خلاف حول الأسد بين النظام والمعارضة ورفض مشترك للفيديرالية

  • 3/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صعدّت الحكومة السورية والمعارضة موقفيهما حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، فاعتبرت الحكومة البحث في مصيره «خطاً احمر» فيما أكدت المعارضة ضرورة رحيله «حياً او ميتاً»، في وقت بدا اقتراب الطرفين في رفضهما الفيديرالية لسورية. ومن المقرر أن تبدأ اليوم في جنيف جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة. وتتزامن هذه الجولة من المفاوضات غير المباشرة مع دخول النزاع السوري عامه السادس، وهي تختلف عن مبادرات السلام السابقة بأنها تترافق مع اتفاق لوقف الأعمال القتالية لا يزال صامداً في ظل ضغوط دولية للتوصل الى حل سياسي ينهي النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 270 الف شخص. ووصل وفد الحكومة السورية وعلى رأسها الممثل الدائم لسورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، صباح أمس الى جنيف غداة وصول أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا وكبير مفاوضيه محمد علوش. وامتنع الجعفري وأعضاء الوفد الحكومي الذين وصلوا تباعاً إلى الفندق نفسه، عن الإدلاء بأي تصريح. وطرأ تغيير على تشكيلة الوفد الحكومي بحيث تم استبدال عمار عرسان ورفاه بريدي، بالأكاديمي عبد القادر عزوز والباحث أسامة دنورة. وكشف دي ميستورا الجمعة ان المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جامعة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية الأمم المتحدة في مهلة 18 شهراً تبدأ مع انطلاق المفاوضات اليوم وتستمر اسبوعين. ويعتبر مصير الأسد نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يصر النظام على ان مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع. وأعلن علوش، من فصيل «جيش الاسلام» الذي تصنفه دمشق «ارهابياً»، متحدثاً السبت الى مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام وبينها «فرانس برس» في مقر إقامته في جنيف: «نعتبر أن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد او بموته»، مؤكداً ان المرحلة الانتقالية «لا يمكن ان تبدأ بوجود هذا النظام او رأس هذا النظام في السلطة». وقبل ساعات على هذه التصريحات، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الكلام عن الأسد «خط أحمر». وقال: «نحن لن نحاور احداً يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، واذا استمروا في هذا النهج لا داعي لقدومهم إلى جنيف». وأكدت دمشق ان وفدها لن يقبل «بأي محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال» خلال المفاوضات. وقال المعلم متطرقاً الى تصريحات دي ميستورا حول انتخابات رئاسية وتشريعية «لا يحق له ولا لغيره كائناً من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية (...) فهي حق حصري للشعب السوري». وتختلف الحكومة والمعارضة حول رؤيتهما للمرحلة الانتقالية، ففي حين تتحدث دمشق عن حكومة وحدة وطنية موسعة تضم اطيافاً من المعارضة، تريد المعارضة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية من دون ان يكون للأسد أي دور فيها. أما المعلم فأكد: «ليس هناك شيء في وثائق الأمم المتحدة يتحدث عن مرحلة انتقالية في مقام الرئاسة، ولذلك لا بد من التوافق على تعريف المرحلة الانتقالية وفي مفهومنا هي الانتقال من دستور قائم الى دستور جديد ومن حكومة قائمة الى حكومة فيها مشاركة مع الطرف الآخر». ووفق قوله فإن حكومة الوحدة الوطنية هي التي ستعين لجنة دستورية لوضع دستور جديد او تعديل الدستور القائم. أما نقطة اللقاء الوحيدة بين النظام والمعارضة فهي الرفض الكامل لمشروع الفيديرالية، الذي يفضله الأكراد الذين عانوا سنوات طويلة من التهميش في سورية. وعلى رغم مطالبة روسيا بضرورة تمثيل حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الأهم في سورية، لم يدع الأكراد للمشاركة في أي من جولتي مفاوضات جنيف. إلا أن دي ميستورا أقر الجمعة بضرورة ان يتمكنوا من التعبير عن رأيهم حول الدستور وإدارة البلاد. وتضغط واشنطن وموسكو لإنجاح المفاوضات، ومن أجل فتح الطريق امام ذلك رعتا اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يستثني المتطرفين وبدأ في 27 شباط (فبراير). كما عقدتا السبت اجتماعاً للبحث في الانتهاكات التي ما زالت «محدودة»، فهما تدركان أن عدم التوصل الى حل سياسي سينهي الهدنة.

مشاركة :