستة أشهر وهي حالياً تقفز بالقنوات السعودية للأمام بشكل واضح. * إذاً أنت متفائل؟ عرضت على بلقيس فتحي المشاركة في المسلسل.. وأنتظر الرد - طبعاً لأن الهيئة في السنة المقبلة ستعمل بآلية مختلفة عن الآلية القديمة، ولابد أن تكون الهيئة مستقلة لكي تعمل بأريحية تامة، وتفاؤلي هذا نابع مما رأيته ولمسته من القائمين على هيئة الإذاعة والتلفزيون بدءاً من رئيس الهيئة د. عبدالملك الشلهوب ومروراً بالشباب العاملين فيها. * نفهم من هذا الارتياح أننا موعودون بعمل مميز ينافس أعمال القنوات الخليجية؟ - أتمنى أن نتميز، علماً بأنني لا أركز على فكرة المنافسة، بل تركيزي ينصب على أن أرضي الجمهور ومحبي عبدالله السدحان وزملائي الفنانين بعملي، بغض النظر عن منافسة الآخرين، وأنا لست في حاجة لمنافسة أحد، وكل همي أن أنافس نفسي، خاصة أن جميع الأعمال وأبطالها التي ستقدم في هذا العام ظهرت من عباءة "طاش ما طاش" بإشراف عبدالله السدحان دون استثناء. * حدثنا عن حلقات المسلسل الجديد؟ - لدينا مجموعة من الحلقات الجميلة منها حلقة "المهايط" وهي التباهي بصرف الأموال في غير محلها، ولدينا حلقة سيتم تصويرها في المنطقة الشرقية ولها أحداث كوميدية لكنها في نفس الوقت تحوي تعريفاً ببعض المعالم في المنطقة، ولدينا حلقات اجتماعية كوميدية مثل حلقة "أمي" وحلقة "العمق" وكذلك "ورش الليل" و"دفتر العائلة" و"النظرة الأولى" وحلقة "وين خضرتي" و"السبهة" و"حذفة عصا" وهذه الحلقة تعتبر "فارس كوميدي" فيها خفة دم كبيرة حيث ان يوسف الجراح بطل الحلقة يؤدي فيها دور معلم في منطقة مكة المكرمة وتم نقله بحكم ترقيته إلى قرية "أم العبس" في نجد وسنشاهد المفارقات بين جدة ونفود السر، كما سنقدم بعض الموضوعات الجادة والحلقات الاجتماعية التي تميل إلى التراجيدي مثل "كان زوجي" و"خائن العشرة". * سمعنا أن لديكم حلقة سياسية عن "الربيع العربي"؟ - بالضبط لدينا حلقة بمسمى "قرية الثيران". وهذه ليست المرة الأولى التي نتناول الموضوعات السياسية، فسبق وأن قدمناها في سلسلة "طاش ما طاش" في الكثير من أجزائه، ونحن هنا لم نتعمق في السياسة ولم نتحدث عن حكومات معينة، بل عن وضع تمر به الأمة العربية بمختلف أطيافها وشرائحها وجنسياتها، حلقتنا تناقش معاناة المواطن العربي وهي تميل للتراجيدي وتميل أيضاً إلى الكوميديا السوداء. * هل تقصدون داعش ب"قرية الثيران"؟ - لا غير صحيح، الحلقة -والمسلسل بشكل عام- سينتقد أفكاراً وتوجهات دون مسميات معينة، وفي الواقع لو التفتنا يميناً ويساراً سنجد الأشهر "داعش"، ولكن هناك دواعش كثر تحت مسميات أخرى، وسنناقشها محلياً أيضاً من جانب فكري. * مع هذه الأفكار هل تراهن على نجاح عملك؟ - لو منحت الوقت الكافي في عملية الإنتاج كما كنت أريد سأراهن عليه، ومع تفاؤلي أتمنى أن نوفق في تقديم عمل جيد رغم ضيق الوقت بسبب بطء الإجراءات، وهذه السلبية "البيروقراطية" هي ضمن الأمور التي يعكف على تلافيها رئيس الهيئة د. عبدالملك الشلهوب وإدارته فلديهم فكر تنويري وتطويري يواكب تطلعات الجيل، ثم لا ننسى أن لهم دراية عن الدراما وطريقة إنتاجها بالشكل الذي يجعلنا نتفاءل في مقبل الأيام. * لماذا أنت مُصر على التعامل مع نفس الكتاب في أغلب أعمالك؟ - يا عزيزي.. خلال مسيرتي "مررت" على معظم كتاب السعودية أو كل من كتب للدراما السعودية بشكل أدق، ومع ذلك فقد ارتحت لوجود عنبر الدوسري وحسين الراشد ضمن طاقم الكتاب، أنا وهما لنا طريقة خاصة في الكتابة، وأنا في الأساس كاتب وسبق وأن كتبت معظم حلقات "طاش ما طاش"، فوجودهما معي في ورشة النص مهم من حيث صياغة الحلقة ومن ثم تأتي صياغة السيناريو والحوار منهم ثم المراجعة النهائية من قبلي إلى أن نصل إلى حلقة متكاملة. ومع ذلك أنا لم أغلق أبوابي عن أي كاتب وأتمنى مشاركة الجميع معي في ورشة النص، لكن بعضهم مشغول، وبعضهم لا أرتاح للتعامل معهم بعد أن وجدتهم لا يمتلكون القدرة على تقديم عمل مميز أو قد لا أتفق معهم على خط واحد. ومن خلال تجربتي التي تعدت الثلاثين عاماً أعرف ماذا يريد المشاهد منا، نحن نريد أن نقدم موضوعات تغلفها نكتة الموقف فقد انتهى زمن الحوارات الطويلة. * ومن سيكون معك في البطولة؟ - سيكون معنا نجوم كثر مثل الفنان محمد العيسى وأيضاً يوسف الجراح ومشعل المطيري ومشعل العتيبي "الاسباني"، كما سيكون معنا نجوم اليوتيوب أبطال برنامج "تحويلة" الذين أذهلوني وأعجبت بإمكانياتهم، إضافة إلى حبايبنا ومن ساهموا في صناعة مجد الدراما في "طاش" أمثال علي المدفع وعبدالعزيز المبدل ومحمد الكنهل وبشير الغنيم وعبدالرحمن الخطيب وغيرهم. ولدينا من العنصر النسائي ريم عبدالله ومروة محمد وأغادير السعيد ومريم الغامدي وإيمان القصيبي وريماس منصور، ونسعى لمشاركة إلهام علي التي أذهلتني في مسلسل "المدرسات" وشيلا وأبرار سبت وزهرة عرفات، مع احتمالية مشاركة النجمة بلقيس أحمد فتحي في هذا العمل لأنها تستطيع تقليد اللهجات العربية كما شاهدتها في مقطع مصور لها وتحدثت معها ومازلت انتظر ردها، إلى جانب النجمة المصرية دنيا سمير غانم. * دعني في نهاية اللقاء أسألك عن مسلسلك التراثي "السربيل" الذي طال الحديث عنه.. متى سيتم إنتاجه؟ - بإذن الله، سيتم إنتاجه حسب ما استشففت من الأخوة المسؤولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون وكذلك الأخوة المسؤولين في الرقابة وتقييم الأعمال الدرامية، هناك توجه لتقديم مسلسل "السربيل" ولكن بصورة أفضل مما كان مطروحاً، وأن يتم تطويره بحيث لا يقتصر على حقبة من الزمن بل أن يمتد لمراحل تصل إلى وقتنا الحالي، لأن النص الذي قدم سابقاً كان يتحدث عن حقبة السبعينيات فقط، لكن الرؤية الجديدة أن يتم صنع أجزاء منه إن شاء الله لنصل إلى الوقت الراهن، وقد لاحظت أن هناك رضا من مسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزيون وبإذن الله سوف يرى النور قريباً، ولكن للتوضيح هذا العمل ليس لرمضان وإنما سيكون في منتصف العام ويحتاج إلى جهد كبير لإنتاجه.
مشاركة :