الرياض 05 جمادى الآخرة 1437 هـ الموافق 14 مارس 2016 م واس تشارك الجمهورية اليونانية في معرض الرياض الدولي للكتاب كضيف شرف لهذا العام، وتمتلك اليونان تجربة ثقافية وحضارية حديثة وفريدة من نوعها ، حيث حولت هذه التجربة أفراد الشعب إلى فلاسفة ، ينظرون إلى الأحداث من حولهم نظرة مختلفة عن الآخرين ، يحللون الأمور بطريقتهم الخاصة ، وقد ساعدتهم هذه الميزة في الحصول على الاستقلال ، وأستطاعوا فلسفة كل شي ؛ السياسة والاقتصاد والاجتماع والحياة بأكملها ، وخرجوا بنتائج تتماشى مع المنطق والعقل . ولم يكن اختيار اليونان ، ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب 2016، الذي أنطلقت فعالياته الأربعاء الماضي ، محض المصادفة ، وإنما جاء اعتماداً على الثقل الحضاري والعمق الثقافي للشعب اليوناني ، الذي أبدع في كل شيء ، وتميز بالثقافة والأدب والفلسفة . وتقع اليونان في القارة الأوروبية ، تحدها من الشرق آسيا الصغرى ، ومن الغرب إيطاليا ، أما في الشمال فنجد مقدونيا ، في حين تقع جزيرة " كريت " في الجنوب . وتملك اليونان إرثا حضارياً عريقا ، يعود تاريخه لآلاف السنين إلى الوراء ، ويصف المؤرخون الغربيون اليوم اليونان بأنها مهد الحضارة الغربية ، حيث يعد ظهور الفلسفة في اليونان ، بمثابة إعلان عن إحداث قطيعة في التفكير لدى الإغريق ، والإنتقال من الخطاب الشفوي الأسطوري إلى الخطاب الفلسفي المكتوب ، الذي يعتمد على الاستدلال العقلي وإنتاج الأفكار والمفاهيم العقلية المجردة . وقد أسهمت عدة عوامل في ظهور الفلسفة اليونانية .. منها استفادتهم من ثقافات وعلوم الحضارات الشرقية القديمة كالفرعونية والبابلية. كما ارتبط ظهور الفلسفة بظهور نظام الدولة المدينة كنظام سياسي ديمقراطي عرف جدلاً وحواراً وحرية في التعبير، واستخداماً للأساليب الحجاجية والبرهانية . وأسهم موقع اليونان الاستراتيجي في تحضرها وازدهار مدنها ؛ فآسيا الصغرى التي توجد شرق اليونان ، كانت في الفترة السابقة للفيلسوف اليوناني الكبير أفلاطون ، تعرف رواجاً تجارياً وصناعياً ، وكذلك ازدهاراً فكرياً وثقافياً ، كما كانت جزيرة كريت التي تقع في البحر الأبيض المتوسط جنوب بلاد اليونان، تعرف هي الأخرى تحضرا وتمدناً في الألف سنة الثانية قبل ميلاد المسيح . وهذا الازدهار الحضاري الذي عرفته بلاد اليونان سواء في الشرق أو الجنوب، فضلاً عن استعمار أجزاء منها من طرف صقلية وأسبانيا ، سيسهم بشكل كبير في تحضر المدن اليونانية نظراً لما عرفته من رواج اقتصادي وازدهار ثقافي . وكانت المدن اليونانية منعزلة عن بعضها البعض بفعل العوامل الطبيعية من تضاريس وبحار، وهو أمر جعل كل مدينة عبارة عن دويلة صغيرة تعيش اكتفاءً ذاتياً، سواء من الناحية الاقتصادية بفعل الأرض الزراعية الخصبة أو من الناحية السياسية والثقافية، إذ عرفت هذه المدن نظماً في الحكم وأسلوباً في العيش وأشكالاً ثقافية تميزها عن باقي المدن في الولايات الأخرى. ومن أهم تلك المدن "أثينا" التي تحتل موقعاً متميزاً في بلاد اليونان، إذ كانت البوابة التي تطل على مدن آسيا الصغرى وعلى حضارة الشرق القديم . وهذا الموقع جعلها تستفيد من علوم الحضارات الشرقية العريقة وثقافاتها وخيراتها الاقتصادية ، خصوصاً أن أثينا كانت تتوفر على أسطول بحري كبير حولته فيما بعد إلى أسطول تجاري ، جعلها في تلاقي ثقافي وتجاري دائم مع الشعوب المجاورة . مما يذكر أن جناح اليونان بمعرض الرياض الدولي للكتاب به عدد من المتخصصين للتعريف بدولة اليونان جغرافياً وتاريخياً وسياسياً واقتصادياً إلى جانب الإرث الثقافي الضخم الذي يضمّه البلد الصديق . // انتهى // 17:08 ت م was.sa/1477659
مشاركة :