الأردني المصاطفة لمعانقة معدن كاراتيه «الآسياد»

  • 10/2/2023
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هانغجو‭ (‬الصين‭) - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬موازيًا‭ ‬بين‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬التفوّق‭ ‬الدراسي‭ ‬وبين‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬بأن‭ ‬يُصبح‭ ‬بطلاً‭ ‬أولمبيًا‭ ‬في‭ ‬الكاراتيه،‭ ‬حمل‭ ‬الأردني‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المصاطفة‭ ‬مبضع‭ ‬الجراح‭ ‬بيد‭ ‬وترك‭ ‬اليد‭ ‬الأخرى‭ ‬فارغةً‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬ملتزمًا‭ ‬بما‭ ‬تعنيه‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬كاراتيدو‮»‬‭ ‬باللغة‭ ‬اليابانية‭.‬ لا‭ ‬يرى‭ ‬المصاطفة‭ ‬أي‭ ‬تعارض‭ ‬بين‭ ‬ممارسته‭ ‬للرياضة‭ ‬القتالية‭ ‬الشهيرة‭ ‬وبين‭ ‬دراسته‭ ‬للطب،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الكاراتيه‭ ‬رياضة‭ ‬دفاعية‭ ‬تتميز‭ ‬بالأخلاق‭ ‬العالية‭ ‬والانضباط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬احتاج‭ ‬إليه‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬امتهانه‭ ‬للمهنة‭ ‬الانسانية‭.‬ على‭ ‬مسافة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انطلاق‭ ‬منافسات‭ ‬الكاراتيه‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية‭ ‬في‭ ‬هانغجو‭ ‬الصينية،‭ ‬يبدو‭ ‬حامل‭ ‬برونزية‭ ‬أولمبياد‭ ‬طوكيو‭ ‬متأهبًا‭ ‬للمنافسة‭ ‬بقوة‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬ذاهبٌ‭ ‬لحصد‭ ‬الذهب‮»‬‭.‬ يقول‭ ‬المصاطفة‭: ‬‮«‬تدرّبت‭ ‬جيدًا‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬وانخرطت‭ ‬أيضًا‭ ‬بمعسكرات،‭ ‬وأرى‭ ‬نفسي‭ ‬منافسًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬وأساسيًا‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية‮»‬‭.‬ يبدأ‭ ‬المصاطفة‭ ‬الذي‭ ‬حاز‭ ‬سابقًا‭ ‬فضية‭ ‬وبرونزية‭ ‬في‭ ‬دورتي‭ ‬إنتشيون‭ ‬2014‭ ‬وجاكرتا‭ ‬2018‭ ‬تواليًا،‭ ‬منافسات‭ ‬الكاراتيه‭ ‬وزن‭ ‬تحت‭ ‬67‭ ‬كلغ‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭.‬ ويروي‭ ‬البطل‭ ‬الأردني‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬حكايته‭ ‬مع‭ ‬اللعبة‭ ‬القتالية،‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬بعمر‭ ‬الست‭ ‬سنوات،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يشاهد‭ ‬أفلام‭ ‬الحركة‭ (‬أكشن‭) ‬مع‭ ‬والده‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أذهب‭ ‬خِلسة‭ ‬إلى‭ ‬الغرفة‭ ‬الثانية‭ ‬وأحاول‭ ‬تطبيق‭ ‬نفس‭ ‬حركات‭ ‬الكاراتيه‭ ‬التي‭ ‬أشاهدها‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭. ‬ذات‭ ‬مرة،‭ ‬رآني‭ ‬والدي‭ ‬وأنا‭ ‬أطبق‭ ‬الحركات،‭ ‬فاصطحبني‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬كاراتيه‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬المنزل‮»‬‭.‬ يضيف‭: ‬‮«‬شجعني‭ ‬والدي‭ ‬كثيرًا،‭ ‬فهو‭ ‬كان‭ ‬لاعب‭ ‬كاراتيه‭ ‬عام‭ ‬1986‮»‬‭.‬ يتوقف‭ ‬المصاطفة‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لديّ‭ ‬رغبة‭ ‬ملحة‭ ‬بأن‭ ‬أكون‭ ‬طالبًا‭ ‬متميزًا‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬وأن‭ ‬أكون‭ ‬طبيبًا،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حلمي‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬بطلاً‭ ‬للعالم‭ ‬والاولمبياد‮»‬‭.