القدس المحتلة (وكالات الأنباء) :ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على خمسة مشتبه فيهم عقب انتشار مقطع فيديو ليهود أرثوذوكس متطرفين وهو يبصقون على زوار مسيحيين في البلدة القديمة بالقدس. وقالت الشرطة أمس الأربعاء، إن هناك اشتباها في أن المقبوض عليهم، وبينهم قاصر، بصقوا على الزوار أو مرتادي الكنائس. عادت ظاهرة «البصق» التي يقوم بها يهود متدينون تجاه المصلين المسيحيين في القدس إلى الواجهة، وازدادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وتكثفت خلال الأعياد اليهودية الأخيرة حتى اضطرت حاضرة الفاتيكان للتدخل ومخاطبة إسرائيل، ومطالبتها بالتصدي لذلك. وعلى الرغم من أن «البصق» عادة قديمة، وتكاد تكون تقليداً يتبعه غلاة المتطرفين، فإن مقاطع فيديو نُشرت، الثلاثاء الماضي، أظهرت مجموعة من المتدينين اليهود في البلدة القديمة في القدس يبصقون على مجموعة من المسيحيين الذين كانوا قد خرجوا من الكنيسة يحملون صليباً كبيراً في مسيرة التقت بمسيرة اليهود؛ في إشارة إلى الازدراء ما أثار غضباً واستياءً واسعين بين المسيحيين. وقال منسق منتدى الكنائس في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، إن حاخامات يهوداً ضالعون في التحريض للقيام بمثل هذه الأعمال المقيتة، محذراً من أن ظاهرة البصق التي أخذت في الاتساعِ مؤخراً قد تتطور إلى ضرب، ومن ثم إلى جريمة قتل .وكان يُفترض أن يلتقي أبو نصار بقيادة الشرطة الإسرائيلية، للبحث في هذا الموضوع .وقال لإذاعة «كان» الإسرائيلية، إن «المسيحيين لا يطلبون مِنّة من أحد، بل يطالبون بما يجب القيام به لاجتثاث هذه الظاهرة». وجاء الغضب المسيحي الواسع في وقت يشتكي فيه المسيحيون من الحكومة الإسرائيلية الحالية التي جعلت حياتهم أسوأ.وقال منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس، يوسف ظاهر، إن الحجاج المسيحيين في القدس تعرضوا لاعتداءات متكررة في العامين الماضيين، وتحديداً في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.وأضاف، في تصريح بثته «وكالة الأنباء الفلسطينية» الرسمية، إن هناك استياءً من رؤساء الكنائس لعدم تدخل العالم لوضع حد لهذه الاعتداءات التي تتكرر بشكل كبير، خصوصاً أن مجسماً للمسيح قد تعرض قبل 6 أشهر للاعتداء والتكسير وضرب ظاهر مثلاً بأحد رجال الدين من الطائفة الأرمنية في مدينة القدس، الذي «تعرض للبصق في وجهه 90 مرة خلال عام واحد». وقال بطريرك اللاتين في القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن المجتمع المسيحي الذي يعود تاريخ وجوده في المنطقة إلى 2000 عام، يتعرض لهجوم متنامٍ، حيث جعلت الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل المتطرفين الذين يقومون بمضايقة رجال الدين، والاعتداء على الممتلكات الدينية بوتيرة متسارعة، أكثر جرأة وقال بيتسابالا أيضاً: «إن تكرار هذه الهجمات والاعتداءات أصبح شيئاً جديداً. يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم محميون، وأن المناخ الثقافي والسياسي الآن يمكن أن يبرر أو يتسامح مع الأفعال ضد المسيحيين». .وأثار الفيديو انتقادات حادة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبير حاخامات إسرائيل. ووصف قائد شرطة القدس دورون ترجمان الواقعة بـ«القبيحة» وقال إنه لن يتم التساهل مع الأعمال العدائية سواء ضد المسيحيين أو المسلمين أو اليهود. وأوضح أنه سيتم تشكيل قوة مهام بهدف اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد هذه الظاهرة.
مشاركة :