جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، تمسكه بإجراء استفتاء على الانفصال، ودعا إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقا لـ «المتغيرات» والإقرار بـ «الأمر الواقع»، فيما أكد رئيس مجلس أمن الإقليم فشل النظام الفيديرالي في العراق. وكان بارزاني أكد الخميس الماضي رفضه «التنازل» عن مطلب الاستقلال، وشدد على أنه «لو أريقت الدماء مجدداً فستكون من أجل هذا الحق المشروع ولا يهم حينها من سيعلن ذلك». وقال خلال مقابلة مع موقع «فيلاديلفيا» الأميركي، إنه «يوجه رسالة إلى دول العالم مفادها أن استقلال كردستان العراق سيشكل عامل استقرار في المنطقة»، وأضاف أن «الحدود السابقة للشرق الأوسط لم تعد قائمة سوى على الورق، ويجب الإقرار بالأمر الواقع»، وأردف أن «الوقت بات مناسباً الآن لإعادة النظر في حدود دول المنطقة، لكن ليس على غرار اتفاقية سايكس بيكو التي تفردت بإبرامها بريطانيا وفرنسا من دون استشارة أحد، بل يتوجب أن يكون قادة الشرق الأوسط جزءاً من هذا المشروع». وأكد تمسكه بإجراء «استفتاء غير ملزم لمنح الشعب الكردي حقه في التعبير عن موقفه من القضية»، مشيراً إلى أن «الصراع الطائفي، سواء في العراق أو سورية، منح داعش أن يبني أسساً في المناطق السنية في كلا الدولتين، والمناطق الفاصلة بين السنة والشيعة ما زالت متوترة، لذا يجب فصل بعضها عن بعض وفق إقليم فيديرالي جديد أو الانفصال الرسمي باعتباره واقعاً». وتزامنت تصريحات بارزاني مع إعلان نجله «رئيس مجلس أمن الإقليم» مسرور بارزاني خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أن «التجارب أثبت عدم صحة ما كنا نراه من إمكان حل معضلات العراق عبر النظام الفيديرالي، فلم تتحقق الشراكة الحقيقية، بل اعتبر ذلك سبباً لجميع المشاكل الأمنية والاقتصادية». وتشكل دعوة بارزاني إحدى النقاط الخلافية الرئيسة بين القوى الكردية التي تخوض صراعاً سياسياً حول طبيعة نظام الحكم والإدارة القائم وشكله، في ظل انقسام مؤسساتي وإداري منذ انتهاء الحرب الداخلية منتصف تسعينات القرن الماضي. وقال رئيس كتلة «الاتحاد الإسلامي أبو بكر سعيد» لـ «الحياة»، إن «الجميع متفق على أن الاستقلال مطلب يطمح إليه كل كردي، لكن يجب اختيار الظرف المناسب عندما يتحقق بعض الخطوات والشروط الضرورية والأرضية المناسبة الكفيلة بإنجاح الخطوة»، وزاد: «ما نحتاج إليه اليوم هو حل معضلة شل البرلمان والانقسام في النفوذ الإداري والمناطقي، بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية، الذي يتطلب مراجعة الأسباب ووضع الحلول لعدم تكرارها، من خلال إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية تنهي ما آل الوضع وعدم تكرار الأخطاء ذاتها»، وختم قائلاً إن «ما يجب أن يتحقق اليوم هو تأمين اقتصاد مستقر وحسم الخلافات السياسية، والعمل لاحقاً على استقطاب دعم دولي شرطاً أساسياً لتحقيق الهدف المنشود».
مشاركة :