أرمن فروا من قره باغ بعد هجوم أذربيجان: كيف نعيش معهم؟

  • 10/1/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تتردد أوفيليا هايرابتيان للحظة عندما تمكن ابنها من الوصول إلى قرية خاشماش مؤكدا أن حدود قره باغ مع أرمينيا فُتحت. وقالت "حملت مجوهراتي فقط. نساء وأطفال وكبار في السن، الجميع غادروا في أول مركبة وجدوها". في البلدة الأرمنية على الطريق المؤدي إلى يريفان، أقامت السلطات مركز استقبال لتخفيف الازدحام في بلدة غوريس الحدودية. وبعيدا عن ناغورني قره باغ يبدو الجو أكثر هدوءا، لكن اللاجئين يجمعون على استيائهم من سيطرة أذربيجان على المنطقة. وقالت أوفيليا هايرابتيان "إنهم قساة القلب، لا أريد أن أعيش مع أولئك الكلاب". أضاف زوجها "إنه تطهير عرقي". وجلس سبارتاك هاروتونيان بجانبه يلاعب حفيده البالغ عشرة أشهر. وقال "+الاتراك+ يقولون إن بإمكاننا البقاء لكنهم دائما يكذبون. كيف يمكننا العيش معهم؟"، مستخدما عبارة تعتبر مهينة للاشارة إلى القوات الاذربيجانية. بحلول مساء السبت كانت قره باغ شبه خالية من سكانها. وبحسب تعداد للسلطات الأرمينية، دخل 100,417 شخصا إلى أرمينيا منذ 24 أيلول/سبتمبر. وبحسب أرقام رسمية، كان 120,000 أرميني يعيشون في ناغورني قره باغ قبل الهجوم الأذربيجاني الخاطف في 19 و20 أيلول/سبتمبر. - إشاعات على نطاق واسع - فرّ عدد كبير من سكان ناغورني قره باغ بدون أن يحزموا أمتعتهم. وقالت هايرابتيان أن "امرأة من القرية لم تغادر فنحروا عنقها" مرددة رواية جنديين انفصاليين. وعلى بعد خطوات كانت ألينا ألافيرديان (69 عاما) تروي متأثرة إشاعة عن "اغتصاب كنّة" أحد معارفها. وأضافت "هذه أمور تبقى في الذاكرة ... هم ليسوا من البشر. إنهم كلاب". كل عائلة في ناغورني قره باغ سمعت إشاعات مماثلة يستحيل التأكد منها ودائما ما ترد من مصدر آخر. ويكثر الحديث عن أطفال قطعت رؤوسهم أو شابات تعرضن للاغتصاب. ومع ذلك يقر غالبية اللاجئين بإنهم لم يصادفوا أي جندي أذربيجاني قبل الفرار. وبحسب شهادات جمعتها وكالة فراس برس، فإن جيش باكو بشكل عام لم يدخل بلدات وقرى، إنما بقي في مرتفعات وطرق استراتيجية. وأعقب ذلك نزوح جماعي، أحيانا بشكل عفوي وأحيانا أخرى بتحريض من السلطات المحلية. وتقول مارين بوغوسيان (58 عاما) "قيل لنا أن نغادر وفي غضون 15 دقيقة تم الأمر"، مشددة على أنهم لن يعودوا إلى قره باغ في أي ظرف. وأضافت "أفضل العيش هنا في خيمة على العودة إلى هناك". - إراقة دماء - تبلغ مساحة قره باغ أقل من 3200 كيلومتر مربع، وهي أكبر قليلاً من لوكسمبورغ. وشهدت أربعة صراعات في التاريخ الحديث. الأول بين أرمينيا وأذربيجان، استمر من 1988 إلى 1994، وأسفر عن مقتل 30 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف من الأذربيجانيين والأرمن. أعقب ذلك اندلاع أعمال عنف وحروب في 2016، ثم في 2020 عندما قضى 6500 شخص خلال ستة أسابيع ومنيت أرمينيا بهزيمة ساحقة . والآن الحرب الخاطفة في 2023. وتحدث كل لاجئ عن فقدان أخ أو ابن أو زوج، على الأقل في المعارك. وبدأت صور جرائم حرب وفظائع مزعومة، يلقي كل طرف باللوم فيها على الآخر، تنتشر على الإنترنت. وتقول ألينا ألافرديان "نتحدث عن الأمر في ما بيننا. نكاد نفقد عقولنا" وتتذكر أن في الحقبة السوفياتية "كان الأذربيجانيون لطفاء". وقال زوج أوفيليا هايرابتيان رافضا إعطاء اسمه "في هذه المنطقة، القوقاز، لن يكون هناك سلام أبدا". أضاف "ستندلع دائما حروب، أحينا علنية وأحيانا سرية".

مشاركة :