عند حلول الظلام، تخرج سلحفاة من البحر وتستغل الهدوء لتتوجّه إلى شاطئ رمليّ في جنوب اليمن وتضع بيوضها التي يُرجّح أن يكون معظمها من الإناث بسبب الاحترار المناخي. ويقول حفيظ كلشات وهو متطوّع لحماية السلاحف البحرية من أهالي الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، «في السنوات الأخيرة، معظم صغار السلاحف إناث بسبب ارتفاع درجات الحرارة». ويوضح الرجل الذي يجلس على الرمل الأبيض ويرتدي قميصًا أزرق، أن «تراجع الحرّ وحلول البرد مع اقتراب الخريف، يؤدي إلى مزيج بين الذكور والإناث» بين صغار السلاحف مشيرًا إلى أن الاحترار المناخي العالمي وامتداد الحرّ الشديد لفترات أطول يفاقمان كل عام أكثر ظاهرة تناقص الذكور. ويلفت إلى أن «الكثير من الذكور على الشواطئ تنفق في الفترة الأخيرة» علمًا أن عددها «ضعيف» وقد «تراجع كثيرًا» مع الوقت. وتحدّد درجات الحرارة خلال فترة حضانة البيوض جنس السلاحف، إذ إن الذكور تتكوّن في مناخ أبرد من ذلك الذي تحتاجه الإناث للتكوّن. وأظهرت دراسات عدة في السنوات الأخيرة أن الاحترار المناخي أدّى إلى نقص في ذكور السلاحف في مناطق عدة في العالم، من سواحل فلوريدا إلى الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا. عام 2018، كشف باحثون أمريكيون أن معظم السلاحف الخضراء شمال الحاجز العظيم والبالغ عددها مائتي ألف، هي إناث، ما قد يهدد هذا النوع من الكائنات التي تُعدّ من بين الأهمّ في العالم.
مشاركة :