نفى مسؤولون وشيوخ عشائر أنباء عن انسحاب «داعش» من بلدتي هيت والرطبة في الأنبار، وحذروا من مكامن ينصبها التنظيم، فيما يتقدم الجيش بحذر نحو بلدة كبيسة، وسط تزايد أعداد النازحين منها، وتستعد قوات «الحشد الشعبي» لاستئناف معارك شمال بيجي. وكان مسؤولون محليون وقادة عسكريون أعلنوا أول من أمس، انسحاب «داعش» من قضاء الرطبة نحو مدينة القائم الحدودية مع سورية، كما أعلنوا أن انسحاباً مماثلاً جرى في هيت، لكن التنظيم نشر مقاطع فيديو وصوراً لعناصره قال إنها من الرطبة. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر غرب الأنبار لـ «الحياة»، إن «داعش لم ينسحب من الرطبة لأنها تمثل له أهمية استراتيجية لقربها من الحدود مع الأردن والسعودية، كما أنها بعيدة من اي عملية عسكرية برية للجيش». وأضاف أن «الرطبة تبعد نحو 300 كلم عن أقرب وجود لقوات الأمن في ناحية البغدادي، ونحو 290 كلم عن الجيش في الرمادي ونحو 250 كلم عن ناحية النخيب»، وأضاف أن «التنظيم يتخذ المدينة ملاذاً آمناً له ومحطة استراحة بسبب مكانها المعزول وبعدها الجغرافي من مراكز المدن في الأنبار». وكان قائمقام الرطبة عماد أحمد، قال أمس إن «داعش» عاد إلى الرطبة بعد يوم على تصريحات أدلى بها عن انسحابه، وأضاف أن «التنظيم ربما يريد أن يوهم أهالي الرطبة بأنه انسحب بهدف التعرف إلى الخلايا النائمة من أهالي المدينة المتعاونين مع القوات الأمنية». وعن العمليات العسكرية الجارية لتحرير قضاء هيت والبلدات المحيطة بها، قال النمراوي إن «قوات الجيش تحقق تقدماً جيداً للسيطرة على محيطها الشرقي والجنوبي والغربي فيما يتسلل عناصر داعش إلى خارج المدينة عبر المنفذ الشمالي». وأوضح أن «أعداداً كبيرة من عناصر التنظيم تركوا هيت ولكن ذلك لا يعني انسحابهم بالكامل»، وأكد أن بعض العشائر أعطى قيادة عمليات الجزيرة والبادية معلومات استخباراتية مهمة عن نية التنظيم نصب مكامن في بساتين ناحية كبيسة. وزاد أن «قوات الأمن تأكدت أيضاً من هذه المعلومات عبر مصادرها، واتخذت الإجراءات اللازمة وتتقدم بحذر لتحرير كبيسة ومركز هيت». ونزح المئات من أهالي كبيسة نحو بلدة البغدادي هرباً من العمليات العسكرية، فيما أشرف مجلس المحافظة على إعادة نحو 1400 نازح إلى منازلهم في منطقة زنكورة غرب الرمادي بعد أسبوع على تحريرها. وسيطر «داعش» على قضاء هيت في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2014 بعد انسحاب قوات الجيش منها نحو بلدة البغدادي، ونفذ التنظيم مجزرة بحق عشيرة البونمر وقتل المئات بتهمة التحالف مع الجيش. إلى ذلك، أعلنت هيئة «الحشد الشعبي» أمس، أن «وزارة الدفاع سلمت العتبة الحسينية ناقلات الجند العسكرية BMP-1 المدرعة لاستخدامها في عمليات تحرير قضاء الشرقاط، جنوب الموصل». وأضافت في بيان أمس، أن «العتبة الحسينية سبق أن أرسلت طاقماً إلى وزارة الدفاع للتدريب على فنون القتال لمدة 3 أشهر متواصلة». وتابع أن «الطاقم المدرب والناقلات العسكرية وأنواع مختلفة من العتاد وصلت قبل أيام قليلة إلى منطقة المزرعة في بيجي وتم تسليمها رسمياً إلى لواء علي الأكبر».
مشاركة :