قتل شابان فلسطينيان وأصيب 6 جنود إسرائيليين بجروح اليوم (الخميس) في مواجهات متفرقة بالضفة الغربية، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطبية فلسطينية والجيش الإسرائيلي. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه أن هيئة الشