ليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل ما تصادفه ويبرق بعينيك لمعانه حقيقي، وليس كل ما تصورته غالي وثمين يستحق قيمته، هذا واقع ملموس في الجانب المادي، ولكن مقالي عن التعاملات الإنسانية في حياتنا الإجتماعية. نعم معادن الناس مختلفة، وأفكارهم متنوعة، وأساليبهم تختلف من شخص لآخر فلابد ان تكون كيّس فطن وليس كيِس قطن، فحذاري كل الحذر من صاحب البريق المخادع ،من السهل أن يتجمل الانسان بمظهره، ومن السهل أن يجذب الآخرين بكلامه الطيب المعسول وعند الشده يزول، فاعلم أن ليس كل لطيف الكلام كما يقال “ذو الكلام المعسول” نيته صادقة وصافيه لك بل العكس فقد يكون هو من أسوأ أنماط البشر لك أنت، من السهل الخداع بأقنعة زائفة ومركبة، فسبحان الله. بعض البشر منهم، يتصيد لإستغلال الجانب الجميل بشخصك الطيب وكسب ثقتك ونيتك الصافية تجاههم وهم لا يضمرون لك سوى المكر والخداع، نعم من التجارب والدروس المستفاده من خبراتنا الإجتماعية، ستصادف من هم يسعون على استغلالك ماديا ومعنويا فكن أنت المحامي لذاتك. وهنا تذكر ليس كل ما يلمع ذهبا، وليس كل من تحدث إليك كان صادقا، وليس كل من لجأ إليك محتاج، وليس كل من تقرب منك أصبح صاحباً وصديقاً، وأيضا ليس كل من قال لك أحبك أصبح حبيباً. وأخيراً ملخص كلامي : عاطفتنا تقودنا وتسيرنا وتعمي بصائرنا وتستحوذ على أفكارنا لمجرد أن هذا الشخص لديه أسلوب راقٍ في التعامل وطريقة جذابة في كسب الود واستمالة القلوب والتمتع بصفات الإنسان الاجتماعي المرن الذي لا يجد صعوبة في الاختلاط مع الآخرين, فكم أوقعت هذه العواطف أناس وصدمتهم بواقع غير ذلك الذي زينه لهم براءتهم وعاطفتهم الجياشة الصادقة تجاه كل من يصادفونهم في محطات الحياة، نعم كم من أناس صَدقوا معسول الكلام وحلو اللسان وانجذبوا خلف الكلمات المعسولة الرنانة التي يتقن البعض أدائها على أوتار حساسه كم من بشر وقعوا ضحايا الزيف والمداهنة والكذب بأساليب ملتوية وتحت مسميات الإخاء و الصداقة إلا من رحم ربي فهناك أيضاً رجال بمعنى الكلمة لانهضم حقهم، ولكن كم من أناس غرتهم المظاهر وانخدعوا بها وظنوا أن أصحابها صادقون مخلصون قلما تجد مثلهم بين الناس، كما من أناس تحسروا وتألموا وفقدوا ثقتهم في البعض واصبحوا يخافون من كل الناس ولا يثقون في أحد, وكيف يثقون بعد أن تبدل وتغير من كانوا أقرب الناس إليهم؟ كيف يثقون ويأمنون مكر الآخرين والبواطن تحمل عكس ما تظهره المظاهر؟ كيف يثقون ومن اعتقدنا أنهم ذهباً يلمع، مع الأسف لم يكن بريقهم إلا شيء مصطنع؟ كيف يثقون ومن ظنناهم معادن نفيسة لا تقدر بثمن باعوا ضمائرهم وأخلاقهم؟ كيف يثقون بتلك الكلمات المعسولة تخفي خلفها حقد الحاقدين وكيد الكائدين؟ كيف يثقون وتلك النظرات البريئة تبطن في جوفها وخلف براءتها نظرات التربص والاستهزاء والسخرية، نعم ليس كل ما يلمع ذهباً أحبتي فعادة اللمعان قد يكون مصطنعاً والبريق مزيفاً، ومن نظن فيهم الظنون ونعتقد أنهم منزهون، ربما يخفون خلف أقنعتهم حقائقهم التي ربما نصعق منها, ولهذا الحذر واجب وأخذ الحيطة وعدم تصديق ذلك اللمعان حتى لا نصطدم بذلك الواقع وبهؤلاء الأشخاص وتتكدر الحياة وتتحول إلى ندم فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. همسة يقاس الذهب بعياره لا بلمعانه، ويقاس التقي بأفعاله لا بأقواله، ويقاس الصديق بصدق وفائه لا بطول وصاله وهكذا نجد كل الأشياء تقاس بجوهرها لا بمظهرها والناس في هذه الحياه معادن فكن أنت كالذهب مهما صهرته الحياه يبقى غالياً وثميناً. للتواصل مع الكاتب 0505530539
مشاركة :