اليابان | دمج أبحاث أشباه الموصلات وإنتاجها: مقابلة مع كويكي أتسويوشي رئيس شركة رابيدوس (الجزء الثاني)

  • 10/4/2023
  • 04:04
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كيف تتمكن اليابان من الاستحواذ على حصة في سوق الرقائق المنطقية من الجيل التالي؟ في الجزء الثاني من هذه المقابلة المكونة من جزأين، يناقش كويكي أتسويوشي، رئيس شركة رابيدوس الناشئة لأشباه الموصلات، استراتيجية وفلسفة شركته. تاكيناكا هاروكاتا: تعتزم شركة رابيدوس إنتاج شرائح منطقية متطورة بدقة 2 نانومتر باستخدام تقنية البوابة الشاملة GAA من الجيل التالي. ولكن كيف ستُستخدم أشباه الموصلات المتقدمة هذه في منتجات فعلية؟ كويكي أتسويوشي: ستستخدم أولا في أجهزة الكمبيوتر المتطورة وعالية الأداء. وهذا يشمل أجهزة الكمبيوتر الكمومية. وأيضا ستستخدم في أجهزة الكمبيوتر المتطورة، والتي من المتوقع أن تحل محل أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف الذكية اليوم. من الشروط الضرورية اللازم توافرها في الكمبيوترات والأجهزة الأخرى تلك هو أن يكون استهلاكها للطاقة منخفضا للغاية. ففي عصر الذكاء الاصطناعي ستنمو قدرة أجهزتنا على معالجة البيانات بشكل كبير، وما لم نتمكن من تقليل استهلاكها للطاقة فسيتعين تجهيزها ببطاريات كبيرة وثقيلة. ولهذا السبب ستكون تقنية GAA أساسية. تاكيناكا: هناك أيضا حديث عن الدور الرئيسي لـ”تشيبلت (شرائح صغيرة)“، وهي دوائر متكاملة صغيرة ذات وظائف محددة يتم دمجها لتكوين رقاقة واحدة. هل يمكنك أن تشرح لنا الفكرة؟ كويكي: فكرة الشرائح الصغيرة ليست جديدة، فهي تعود في الواقع إلى حوالي 30 عاما. تشتمل رقاقة واحدة نموذجية من أشباه الموصلات على جميع أنواع الوظائف: المنطقية والتناظرية والذاكرة المدمجة جميعا في رقاقة واحدة. وظلت عملية تطوير أشباه الموصلات حتى الآن تدور حول توسيع نطاق هذا التصميم لتحسين أدائها. ولكن كان هناك منذ فترة طويلة بعض الجدل حول إن كان هذا النهج هو الأكثر كفاءة. أول من شكك في ذلك كان مهندسو الكمبيوترات العملاقة في شركات مثل فوجيتسو وIBM. فقد تساءلوا أليس من المنطقي بشكل أكبر أن تُقسّم الرقائق إلى وحدات وظيفية ثم يتم توصيلها وتجميعها في حزمة واحدة. كان هذا هو أصل مفهوم الشريحة الصغيرة. عندما تحاول دمج العديد من الوظائف المختلفة في رقاقة واحدة، فإن تصميمها يكون معقدا للغاية. ونظرا لاختلاف الأداء المطلوب من الوظائف المختلفة، فإن الأداء العام للرقاقة يتأثر. ولكن إذا قمنا بتقسيمها إلى وحدات حسب الوظيفة، فيمكننا تحقيق أداء أعلى مع حجم رقاقة أصغر، وبالتالي تتحسن الإنتاجية. هناك الكثير من الإيجابيات. ولكن من ناحية أخرى، يصبح من الصعب جدا وصل الشرائح الصغيرة معا أثناء العملية الخلفية. وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال تطوير معايير تكنولوجيا الشرائح الصغيرة يتقدم ببطء، حيث إن مصممي الرقائق ليسوا معتادين على التفكير بكفاءة التصنيع. نسعى في رابيدس إلى دمج العمليات الأمامية والخلفية لإنتاج أشباه الموصلات. نريد الاستفادة من خبرات المهندسين المتمرسين في التصنيع لتطوير نمط تصميم يعمل على تحسين الإنتاج. كويكي أتسويوشي رئيس رابيدوس (© هاناي توموكو) تاكيناكا: لقد اخترت تشيتوسي في جزيرة هوكّايدو في أقصى شمال اليابان كموقع لعملياتك. هل يمكن أن توضح الأساس المنطقي لهذا الاختيار؟ كويكي: هناك العديد من الشروط الأساسية لتصنيع أشباه الموصلات، بما في ذلك وفرة المياه وإمدادات الطاقة الموثوقة والعمالة. ومن نافلة القول إننا أخذنا كل هذه العوامل في الاعتبار. لكن الشرط الأكثر أهمية لتحقيق رؤيتنا هو أن نقوم بتجميع المواهب ذات الكفاءات العالية والعالمية. ولهذا السبب شعرنا أن الشرط الأساسي هو إظهار رابيدس لتبدو كشركة يتوق الناس إلى القدوم إليها والعمل فيها. تتيح مدينة تشيتوسي بيئة رائعة. وتدرك إدارة المحافظة ومجموعات الأعمال المحلية أن شركة رابيدس منخرطة في مشروع ضخم، وتدعمه بشكل كامل. تاكيناكا: عندما قررت TSMC في عام 2021 بدء الإنتاج في اليابان، اختارت محافظة كوماموتو في جزيرة كيوشو جنوبي البلاد كقاعدة لعملياتها. حيث تتجمع في المنطقة بالفعل صناعات متعلقة بأشباه الموصلات، لدرجة جعلت بعض الناس يقولون إن كيوشو هي جزيرة السيليكون اليابانية. بينما البيئة في هوكايدو مختلفة تماما. ما رأيك بذلك؟ كويكي: بالتأكيد كيوشو مكان رائع، ولكن بالنسبة لنا لم يكن هناك أي فائدة في إنشاء متجر هناك. حيث إن المنافسة على الموارد البشرية ستكون شديدة للغاية. في هوكّايدو حاليا هناك خريجون من جامعة هوكّايدو وكليات محلية أخرى يغادرون المحافظة لأنهم لا يستطيعون العثور على عمل. وستوفر رابيدس فرص عمل لهؤلاء الأشخاص، ونخطط أيضا لتوظيف مهندسين وباحثين موهوبين من جميع أنحاء العالم. وهذا سيعطي دفعة كبيرة للاقتصاد المحلي. وتتمثل فكرتنا في جذب شركات أخرى ذات صلة بالرقائق الإلكترونية إلى المنطقة وتحويل البقعة التي تضم مدن توماكوماي وتشيتوسي وسابّورو وإيشيكاري في نهاية المطاف إلى وادي سيليكون جزيرة هوكّايدو. كويكي: إن مجمع ألباني لتكنولوجيا النانو، حيث يقع مقر اتحاد البحث والتطوير لأشباه الموصلات الذي ذكرته في الجزء الأول، هو جزء من مبادرة تمولها الولاية تسمى ”نيويورك تبتكر“. فقد استحوذت ولاية نيويورك على الأرض ومولت بناء حرم جامعي وشجعت شركاء من شركات مثل IBM على إنشاء مراكز أبحاث هناك. ونحن ندعو إدارة محافظة هوكّايدو إلى إطلاق برنامج مماثل باسم ”هوكّايدو تبدع“. عندما انطلقت رابيدس وضعتُ فلسفة للشركة تقوم على ”ثلاث ركائز“. الأولى هو تنمية الموارد البشرية. والثانية هو التطوير والتصنيع مع وضع المنتج النهائي في الاعتبار. ما أعنيه بهذا هو أن المشروع لا معنى له ما لم نتمكن من إعطاء العالم منتجات جديدة ومبتكرة من خلال العمل بشكل وثيق مع المستخدمين بينما يتم تطبيق أحدث تقنيات أشباه الموصلات وتصميم الرقائق. أما الركيزة الثالثة فهي الالتزام الكامل بالتخضير، أي تقليل البصمة الكربونية لمنشآت التصنيع والأجهزة. التقيت برؤساء جميع الجامعات الكبرى في اليابان تقريبا