حين يكون هناك إيمان راسخ بأفكارها، تجدها أشرس وأشد المقاتلات، لا يهمها الإعتقال ولا التعذيب، المهم أن تصل هذه الأفكار إلى النور، وأن تدافع عنها بكل ضراوة. هذا ما قدمه المخرج الألماني "إمارك روثماد" بفيلمه الروائي "صوفي شول: الأيام الأخيرة"، والذي تناول نضال المرأة في الحقبة النازية، وعرض ضمن فعاليات اليوم الرابع من أسبوع فيلم المرأة، وفي مسرح وسينما "الرينبو"، في العاصمة الأردنية عمان. "الوردة البيضاء".. حين تكون شكلاً للمقاومة.. عام 1943، ومع استمرار هتلر في الحرب عبر أوروبا، قامت مجموعة طلاب جامعيين بإنشاء حركة مقاومة سرية في مدينة "ميونيخ" الألمانية، وذلك لإسقاط آلة الحرب، وأطلقت على نفسها اسم "الوردة البيضاء". تدور أحداث الفيلم حين يتم القبض على أحد أفراد تلك الحركة، وهي "صوفي شول" أثناء أدائها لمهمة خطيرة، بتوزيعها منشورات في الجامعة، ومع إصرارها على معتقداتها الراسخة وأفكارها التي أرادت لها أن ترى النور، وتحقق العدل السلام بولائها لـ"الوردة البيضاء"، تتصاعد وتيرة استجوابها من قبل الشرطة النازية ليتحول الأمر فيما بعد اختباراً للنوايا، وتواصل بطلة العمل "شول" دعواتها للحرية والمسؤولية الخاصة الخالدة بالرغم من كل المصاعب التي تواجهها، والقوات الديكتاتور التي تجوب كل مكان. حاز فيلم "صوفي شول: الأيام الأخيرة" على جائزة "الدب الفضي" لأفضل ممثل وأفضل ممثلة في مهرجان برلين 2015، وتلقت "صوفي شول" ثلاث جوائز أوسكار ألمانية بما فيها جائزة الجمهور وجائزة أفضل ممثلة لأدائها المميز للشخصية، كما تم ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية.
مشاركة :