استضاف مركز عبدالرحمن كانو الثقافي مساء أمس الأول الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا مستشار مجلس إدارة الشركة الوطنية للنفط والغاز للحديث عن تاريخ النفط في مملكة البحرين كأحد الشخصيات المهمة في هذا القطاع لشغله العديد من المناصب المتعلقة بقطاع الطاقة. واستعرض د. ميرزا بدايات استخدام النفط، لافتا الى انه كان يستخدم خلال فترة دلمون في تغليف التوابيت الفخارية وصيانة الجرات الفخارية، كما اكدت الاكتشافات الاثرية استعماله كمادة مانعة للتسرب ولختم وتوثيق المستندات بواسطة الاختام الدلمونية. وأشار الى ان مملكة البحرين تعتبر أولى دول الخليج اكتشافا للنفط في العصر الحديث في عام 1932 بجبل الدخان، وكان ذلك قبل اكتشافه في المملكة العربية السعودية بست سنوات، مضيفا ان الميجر فرانك هولمز الملقب بـ«أبو النفط» استطاع ان يحصل على اول امتياز للتنقيب على النفط في البحرين بتاريخ 2 ديسمبر 1925، ونقل الامتياز الى شركة «Eastern gulf» الامريكية في العام 1927 ، التي باعت امتيازها الى ستاندرد اول كمباني اوف كاليفورنيا «سوكال» في 1928 بمبلغ 157146 دولارا، ونتج عن ذلك تأسيس شركة نفط البحرين المحدودة «بابكو» في يناير 1929. وقال انه صدر قرار تأسيس شركة نفط البحرين المحدودة في 11 يناير 1929 طبقا لأحكام الفصل السابع والعشرين من قانون الشركات الكندي لسنة 1927 المعدل برأسمال قدره 500 ألف دولار مقسمة الى 5 آلاف سهم بقيمة اسمية قدرها 100 دولار لكل سهم. وتابع قوله انه في 16 أكتوبر 1931 تم تدشين اول بئر للنفط وهو بئر الامل، وفي الساعة السادسة من صباح يوم 1 يونيو 1932 تدفق النفط من عمق 2008 أقدام «612 مترا». ولفت الى ان ناقلة النفط «إلسيجوندو» التابعة لسوكال وصلت الى البحرين في 22 فبراير 1934 واستكملت انشاء الشحن البحرية في سترة، وغادرت محملة بأول شحنة من النفط الخام الى اليابان في يونيو 1934. وذكر انه بدأت صناعة التكرير في 1936 وتم الافتتاح الرسمي لمصفاة بابكو عام 1937 برعاية صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وعبرت اول شحنة من النفط الخام الخليج العربي من المملكة العربية السعودية الى البحرين في أواخر الثلاثينيات لتكريرها وتصديرها، ثم انتقل د. ميرزا الى بعض التفصيلات المتعلقة بشركة بابكو، لافتا الى ان وقت العمل بالشركة في البداية كان سبعة أيام في الأسبوع، وكان يعود الموظفون البحرينيون الى عائلاتهم ربما مرة كل شهرين وبعد ذلك خصص يوم راحة كل أسبوعين، وكان الموظفون القاطنون في الحد تستغرق رحلتهم الى جبل الدخان من 5 الى 7 ساعات، فكان عليهم المشي من الحد الى المحرق، والعبور بالسفن من المحرق الى المنامة، وكانت اجرة الذهاب والإياب ما يعادل اليوم فلسا واحدا. وذكر انه في أواخر الخمسينيات كانت بابكو توظف 8 الاف موظف وكان حينها عدد سكان البحرين حوالي 140 ألف نسمة، وبالتالي فان الغالبية العظمى من القوى العاملة في البحرين آنذاك كانوا يشتغلون في بابكو او لهم معارف بالشركة، ولذلك فإن الثقافة المؤسسية للشركة كان لها الأثر البالغ على المجتمع البحريني. وتابع قوله: «من ضمن هذه الثقافة المؤسسية قيم المهنية والنزاهة والانضباط واحترام الوقت والأنظمة والقوانين والعمل الجاد والمضني والمتقن والثقافة العامة واحترام الكبير والصغير وثقافة الولاء والانتماء والصحة والسلامة والمحافظة على البيئة والتميز في جميع النواحي، وهو ما جعل موظفي بابكو محل إعجاب وتقدير الجميع». وأشار الى ان بابكو كانت مصدر أكثر من 85% من إيرادات الحكومة، ولذلك فان شركة بابكو أسهمت بطريقة غير مباشرة في دفع رواتب موظفي الحكومة وتمويل المشاريع الحكومية مثل المستشفيات والمدارس وبيوت الإسكان والطرق والبنى التحتية.
مشاركة :