‬ يضيف‭ ‬عبدالرحمن،‭ ‬وهو‭ ‬الابن‭ ‬الأكبر‭ ‬لعائلة‭ ‬مكوّنة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ذكور‭ ‬وثلاث‭ ‬فتيات‭: ‬‮«‬والدي‭ ‬كان‭ ‬داعمًا‭ ‬أساسًا‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭. ‬كان‭ ‬يساعدني‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬وقتي‭ ‬ويدعمني‭ ‬ماديًا،‭ ‬والفضل‭ ‬يعود،‭ ‬بعد‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬والدي‭ ‬وأسرتي‮»‬‭.‬ وعن‭ ‬سرّ‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬دراسته‭ ‬الطب‭ ‬والكاراتيه،‭ ‬قال‭ ‬المصطافة‭ (‬27‭ ‬عامًا‭) ‬إن‭ ‬‮«‬الرغبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬القلب،‭ ‬وتنظيم‭ ‬الوقت،‭ ‬هما‭ ‬عاملان‭ ‬رئيسيان‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬المزدوج‮»‬‭.‬ قال‭: ‬‮«‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬لديّ‭ ‬بطولة‭ ‬قريبة‭ ‬وامتحان‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬أركز‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬التدريبات‭ ‬لأن‭ ‬الأولوية‭ ‬تكون‭ ‬للبطولة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أدرس‭ ‬محاضراتي‭ ‬لاحقًا،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬عندما‭ ‬تقترب‭ ‬الامتحانات‭ ‬تكون‭ ‬الأولوية‭ ‬للدراسة‮»‬‭.‬ بعد‭ ‬إحرازه‭ ‬برونزية‭ ‬أولمبياد‭ ‬طوكيو،‭ ‬قاربت‭ ‬والدة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬طموح‭ ‬ابنها‭ ‬المشترك،‭ ‬وقالت‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬وقتذاك‭: ‬‮«‬أشعر‭ ‬اليوم‭ ‬بالفخر‭ ‬لهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬والتفوّق‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬ابني‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬والأكاديمي‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراه‮»‬‭.‬ وعما‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬الكاراتيه‭ ‬أثناء‭ ‬دراسته‭ ‬للطب،‭ ‬قال‭ ‬المصاطفة‭: ‬‮«‬تعلمت‭ ‬في‭ ‬الكاراتيه‭ ‬الانضباط‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬ضبط‭ ‬النفس،‭ ‬فالكاراتيه‭ ‬باليابانية‭ ‬هي‭ ‬الكاراتيدو‭ ‬وتعني‭ ‬اليد‭ ‬الفارغة،‭ ‬وتعطي‭ ‬دلالة‭ ‬أنك‭ ‬لن‭ ‬تهاجم‭ ‬أحدا‭. ‬من‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬العصا‭ ‬او‭ ‬السلاح‭ ‬لن‭ ‬يهجم‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬فهو‭ ‬انسان‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬للهجوم‮»‬‭.‬ ويتابع‭: ‬‮«‬الكاراتيه‭ ‬من‭ ‬رياضات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منها‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر‭. ‬هما‭ ‬عاملان‭ ‬أساسيان‭ ‬استفدت‭ ‬منهما‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬وساهما‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬شخصيتي‮»‬‭.‬ وكما‭ ‬تداخلت‭ ‬اهتماماته‭ ‬بين‭ ‬‮«‬نقيضين‭ ‬مفترضين‮»‬‭ ‬هما‭ ‬الكاراتيه‭ ‬والطب،‭ ‬يتخذ‭ ‬المصاطفة‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬بطل‭ ‬الملاكمة‭ ‬العالمي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كلاي،‭ ‬وشاعر‭ ‬الجاهلية‭ ‬عنترة‭ ‬بن‭ ‬شداد‭ ‬قدوتين‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬ لكن‭ ‬البطل‭ ‬الاردني،‭ ‬الذي‭ ‬أنهى‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬أوجد‭ ‬قاسمًا‭ ‬مشتركًا‭ ‬آخر‭ ‬بين‭ ‬الكاراتيه‭ ‬ومهنته،‭ ‬إذ‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التخصص‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لدراسة‭ ‬جراحة‭ ‬إصابات‭ ‬الرياضيين‮»‬‭.‬

مشاركة :