بعد أن اكتشف العالم البريطاني ألكسندر فليمنغ (1881 – 1955) المضادات الحيوية في بداية القرن العشرين، لم تعد الأمراض المعدية تشكل خطراً رئيسياً على الحياة. وكانت هذه الأمراض لغاية عام 1928 تحصد آلاف الأرواح سنويا. فانخفضت نسبة الوفيات بسبب الأمراض المعدية بعد اكتشاف المضادات الحيوية، وبدا أن الحياة تغيرت وأن المستقبل سيكون لهذه المضادات. ولكن هل هذا فعلا صحيح؟ بعد مضي 90 سنة على اكتشاف المضادات الحيوية ما زلنا نرتاب في شأنها رغم أنها أنقذت حياة آلاف مؤلفة من البشر. فيتناول الإنسان المضادات الحيوية لقتل الميكروبات والبكتريا. ولكن المشكلة تكمن في انها تقضي على الضارة والمفيدة معا. وكلما كان مفعول هذه المضادات أقوى كان تأثيرها في نبيت الأمعاء الجرثومي سلبيا أكثر، إذ يؤدي الى تناقص عدد البكتريا النافعة في الأمعاء وبالتالي الى الإسهال. خمسة انواع من المضادات الحيوية ذات مفعول قوي وتأثير سلبي في الجسم هي - مجموعة السيفالوسبورين Group cephalosporins. فهذه المضادات ذات تأثير واسع وتستخدم في علاج امراض الجهاز التنفسي وامراض الجهاز البولي. الأعراض الجانبية لهذه المضادات: الحساسية والاسهال والغثيان. - مجموعة البنسيلين Penicillins هذه المضادات الحيوية اقل سمية وذات مفعول واسع وتستخدم في علاج امراض الجهاز التنفسي (التهاب الرئة والقصبات وغيرها) والجهاز البولي والجهاز الهضمي. الاعراض الجانبية: الحساسية والإسهال واضطراب وظائف الكبد. - مجموعة الماكروليدات – تنتج هذه المضادات الحيوية على شكل سائل واقراص. هذه المضادات لا تقضي على الميكروبات المرضية، بل تبطئ تكاثرها، لذلك فهي بطيئة التأثير مقارنة بالمضادات الأخرى. الأعراض الأجنبية لهذه المضادات: الغثيان والآلام في البطن والإسهال ونادرا الحساسية. - مجموعة الفلوروكينولونات : مستحضرات طبية قوية وتستخدم عند تفاقم الأمراض المعدية، رغم انها لا تعتبر مضادات حيوية حقيقية. ولكن مفعولها العلاجي يشبه مفعول المضادات الحيوية. الأعراض الجانبية: الحساسية، الدوار، النعاس، الآلام في العضلات والمفاصل والغثيان والاسهال والآلام في البطن. كما يجب الامتناع عن تناول الحليب ومشتقاته والمواد الغذائية المحتوية على الكالسيوم عند تناول هذه المستحضرات. وهي تحفز تفتت الأنسجة الغضروفية، لذلك يمنع على الحوامل والأطفال تناولها. - مجموعة التتراسيكلين Tetracycline تستخدم هذه المستحضرات في العديد من الأمراض، مثل الكوليرا والجمرة الخبيثة والحمى المالطية وغيرها، رغم انها تقضي على البكتريا المفيدة. تستخدم المراهم المحتوية على هذه المستحضرات في علاج التهابات الجلد والأغشية المخاطية. ولا ينصح باستخدامها في علاج الحوامل ومن هم دون 14 سنة. الأعراض الجانبية لهذه المستحضرات: الحساسية وتشوه تكون النسيج العظمي واضطراب وظائف الكبد وظهور بقع على الأسنان واضطراب في عمل الجهاز الهضمي. استنادا الى هذا يجب حماية نبيت الأمعاء منذ اليوم الأول لتناول المضادات الحيوية، وذلك بتناول مستحضرات ومواد غذائية محتوية على بكتريا مفيدة للجهاز الهضمي، وليس بعد انتهاء فترة العلاج كما يفعل العديد من المرضى.
مشاركة :