سان فرانسيسكو (كاليفورنيا) - نبّه الممثل الأميركي توم هانكس والمذيعة التلفزيونية غايل كينغ معجبيهما إلى تداول إعلانين ترويجيين يستخدمان شكليهما وصوتيهما بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي من دون استئذانهما، في وقت تتكاثف فيه عمليات تزييف الصور والاصوات ومقاطع الفيديو بالاعتماد على امكانيات ثورية تتيحها التقنية الجديدة. وكتب هانكس السبت عبر صفحته على شبكة "إنستغرام": "حذارِ! ثمة مقطع فيديو مُتداوَل للترويج لتأمين على الأسنان، باستخدام نسخة ذكاء اصطناعي مني. لا علاقة لي بالأمر". وأورد هانكس منشوره على لقطة شاشة لمقطع الفيديو المشكوّ منه. أما غايل كينغ التي تشارك في تقديم البرنامج الصباحي على قناة "سي بي إس" الأميركية، فنشرت تحذيراً مماثلاً الاثنين على "إنستغرام" أيضاً. وكتبت في تعليق على مقطع فيديو تبدو فيه وكأنها تروّج لمنتج لإنقاص الوزن: "لا يتوقف الناس عن إرسال هذا الفيديو لي ويطرحون عليّ أسئلة عن هذا المنتج، رغم أن لا علاقة لي إطلاقاً بهذه الشركة..." ونشرت كينغ أيضاً مقطع الفيديو الأصلي الذي استند إليه المحتالون، وكانت تروّج فيه لبرنامج إذاعي في 31 آب/أغسطس الفائت. وأضافت "لقد تلاعبوا بصوتي والفيديو ليجعلوا الأمر يبدو وكأنني أروج لهذا المنتج... لم أسمع قط عن هذا المنتج ولم أستخدمه يوماً!"، وختمت: "لا تقعوا في فخ مقاطع الفيديو هذه القائمة على الذكاء الاصطناعي..." وتولى نشر مقطع الفيديو الذي أشارت إليه غايل مستخدم يحمل اسم Artipet ("أرتيبت")، لكنّ عمليات بحث على "إنستغرام" و"غوغل" لا تسفر عن أي نتائج تشير إلى منتجات الحمية هذه. وبات الذكاء الاصطناعي يتيح منذ سنوات اللجوء إلى "التزييف العميق"، أي التلاعب بصور وأصوات، لجعل اصحابها يقولون أو يفعلون أشياء لم تحدث في الواقع. وتقومُ هذهِ التقنيّة على محاولة دمجِ عددٍ من الصور ومقاطع الفيديو لشخصيّةٍ ما من أجلِ إنتاج مقطع فيديو جديد، وقبل الأن استعملت اهذه التقنيّة في إنشاءِ مقاطع فيديو إباحيّة مزيفة لعددٍ من المشاهير كما استُخدمت في أحيان أخرى لخلق أخبار كاذبة ومُحاولة خدع القُرّاء والانتقام الاباحي خاصة على مواقع التواصل. ولم تكن هذه التزييفات العميقة في بداياتها مقنعة، ولكنها أصبحت تتسم بواقعية شديدة مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتيح إنتاج المحتويات بكل أنواعها ، ومنها الفيديو، بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية. لكن رغم هذه الاحتمالات الجديدة التي يوفرها "ديب فايك"، لا يزال مرتبطًا بنشر أخبار كاذبة على الإنترنت إذ يمكن استخدام "التزييف العميق" لخداع مستخدمي الإنترنت أو للتشهير من خلال جعل أشخاص يقولون أو يفعلون ما لم يصدر عنهم فعلياً. وتعمل شركات الإنترنت العملاقة الرئيسية على إعداد تقنيات تتيح احتواء هذه الظاهرة، وسط تصاعد تحذرات الخبراء من عواقب التقنية.
مشاركة :