تراهن موسكو على إرهاق الغرب في أوكرانيا، ولا تتوقع تغيراً أمريكياً في المدى المنظور في ظل استثناء أوكرانيا من التمويل الحكومي، ولكن الاتحاد الأوروبي يبدي مزيداً من التصميم على دعم أوكرانيا، ولذلك عقد في كييف أول اجتماع خارج أراضيه. ومع تزايد الدعوات بين المحافظين الأمريكيين لوقف نهر المساعدات الاقتصادية والعسكرية لكييف، وما تردد من احتمال تولي حزب موالٍ لروسيا، سدة الحكم في سلوفاكيا، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس «قلنا مراراً من قبل إنه بحسب توقعاتنا سيحل الإرهاق بهذا الصراع وهو إرهاق متزايد في العديد من الدول». وأضاف، بحسب وكالة أنباء تاس الرسمية: «سيؤدي هذا الإرهاق إلى تفتيت القيادة السياسية ونمو التناقضات». وقال المتحدث باسم الكرملين إن مناقشات الميزانية في الولايات المتحدة وقيام الكونغرس بإيقاف المساعدات المالية الجديدة لأوكرانيا ما هي إلا ظاهرة مؤقتة. وأضاف: «ستواصل أمريكا تدخلها في هذا الصراع وستشارك فيه بشكل مباشر عملياً». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله أمس، إن إقرار الكونغرس الأمريكي قانون التمويل المؤقت الذي أغفل ذكر المساعدات لأوكرانيا لن يغير شيئاً، واصفاً قرار واشنطن بأنه «استعراض أمام الشعب». وقال ريابكوف أيضاً إن الصواريخ أمريكية الصنع التي كانت تشملها سابقاً معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، المعطلة حالياً، يمكن أن تظهر في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وفي أوروبا، اتجهت الأنظار جميعها صوب سلوفاكيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، حيث فاز حزب روبرت فيكو اليساري الشعبوي في الانتخابات البرلمانية مطلع الأسبوع. وتعد سلوفاكيا واحدة من أكثر الدول المؤيدة عسكرياً وسياسياً لأوكرانيا، ولكن فيكو قال إنه سيوقف شحنات الأسلحة والذخيرة حال تعيينه رئيساً للوزراء. ورفض بيسكوف مفهوم أن هذا يعني أن فيكو كان موالياً لروسيا. وقال بيسكوف إن هناك محاولات تبذل لوصف كل سياسي يدافع عن مصالح بلاده وسيادتها بأنه مؤيد لروسيا. أربعة أضعاف وحتى الآن يحاول الأوروبيون عدم إظهار أي إرهاق، فوزارة الاقتصاد الألمانية قالت أمس، إن صادرات البلاد من العتاد العسكري لأوكرانيا زادت أكثر من أربعة أضعاف منذ بداية العام الحالي، وبلغت 3.48 مليارات دولار. وطالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإنشاء «مظلة حماية شتوية» لأوكرانيا، في مستهل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الأوكرانية كييف أمس، في لقاء تاريخي يعقد المرة الأولى خارج حدوده. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الراسخ لأوكرانيا بعد الاجتماع. وأضافت الوزيرة الألمانية إن هذه المظلة تتضمن توسيع نطاق الدفاع الجوي وتوريد مولدات كهرباء وتعزيز إمدادات الطاقة بوجه عام. وأكدت الوزيرة الألمانية: «بهذا المجلس الخارجي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ننقل الاتحاد الأوروبي إلى حيث ينبض قلب أوروبا». تأكيد الدعم ويأتي الاجتماع فيما تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد في مسألة دعم أوكرانيا. وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان «نعقد اجتماعاً تاريخياً لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا، الدولة المرشحة والعضو المقبل في الاتحاد الأوروبي». وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي للوزراء الأوروبيين، إن مدة الحرب، التي دخلت شهرها العشرين، ستتوقّف تماماً على الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من حلفائها. ولكن هناك مخاوف متزايدة من ظهور تصدعات داخل الاتحاد مع تزايد القلق أيضاً في شأن دعم الولايات المتحدة، وإضافة سلوفاكيا إلى المجر، هناك توترات بين كييف وبعض أشد المؤيدين لها في الاتحاد وأبرزه بولندا، في شأن تدفق الحبوب الأوكرانية إلى أسواقها. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :