القاهرة - يلعب المرشح الرئاسي المحتمل في مصر البرلماني السابق أحمد الطنطاوي، على وتر مشاكل المصريين الاقتصادية في حملته الانتخابية، باقتطاع تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي من سياقها. وقال الرئيس المصري في إطار حديثه عن الإنجازات التي جرت في بلاده على مدار السنوات القليلة الماضية، وتحديداً منذ اختاره المصريون بغالبية كبيرة في عام 2014 "حلمكم يا مصريين أكبر من كده (هذا). واوعى (حذاري) يكون حلمك لقمة". ويأتي تحذير الرئيس المصري من حلم "اللقمة" لترجيح كفة التطوير والتقدم في البلاد والذي يقود بدوره إلى تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وينعكس على الشعب، وقد تجلى بشكل واضح في قوله خلال مؤتمر "حكاية وطن"، المنعقد في العاصمة الإدارية الجديدة على مدى ثلاثة أيام "لو كان التقدم ثمنه الجوع والحرمان، اوعوا يا مصريين تقولوا: ناكل أحسن". وشن الطنطاوي هجوما حادا على السيسي في بيان أصدره مستنكرا كلمته ومتهما إياه بنشر الأكاذيب، قائلا "لقد تعمد رئيس الجمهورية أن يخلط على نحو واضح بين إطلاق الشائعات والأكاذيب من جهة، وتوجيه النقد السياسي للمسؤولين من جهة أخرى، منكراً حقيقة أن المعارضة على أساس وطني من أرقى أشكال الممارسة السياسية، وهي أيضاً من الحقوق الأساسية للمواطنين. ثم انتقل إلى شكواه التي لا يكف عنها من المصريين الذين لا يقدّرون إنجازاته بزعمه، من دون أن يسأل نفسه ولو مرة واحدة عن أسباب غياب التقدير ومعناه، وعن منهجه في صناعة القرار، وتحديد الأولويات، وإقصاء المواطنين من المشاركة السياسية، والاهتمام بالمظاهر وبالحجر على حساب البشر". وأضاف "أخطر ما جاء في الكلمة كان مطالبة رئيس الجمهورية المصريين باحتمال الجوع والحرمان، في سبيل التنمية والبناء والتقدم، باعتبارها تعبّر عن رؤيته للتنمية بوصفها مجرد تراكم للأبنية الشاهقة والمدن والقصور المشيدة في الصحارى، ولو كان ذلك كله على حساب الإنسان، وحقه في الحياة الكريمة، والتعليم والعمل والعلاج". ورفض الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بيان الطنطاوي، مستغربين أن يقتصر برنامجه الانتخابي على انتقاد ومهاجمة رئيس الجمهورية دون أي رؤية اقتصادية أو برنامج إصلاحي يحاجج به خصومه السياسيين بطريقة مشروعة. والبيان الذي أطلقه الطنطاوي ليس الأول من نوعه الذي يكرر فيه التحريض ضد السيسي، بزعم سوء الأوضاع الاقتصادي، إذ يستمر المصريون في تداول تصريحاته على مواقع التواصل الاجتماعي للرد عليها وإثبات عدم صحتها. وجاء في تعليق. وكتبت ناشطة: وأعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي الاثنين، ترشحه لولاية رئاسية جديدة، ليصبح عدد من أعلنوا نيتهم خوض سباق الانتخابات حتى الآن سبع شخصيات من بينهم خمسة رؤساء أحزاب. والشخصيات التي أعلنت نيتها الترشح للانتخابات هم أحمد طنطاوي رئيس حزب تيار الكرامة السابق، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد الليبرالي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وأحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وجميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور. ولقبول الترشح للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى من 10 إلى 12 ديسمبر، يجب أن يزكى المترشح 20 عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تزكية أو تأييد أكثر من مترشح. وحتى الآن لم يعلن سوى ثلاثة من المرشحين إنهم نجحوا بالفعل في الحصول على تزكية من 20 نائبا في البرلمان، الحد الأدنى الذي يحدده القانون للترشح وهم يمامة وعمر وزهران. ولاتزال إسماعيل تسعى للحصول على تزكيات النواب من أجل خوض سباق الترشح للانتخابات. ويحتاج الطنطاوي إلى 25 ألف توكيل من 15 محافظة، طبقا للقانون لاستيفاء أوراق ترشحه للرئاسة. ومنذ أسبوع يجوب البلاد لتشجيع أنصاره الذين يتوجهون إلى مكاتب الشهر العقاري لتحرير التوكيلات الرسمية المطلوبة. لكن يبدو أن الطنطاوي سقط في فخ المخالفات القانونية، فقد كشف موقع "مصر تايمز" المصري نقلا مصادر بنقابة الصحافيين أن المرشح الرئاسي المحتمل يرتكب مخالفة قانونية كبيرة. وأشار الموقع إلى أن الطنطاوي مدرج في جداول نقابة الصحفيين المصرية ويتقاضى بدل التدريب والتكنولوجيا المخصص للصحفيين والمقدر بمبلغ 3600 جنيه بصفته معينا من جريدة الكرامة التابعة لحزب الكرامة الناصري. وأوضح الموقع أن الصحفي أحمد طنطاوي لا يمارس العمل الصحفي منذ عام 2014 وهو تاريخ تقديم استقالته من جريدة الكرامة، ثم أصبح عضوا بمجلس النواب عام 2015 حتى 2020، ومازال يتقاضى بدل التدريب والتكنولوجيا. وتبين أن أحمد محمد رمضان الطنطاوي، وتاريخ ميلاده 25 يوليو 1979، مواليد مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ يعمل صحفي، وجهة عمله دار الكرامة للصحافة والطباعة والنشر سابقا، مدة العمل من 1 يوليو 2009 حتى 1 يناير 2012 ثم تقدم باستقالته، بعدها عمل في نفس جهة العمل من 1 نوفمبر 2012 حتى 3 مارس 2014 ثم تقدم بإستقالته مرة أخرى. وكشف المصادر أنه منذ 3 مارس 2014 ترك أحمد طنطاوي العمل الصحفي ولم يخطر حزب الكرامة نقابة الصحفيين باستقالته ليستمر أحمد طنطاوي في الحصول على بدل التدريب والتكنولوجيا بالمخالفة للقانون. وتساءلت المصادر من أين يمول أحمد طنطاوي حملته الانتخابية في ظل عدم عمله في أي جهة منذ ترك العمل الصحفي، مشيرين إلى أن أحمد طنطاوي كان يحصل على بدل جلسات مجلس النواب في الفترة من 2015 وحتى 2020 ومنذ ذلك التاريخ لا يوجد أي مصادر للدخل بالنسبة للمرشح الرئاسي المحتمل. وكان أعلن أحمد طنطاوي رئيس حزب الكرامة والبرلمان السابق استقالته من منصبه رئيسا للحزب، وتكليف نائب رئيس الحزب بإدارته لحين اجتماع المؤتمر العام الذي دعا لانعقاده خلال الفترة المقبلة.
مشاركة :