وقع الشاعر محمد عابس المستشار في وزارة الاعلام مساء امس الأربعاء بمعرض الرياض الدولي ديوانه الجديد الموسوم ب (إليهم في سماواتهم .. سيرة أخرى للفقد) والصادر عن دار أدب ضمن مبادرة مائة كتاب الثقافية لنشر 100 كتاب للمؤلفين السعوديين في مختلف الفنون والمعارف دعماً للحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية بدعم من الصندوق الثقافي في وزارة الثقافة. ويمثل الديوان تجربة الشاعر في قصيدة النثر ، ويتضمن عدة نصوص تتناول موضوع وفلسفة الفقد وأنواع الفقد وتأثيراته المختلفة. ويقول الشاعر محمد عابس عن الفقد إنه يمثل حالة إنسانية معقدة تحمل في أرحامها معاني مختلفة يختلط فيها طوفان الحزن وسياط الوجع وبراكين الألم وزلازل الفجيعة ومتواليات الانكسار ما بين الأرض والسماء. وما بين الحقيقة والمجاز تتقافز الخيبات وتتكامل عقارب الوقت معلنة ساعة الكآبة بألوانها وأشكالها الفقد قد يكون ضياعاً، وقد يكون غياباً، وقد يكون رحيلاً شديد المرارة، وربما يكون إحساساً مجرداً لما لا نعلمه. ويبقى الموت السلطان الأكبر للفقد والأكثر وجعاً وإيلاماً في السر والعلانية وحينما تتعمّق معاني الفقد داخل الشاعر وتأخذ حالات مختلفة، وتخطف كلاليبها أكثر من ذات شديدة الصلة به، ذوات تتقاطع فيها الأصول والفروع، وتتعدد فيها العلائق الإنسانية والاجتماعية التي عاشها الشاعر وعاش بها ولها، وتقاسم معها جذور الانتماء وبذور الحب وأشجار التقدير وأرغفة الحياة وبراعم الفرح، حينها تعجز الروح عن استيعاب فلسفة الفقد. كما يتضمن الديوان نصوصًا أخرى تركز على الهامشي والبسيط والمهمل في الحياة برؤية شعرية تعتمد على الصورة بمختلف أشكالها والرمز واللغة في عدة مستويات. وللشاعر عدة إصدارات شعرية سابقة كان أولها ديوان الجمر ومفارش الروح تلاه ثلاثية اللذة والموت ثم أكثر من ذاكرة أعقبه نصوص العزلة ثم قِبلة الدنيا، كما جمع بعض مقالاته الصحفية في كتاب فاكهة المرأة وخبز الرجل.
مشاركة :