غوغائية المرشد وديكتاتورية الولي الفقيه!

  • 3/15/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أتساءل دائماً في ما يتعلق بالشعوب التي تحكمها الأنظمة الثيوقراطية (بمعنى حكم الكهنة أو الحكومة الدينية او الحكم الديني) كيف يمكن لها السكوت عن ممارساتها والى متى، ومتى تقرر أن ترفع صوت العصيان والغضب في وجهها؟ ربما يسأل أحدكم لماذا تساءلت عن الديكتاتوريات الدينية تحديداً؟ الأمر يتعلق بفكرة الاستغلال البشعة عندما تسللت أفكار الدينيين والزعامات الفقهية لتغازل أحلام الفقراء والجوعى والمتعطشين للطعام والكرامة والحياة والحرية الذين كانوا يرزحون تحت حكم أنظمة طاغية. إن الذي يُسهّل أو يعمل على إنجاح الدعاية والتحكم في عواطف الجماهير هو أفكار وشعارات وآيات ورموز الدين التي تزج زجاً في كل خطبة وحديث ومنشور دعائي من قبل هؤلاء الذين يروجون لقلب النظام لجلب العدالة والكرامة والحرية والطعام للجميع! الذي يحدث أن الدين - نظراً لسطوته الوجدانية - يتسلل الى العواطف والعقول بشكل سريع، وخاصة في أوساط الجماهير البسيطة من الذين يراهنون - في الحقيقة - على صلاح المتدينين، وبأنهم قادرون على الالتزام بوعودهم التي روجوا لها. وينسى هؤلاء البسطاء أن كل حزب أو جماعة تدخل مضمار السياسة تتساوى مع غيرها في البراجماتية والنظرة المحدودة لمصالحها الخاصة، وما عدا مصالحهم فليس سوى شعارات ووسائل للوصول الى أهدافهم! إن حكم المرشد وولاية الفقيه اللذين أفرزتهما حركة الإخوان المسلمين والثورة الإسلامية الإيرانية كرسا بل نقلا هذا التنظير الى واقع بائس للأسف، ولو تأملنا ما حدث أيام انفجارات الشارع الإيراني عام ١٩٧٩ عندما قدم الخميني من باريس لاستلام حكم ايران بعد سقوط الشاه، لعلمنا كيف اسلمت الجماهير قيادتها لنظام ولاية الفقيه. وكيف قاد هذا النظام الإيرانيين الى مزالق وأزمات وحروب عبثية ليس للشعب فيها ناقة ولا بعير، سوى إعلاء نزعة الأنا الثيوقراطية المتضخمة عند من يرون أنفسهم ظل الإمام المعصوم أو الفقيه المقدس سره، لكن ماذا عن تحقيق مطالب الناس والارتقاء بحياتهم وظروفهم وتوظيف ثرواتهم لصالح التنمية والاستقرار والقضاء على البطالة ومعالجة أزمات الحصار والخلاف مع الجيران والإقليم والعالم؟ اليوم يبدي الإيرانيون حركات معارضة في وجه النظام، نظام الفقيه الذي ورطهم في حروب مع العراق وأزمات مع العالم التهمت أبناءهم وثرواتهم، واليوم يورطهم في مستنقع سوريا واليمن والعراق وتمويل حزب الله بلا نهاية، فماذا يستفيد الإيرانيون من كل ذلك، على صعيد حياتهم ومستقبل أجيالهم وحتى نرجسيتهم الوطنية؟ نتمنى أن يعلو هذا الصوت الإيراني الشعبي (لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران) ليصم آذان الملالي والفقهاء هناك علهم يعودون لنقاء الدين وتعاليم الفقهاء الحقيقيين!

مشاركة :