الشاهين الاخباري – المهندس عمرو محاسنة تتواصل جهود الخبراء والباحثين في مواجهة افة الحشرة القرمزية التي ظهرت في عام 2017 في شمال الأردن والتي قضت على نبات الصبّار بنسبة كبيرة من الحيازات الزراعية حيث قام فريق من الباحثين في المركز الوطني للبحوث الزراعية وبالتعاون مع منظمة ايكاردا في تنفيذ مسح ميداني لكافة مناطق زراعة الصبّار في الشمال والوسط والجنوب وذلك بهدف رصد انتشار الافة القرمزية وشدة اضرارها وتقدير الخسائر الاقتصادية الناتجة عنها والكشف عن وجود أعداء طبيعية محتملة. تمثل شجيرات الصبّار بألواحها الشوكية وازهارها الزاهية وثمارها النضرة والتي تزرع بشكل اسيجة بصمة مميزة للقرى وطبيعة الحياة الريفية، كما انها تشهد بصمت على وجودها منذ عشرات السنين رغم ان الموطن الأصلي لنبات الصبّار هو أمريكا والمكسيك، حيث يوفر الصبار في بيئته الطبيعية موطنًا لنوع من الحشرات القشرية تسمى Dactylopiu coccus، والتي تنتج حمض الكار مينيك لردع الحيوانات المفترسة، هذا الحمض هو العنصر الرئيسي في إنتاج الصبغة الحمراء الطبيعية القرمزية، وبسبب هذه الصبغة التي تساوي وزن الذهب، حتى ظهور الأصباغ الاصطناعية، قام الأزتيك والمايا في أمريكا الشمالية والوسطى بزراعة هذه الحشرة ونبات التين الشوكي الخاص بها، ولا يزال القرمزي يستخدم حتى اليوم كملون للطعام وأحمر الشفاه، ويتم إنتاجه تجاريًا، حيث تعد البيرو أكبر مصدر له. يزدهر نبات التين الصبار في مناخات البحر الأبيض المتوسط وشبه الاستوائية في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ويتم زراعته كفاكهة طازجة صحية طيبة المذاق حيث يحتاج إلى القليل من الماء وينمو بشكل جيد في الظروف القاسية، حيث لا تنمو المحاصيل البديلة، ومع ظاهرة الاحتباس الحراري، فمن المرجح أن تصبح أكثر انتشارا في الأردن، فالإنتاج التجاري قليل ولكنه في طور النمو. أدرك السكان المحليون إمكانات النبات واستخدموه كرادع وبشكل سياج مقاوم للجفاف لحيازات الحيوانات والحقول لسنين عديدة، يبدو أن نبات الصبار قد ازدهر دون عوائق في الأردن، متجاهلا ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط، وهي آفة الفاكهة الأكثر شيوعاً محلياً. الحشرة القرمزية Dactylopius opuntiae نوع من الحشرات القشرية التي تعيش أيضًا على التين الشوكي ولكنها أكثر عدوانية بكثير ومضرة، وهي تعيش على جميع أجزاء التين الشوكي، وتمتص منها العصارة والمواد الغذائية من أنسجة النبات، حيث تغطي الحوريات أجسادها بمادة شمعية بيضاء للحماية من فقدان الماء وأشعة الشمس، مما يجعلها تبدو بيضاء أو رمادية، تنتقل الحوريات إلى عوائل جديدة بواسطة الرياح ويمكن أن تنتقل لمسافات طويلة بواسطة الطيور والحيوانات التي تحب الاختباء في التين الشوكي، تتحول الالواح المصابة إلى اللون الأصفر قبل أن تنهار، بفعل تغذية الاناث وحورياتها. ولان الطبيعة لا تعرف الحدود، ففي عام 2013، تم رصد الحشرة القرمزية غرب نهر الأردن في وادي الحولة في الجليل الأعلى، وبحلول العام 2017، كان هذا المخلوق المسطح ذو الشكل البيضاوي والجسم الناعم قد انتشر في مناطق اربد، ومعظم مرتفعات عجلون، حيث أصاب اسيجة الصبّار وتسببت في تدميرها، لقد بذلت جهود في مكافحة هذه الحشرة في مناطق انتشارها ومن هذه المحاولات استيراد بعض أنواع الخنافس مثل Cryptolaemus montrouzieri، Hyperaspis trifurcata، وذبابة Leucopis bellula حيث تم اطلاقها من قبل الباحثون في الجليل الشرقي، وقد حققت نتائج إيجابية في احداث توازن مع الافة. قام فريق الباحثين في المركز الوطني للبحوث الزراعية بتسجيل وجود الخنافس المفترسة في مناطق الإصابة وتعريفها والتي تشمل (Hyperaspis trifurcata, Chilocorus bipustulatus) وما زال العمل جارياً على محاولة تقييم فاعليتها واكثارها بالإضافة إلى تقييم بعض برامج المكافحة المتكاملة كونه لا يمكن الاعتماد على طريقة واحدة بالمكافحة. الوسوم الشاهين الاخباري
مشاركة :