رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، أن الصين تسعى إلى أن تصبح «القوة المهيمنة» في العالم على حساب الولايات المتحدة، مكرراً تحذير بكين من إثارة توتر بشأن تايوان. ورداً على سؤال بشأن نوايا الصين خلال منتدى أقامته مجلة «ذا أتلانتيك»، قال بلينكن: «أعتقد أن ما تريده هو أن تصبح القوة المهيمنة في العالم، عسكرياً، واقتصادياً، ودبلوماسياً». كما أضاف أن، «هذا ما يسعى إليه (الرئيس الصيني) شي جينبينغ»، الذي يقود البلاد منذ أكثر من 10 أعوام، مردفاً أن ذلك «ليس أمراً مفاجئاً. للصين تاريخ مذهل… أعتقد أنه إذا رأيت واستمعت للقادة الصينيين، فهم يسعون لاستعادة ما يعتقدون أنه مكانتهم المستحقة في العالم». إلى ذلك لفت إلى أن المحاذير بشأن تايوان «مرتفعة بشكل استثنائي» بسبب مساهمتها في الاقتصاد العالمي، بما يشمل إنتاج أشباه الموصلات، وفق فرانس برس. وتابع: «إذا حصلت أزمة بشأن تايوان جراء الخطوات الصينية، سنكون أمام أزمة اقتصادية عالمية.. أعتقد أن الرسالة التي تسمعها الصين بشكل متزايد من دول مختلفة حول العالم هي لا تثيروا المشاكل». كما شدد على «أننا نريد، الجميع يريدون، السلام والاستقرار، والجميع يريدون الإبقاء على الوضع القائم». وسبق لبلينكن أن تحدث عن رغبة صينية في «إعادة صياغة النظام العالمي». يشار إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن اعتمدت مقاربة بوجهين حيال الصين، إذ تؤكد أنها تمثل تحدياً استراتيجياً لها وتراقب تصرفاتها بدقة، لكنها عززت الحوار معها في قضايا عدة بهدف إدارة التوتر بينهما بشكل أفضل. وعقد مسؤولون من البلدين لقاءات على مستوى رفيع لدى طرف ثالث خلال الأشهر الماضية، بينما قام بلينكن بزيارة نادرة إلى بكين في يونيو/نموز الفائت. وتتنوع الملفات الخلافية بين البلدين، ومن أبرزها تايوان، الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد بإعادتها بالقوة إن لزم الأمر. فيما زادت بكين من وتيرة ضغوطها بشأن الجزيرة في الأشهر الماضية، لاسيما من خلال تكثيف المناورات العسكرية في محيطها. وفي حين سبق لعدد من الرؤساء الأميركيين أن اعتبروا الصين التحدي الاستراتيجي الأبرز للولايات المتحدة على المدى الطويل، يرى محللون أميركيون أن بكين تسعى للحد من نفوذ واشنطن في آسيا أكثر مما تسعى للحلول بدلاً منها على الساحة الدولية.
مشاركة :