اكتشف علماء صينيون من خلال التلسكوب الراديوي الكروي البالغ قطره 500 متر (فاست)، أو "عين السماء الصينية"، اكتشفوا 76 من النجوم النابضة الخافتة الجديدة التي تصدر إشعاعا في بعض الأحيان، بما في مجموعة من أضعف النجوم النابضة المعروفة حتى يومنا هذا. وذكرت الدراسة، التي نُشرت يوم الاثنين الماضي في مجلة "بحوث الفلك والفيزياء الفلكية"، أن هذه النجوم النابضة خاصة جدا من حيث أنها تشع النبض من حين لآخر فقط في العديد من فترات الدوران، ومن ثم فهي تُعرف باسم المصادر الدوارة عَرَضية الإشعاع. وعلى عكس معظم النجوم النابضة التي تنبعث منها النبضات باستمرار، يصعب العثور على النجوم الدوارة عَرَضية الإشعاع في نظام البحث العادي عن النبضات. وتم التعرف عليها نبضة بنبضة من خلال كمية هائلة من البيانات التي يتم الحصول عليها بواسطة تلسكوب راديوي شديد الحساسية. ومنذ اكتشاف أول نجم دوار عَرَضي الإشعاع في عام 2006، تم اكتشاف أكثر من 160 من هذه النجوم بواسطة التلسكوبات الراديوية في جميع أنحاء العالم. وتشير الدراسات التفصيلية لعدد قليل من النجوم الدوارة عَرَضية الإشعاع إلى أنها يجب أن تكون نجوما نابضة ولكنها ذات خصائص فيزيائية خاصة في الغلاف المغناطيسي، حيث تمثل حوالي خمسة بالمائة من إجمالي عدد النجوم النابضة. وطور فريق بحثي من المراصد الفلكية الوطنية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم، خطا فعالا جديدا للبحث عن النبضات المنفردة وقام الفريق على نحو منهجي بالبحث عن النبضات المنفردة باستخدام بيانات "مسح فاست السريع لنبضات المجرة" المسجلة منذ عام 2020. وقال هان جين لين، عالم الأبحاث البارز في هذا المجال في المراصد الفلكية الوطنية، إن النجوم الـ76 الدوارة عَرَضية الإشعاع التي تم اكتشافها من خلال الطريقة الجديدة تمثل حوالي 12 بالمائة من إجمالي عدد النجوم النابضة التي اكتشفها مسح فاست، مما يعني أن هناك المزيد من النجوم النابضة المشعة أحيانا أكثر مما كان يعتقد سابقا. ولفهم الخصائص الفيزيائية للنجوم النابضة عَرَضية الإشعاع بشكل أكبر، استخدم العلماء أيضا التلسكوب فاست لمراقبة 59 من النجوم النابضة المعروفة عَرَضية الإشعاع والتي اكتشفتها تلسكوبات دولية. ووجدوا أنه لا أحد من هذه النجوم أظهر الخصائص القياسية للنجوم النابضة عَرَضية الإشعاع. وتشير إشارات الاستقطاب لهذه النجوم النابضة المشعة أحيانا التي اكتشفها "فاست" إلى أنها تشع في نفس منطقة الغلاف المغناطيسي للنجوم النيوترونية كنبضات طبيعية، وفقا للدراسة. وقال هان: "الدراسة لها نتائج مهمة لفهم البقايا الكثيفة للنجوم الميتة في مجرة درب التبانة وخصائصها الإشعاعية"، مضيفا أن التلسكوبات الراديوية عالية الحساسية مثل فاست تمثل أفضل الأدوات للعثور على مثل هذه النجوم النابضة الرائعة. ■
مشاركة :