أكدت ورقة عمل أن للعوامل والبيئة الاجتماعية دوراً بارزاً في الجنوح للتطرف والتعاطف مع الفئات الضالة. وأشارت الورقة التي حملت عنوان "أثر مشاركة المتخصصين في علم الاجتماع في مسيرة المناصحة"، وقدمها الدكتور صالح بن عبد الله الدبل في الجلسة الثالثة أمس في الملتقى العلمي الأول "تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها" الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, وبمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية، إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة وكثرة المشاكسات العائلية عوامل قوية دفعت كثيراً من أفراد الفئة الضالة إلى الضلال والذهاب إلى مواطن الصراع هروبا من واقعهم الصعب. وأكد الدبل أهمية العامل النفسي والاجتماعي وأنهما من العوامل المهمة والفعالة لتأهيل أفراد الفئة الضالة ومساعدتهم ليعودوا إلى لحمة المجتمع والانضمام إلى ركب التنمية الوطنية في بيئة إسلامية أصيلة؛ بل إن التقويم النفسي والاجتماعي لحالات الموقوفين هو الخطوة الأولى للمناصحة الشرعية، حيث إن هذا التقويم يبين للجنة الشرعية دور العوامل النفسية والاجتماعية في التأثير على هذا الموقوف وما ينبغي أن يركز عليه في جلسة المناصحة الشرعية. وأشار إلى أنه في حالات كثيرة يُكتفى بالجلسة النفسية والاجتماعية دون الحاجة للجلسة الشرعية، حين يتبين أن الموقوف من ضعاف العقول، أو من ذوي الاضطرابات النفسية الحادة، التي لا تجدي معها المناصحة الشرعية، ويحتاج إلى العلاج النفسي أو العصبي. وطرح الدكتور خالد بن يوسف برقاوي في ورقة عمل بعنوان "استطلاع آراء أعضاء وعضوات هيئة التدريس حول العوامل المؤثرة في الاستجابة للمناصحة ووسائل التعامل معها", عددا من المقترحات والتوصيات, أبرزها التأكيد على أهمية العمل بالبرامج الحالية بالمركز على أن تتفق هذه البرامج المتنوعة مع رؤية رسالة وأهداف المركز, وأهمية توافق وملاءمة البرامج المقدمة من قبل المركز مع قدرات واحتياجات المستفيدين, وأن يمتلك الناصح أو مقدم البرنامج المهارات المتنوعة "الإلقاء والإنصات والإقناع", والإلمام كذلك بمحتوى البرنامج, وأهمية العمل على تفعيل الدور الإعلامي بمختلف أنواعه بما يخدم نجاح البرامج المختلفة بالمركز, وإجراء الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة ببرامج المركز بصفة خاصة والمتعلقة بقضايا الإرشاد والتوجيه بصفة عامة, كذلك تم اقتراح آلية عمل لبرنامج المناصحة والرعاية. وتحدث بعده عبد المجيد بن طاش محمد نيازي عن "أثر مشاركة المتخصصين في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في مسيرة المناصحة"، واستعرض واقع العلوم الإنسانية في تعاملها مع الفكر المنحرف في إطار تقييم مسيرة المناصحة في المملكة، وتطرق إلى دور علم الاجتماع في التعامل مع الفكر المنحرف من خلال التحليل العلمي المنطقي لنظريات علم الاجتماع في التعامل مع الفكر المنحرف. كالنظرية البنائية الوظيفية ونظرية الأنساق، كذلك دور علم الاجتماع في الدراسات الميدانية التحليلية لأبعاد الفكر المنحرف, مشيرا إلى دور الخدمة الاجتماعية في معالجة الفكر المنحرف من خلال أدوار الخدمة الاجتماعية المتعددة "الإنمائية والوقائية والعلاجية"، معتمدة في ذلك على مهارات وقيم متعددة يستخدمها الممارس الذي يتعامل مع من يخضعون لعملية المناصحة. وقد خرجت ورقة نيازي بعدد من التوصيات منها: أهمية إنشاء لجنة مركزية للأمن الفكري في وزارة التربية والتعليم ينبثق عنها لجان فرعية في مراكز إدارات التربية والتعليم بمختلف المناطق والمحافظات تتولى مهمة تعزيز الأمن الفكري لدى منسوبي التربية والتعليم والطلبة، وذلك من خلال الندوات والمحاضرات والمسابقات الفكرية الهادفة والمعارض والزيارات واللقاءات المستمرة. كما أوصت الدراسة بالعمل على تنمية المهارات الحياتية لدى الأبناء، وتدريبهم على آداب الحوار، والقدرة على الاستماع والاستيعاب للرأي الآخر، والتدريب على ممارسة حرية الرأي، مما يعينه على تحمل المسؤولية، والتركيز على البرامج النفسية والاجتماعية في لجنة المناصحة. كما اقترح الباحث أيضا إنشاء هيئة بحثية متخصصة من العلوم الإنسانية تعنى بالأمن الفكري، بالإضافة إلى تفعيل دور الأخصائيين والباحثين الاجتماعيين والنفسيين، والمرشدين الطلابيين داخل المدرسة عن طريق برامج وأنشطة تدعم الفكر المعتدل.
مشاركة :