ميرزا يروي تاريخ النفط في البحرين ويؤكد: تم استخدام النفط في حضارة دلمون

  • 10/5/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استضاف‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالحسين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬ميرزا‭ ‬مستشار‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كأحد‭ ‬الشخصيات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬لشغله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقطاع‭ ‬الطاقة‭.‬ واستعرض‭ ‬د‭. ‬ميرزا‭ ‬بدايات‭ ‬استخدام‭ ‬النفط،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬يستخدم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬دلمون‭ ‬في‭ ‬تغليف‭ ‬التوابيت‭ ‬الفخارية‭ ‬وصيانة‭ ‬الجرات‭ ‬الفخارية،‭ ‬كما‭ ‬اكدت‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الاثرية‭ ‬استعماله‭ ‬كمادة‭ ‬مانعة‭ ‬للتسرب‭ ‬ولختم‭ ‬وتوثيق‭ ‬المستندات‭ ‬بواسطة‭ ‬الاختام‭ ‬الدلمونية‭.‬ وأشار‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬أولى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬اكتشافا‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1932‭ ‬بجبل‭ ‬الدخان،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬اكتشافه‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بست‭ ‬سنوات،‭ ‬مضيفا‭ ‬ان‭ ‬الميجر‭ ‬فرانك‭ ‬هولمز‭ ‬الملقب‭ ‬بـ«أبو‭ ‬النفط‮»‬‭ ‬استطاع‭ ‬ان‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬اول‭ ‬امتياز‭ ‬للتنقيب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بتاريخ‭ ‬2‭ ‬ديسمبر‭ ‬1925،‭ ‬ونقل‭ ‬الامتياز‭ ‬الى‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬Eastern‭ ‬gulf‮»‬‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1927‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬باعت‭ ‬امتيازها‭ ‬الى‭ ‬ستاندرد‭ ‬اول‭ ‬كمباني‭ ‬اوف‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬‮«‬سوكال‮»‬‭ ‬في‭ ‬1928‭ ‬بمبلغ‭ ‬157146‭ ‬دولارا،‭ ‬ونتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ ‬المحدودة‭ ‬‮«‬بابكو‮»‬‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬1929‭.‬ وقال‭ ‬انه‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ ‬المحدودة‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬يناير‭ ‬1929‭ ‬طبقا‭ ‬لأحكام‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬الكندي‭ ‬لسنة‭ ‬1927‭ ‬المعدل‭ ‬برأسمال‭ ‬قدره‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬مقسمة‭ ‬الى‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬سهم‭ ‬بقيمة‭ ‬اسمية‭ ‬قدرها‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬لكل‭ ‬سهم‭.‬ وتابع‭ ‬قوله‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬أكتوبر‭ ‬1931‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬اول‭ ‬بئر‭ ‬للنفط‭ ‬وهو‭ ‬بئر‭ ‬الامل،‭ ‬وفي‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬1‭ ‬يونيو‭ ‬1932‭ ‬تدفق‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬2008‭ ‬أقدام‭ ‬‮«‬612‭ ‬مترا‮»‬‭.‬ ولفت‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬ناقلة‭ ‬النفط‭ ‬‮«‬إلسيجوندو‮»‬‭ ‬التابعة‭ ‬لسوكال‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬1934‭ ‬واستكملت‭ ‬انشاء‭ ‬الشحن‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬سترة،‭ ‬وغادرت‭ ‬محملة‭ ‬بأول‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الى‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1934‭.‬ وذكر‭ ‬انه‭ ‬بدأت‭ ‬صناعة‭ ‬التكرير‭ ‬في‭ ‬1936‭ ‬وتم‭ ‬الافتتاح‭ ‬الرسمي‭ ‬لمصفاة‭ ‬بابكو‭ ‬عام‭ ‬1937‭ ‬برعاية‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وعبرت‭ ‬اول‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬الثلاثينيات‭ ‬لتكريرها‭ ‬وتصديرها،‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬د‭. ‬ميرزا‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬التفصيلات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بشركة‭ ‬بابكو،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬وقت‭ ‬العمل‭ ‬بالشركة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وكان‭ ‬يعود‭ ‬الموظفون‭ ‬البحرينيون‭ ‬الى‭ ‬عائلاتهم‭ ‬ربما‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬شهرين‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬خصص‭ ‬يوم‭ ‬راحة‭ ‬كل‭ ‬أسبوعين،‭ ‬وكان‭ ‬الموظفون‭ ‬القاطنون‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬تستغرق‭ ‬رحلتهم‭ ‬الى‭ ‬جبل‭ ‬الدخان‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬الى‭ ‬7‭ ‬ساعات،‭ ‬فكان‭ ‬عليهم‭ ‬المشي‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬الى‭ ‬المحرق،‭ ‬والعبور‭ ‬بالسفن‭ ‬من‭ ‬المحرق‭ ‬الى‭ ‬المنامة،‭ ‬وكانت‭ ‬اجرة‭ ‬الذهاب‭ ‬والإياب‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬اليوم‭ ‬فلسا‭ ‬واحدا‭.‬ وذكر‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬الخمسينيات‭ ‬كانت‭ ‬بابكو‭ ‬توظف‭ ‬8‭ ‬الاف‭ ‬موظف‭ ‬وكان‭ ‬حينها‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬البحرين‭ ‬حوالي‭ ‬140‭ ‬ألف‭ ‬نسمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فان‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك‭ ‬كانوا‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬بابكو‭ ‬او‭ ‬لهم‭ ‬معارف‭ ‬بالشركة،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الثقافة‭ ‬المؤسسية‭ ‬للشركة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬ وتابع‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬المؤسسية‭ ‬قيم‭ ‬المهنية‭ ‬والنزاهة‭ ‬والانضباط‭ ‬واحترام‭ ‬الوقت‭ ‬والأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭ ‬والمضني‭ ‬والمتقن‭ ‬والثقافة‭ ‬العامة‭ ‬واحترام‭ ‬الكبير‭ ‬والصغير‭ ‬وثقافة‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬والصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬النواحي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬موظفي‭ ‬بابكو‭ ‬محل‭ ‬إعجاب‭ ‬وتقدير‭ ‬الجميع‮»‬‭.‬ وأشار‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬بابكو‭ ‬كانت‭ ‬مصدر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬85%‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬الحكومة،‭ ‬ولذلك‭ ‬فان‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬أسهمت‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬رواتب‭ ‬موظفي‭ ‬الحكومة‭ ‬وتمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬الحكومية‭ ‬مثل‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬وبيوت‭ ‬الإسكان‭ ‬والطرق‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭. ‬

مشاركة :