وشرحت لهم فلسفتنا. وأخبرتهم أيضا أنني أعتقد أننا بحاجة إلى دمج العمل المتخصص الذي يجري في مؤسسات مختلفة، مثل دمج أبحاث البلازما في جامعة ناغويا مع تصميم أشباه الموصلات في جامعة طوكيو، وما إلى ذلك. هناك بعض الأبحاث الممتازة حول أشباه الموصلات تجري في كليات مختلفة في جميع أنحاء البلاد، ولكن لا توجد أي من جامعاتنا تقترب من هذا المجال بشكل كلي. نحن بحاجة إلى شيء أشبه بجامعة افتراضية لدراسات أشباه الموصلات المتكاملة. ولا ينبغي أن يقتصر الأمر على اليابان. فنحن بحاجة إلى إشراك مؤسسات أمريكية أيضا. وقد تحدثت مع بعض الأشخاص عن إمكانية إنشاء برنامج جامعي مشترك يضم أفضل الكليات الأمريكية مثل معهد رينسيلار للفنون التطبيقية ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد، وما إلى ذلك. تاكيناكا: كان تقديرك هو أن رابيدوس ستجمع تمويلات قيمتها تريليوني ين تقريبا بحلول عام 2025 وستستثمر 3 تريليونات أخرى بحلول عام 2027. هل ستشكل الإعانات الحكومية الجزء الأكبر من هذا التمويل؟ كويكي: ليست هناك ضمانة قانونية بأننا سنتلقى فعليا كل الأموال التي وعدت الحكومة بتوفيرها، وعلى أية حال نحن لا نخدع أنفسنا بأن مثل هذا الدعم المالي سيغطي تكلفة المشروع بالكامل. وحتى لو دعمت الحكومة مرحلة البحث والتطوير، فإننا نفترض أننا سنحتاج إلى تأمين أموال من الشركات الخاصة لبدء الإنتاج بكميات كبيرة. تاكيناكا: كيف تسير الأمور فيما يتعلق بتعيين مهندسين مختصين بأشباه الموصلات؟ لقد ذكرت في مكان آخر أنك قمت بتعيين الكثير من المهندسين اليابانيين الذين كانوا يعملون في الخارج، وأن متوسط ​​عمر موظفيك حتى الآن يبلغ حوالي 50 عاما. كويكي: دأبنا على إقامة مراسم تعريفية شهرية، بمشاركة حوالي 30 موظفا جديدا في كل مرة. صحيح أن متوسط ​​أعمارهم يبلغ حوالي 50 عاما، لكنهم مفعمون بحماسة الشباب. ما تحتاجه رابيدس الآن هو قوات جاهزة للمعركة، وأشخاص يعرفون اللغة الإنجليزية ويمكنهم الذهاب مباشرة إلى ألباني وإتقان تكنولوجيا شركة IBM. وعلينا أن نكمل نقل التكنولوجيا في غضون عامين. تلقينا عددا كبيرا من الطلبات من المهندسين لدرجة أننا بالكاد نستطيع مراجعتها جميعا. لكن بشكل عام، تأثرت بالعدد الكبير من المهندسين المتفانين الذين يعملون في الخارج ولكنهم يرغبون بشدة في المساهمة في تطوير وإنتاج أشباه الموصلات المتطورة في اليابان. (المقالة الأصلية باللغة اليابانية بقلم إيشي ماساتو من إدارة التحرير في Nippon.com بناء على مقابلة أجريت بتاريخ 25 يوليو/تموز عام 2023. الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: كويكي أتسويوشي رئيس رابيدوس (يسار) إلى جانب تاكيناكا هاروكاتا رئيس لجنة التخطيط التحريري في Nippon.com في طوكيو بتاريخ 25 يوليو/تموز 2023. © هاناي توموكو) كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | دمج أبحاث أشباه الموصلات وإنتاجها: مقابلة مع كويكي أتسويوشي رئيس شركة رابيدوس (الجزء الثاني) لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

مشاركة :