متابعة الخليج 365 - ابوظبي - باريس - أ ف ب تؤكّد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، خلال زيارة إلى يريفان، الثلاثاء، دعم بلادها لأرمينيا التي زادت مخاوفها على سيادتها ووحدة أراضيها بعد سقوط جيب ناغورونو كاراباخ بأيدي القوات الأذربيجانية. وفي أعقاب هجوم خاطف شنّته القوات الأذربيجانية على ناغورونو كاراباخ يومي 19 و20 أيلول/سبتمبر وخلّف نحو 600 قتيل، استسلم الانفصاليون الأرمن في الجيب الجبلي الذي ظلّ طوال ثلاثة عقود خارج سيطرة باكو. وخاض انفصاليو كاراباخ حربين ضدّ باكو، الأولى بين 1988 و1994 والثانية في 2020. وبعد وبعد انتصار الأذريين واستعادة كاراباخ، فرّ إلى أرمينيا أكثر من 100 ألف أرمني من سكّان الجمهورية الانفصالية التي أُعلنت من جانب واحد وحلّت نفسها بعد سقوط الإقليم. وحصل هذا الفرار الجماعي للغالبية العظمى من سكّان الإقليم خشية تعرّض هذه الأقليّة الأرمنية لأعمال انتقامية على أيدي الأذربيجانيين. وفي الأيام الأخيرة أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزيرة خارجيته مراراً عن قلقهما من هجوم عسكري قد تشنّه باكو على يريفان. وقال لوكالة فرانس برس مصدر دبلوماسي فرنسي طالباً عدم نشر اسمه: إن «أجزاء صغيرة من الأراضي الأرمنية كانت بالفعل هدفاً لتوغلات عسكرية أذربيجانية في الأشهر الأخيرة». وأضاف: «هذا أمر واقع»، في إشارة إلى الاشتباكات التي وقعت في سبتمبر/أيلول 2022 وخلّفت ما يقرب من 300 قتيل ونقلت خلالها أذربيجان خط الحدود بين البلدين بمقدار 7 إلى 9 كيلومترات على حساب أرمينيا. ويومها دفعت فرنسا من أجل إنشاء بعثة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي في دجرموك (أرمينيا)، وسبق لكولونا أن زارت طاقم هذه البعثة في نهاية نيسان/إبريل. وبحسب المصدر الدبلوماسي، فإنه سيكون من السذاجة للغاية الاعتقاد بأنه لا يوجد خطر لانتهاك سلامة أراضي أرمينيا من جانب أذربيجان. وأضاف: «أنا لا أقول إن ذلك سيحدث حتماً، لكنّ مهمتنا هي منع حدوث ذلك»، وتابع: «سنطالب بزيادة حجم هذه البعثة». كذلك فإن باريس تؤيّد إلى حد ما فكرة فرض عقوبات على أذربيجان، لكنّها تصطدم بـ«دول معيّنة متردّدة للغاية في سلوك هذا الطريق»، وفقاً للمصدر الدبلوماسي. وتظاهر آلاف الأرمن، الأحد، في بروكسل، متّهمين الاتحاد الأوروبي بالتغاضي عن مأساة الأرمن في كاراباخ مقابل الغاز الأذربيجاني الذي يشتريه الاتحاد الأوروبي للتعويض جزئياً عن خسارته الغاز الروسي. وإضافة إلى مسألة وحدة أراضي أرمينيا، ستؤكّد كولونا في يريفان، الثلاثاء، على جاهزية فرنسا لتعزيز مساعداتها الطارئة والإنسانية لأرمينيا لاستقبال اللاجئين. وفي الأسبوع الماضي، زادت باريس مساعداتها المقدّمة هذا العام إلى يريفان إلى 12.5 مليون يورو. وستلتقي الوزيرة الفرنسية خلال زيارتها عدداً من المسؤولين الأرمن، في مقدّمهم رئيس الوزراء نيكول باشينيان.
مشاركة :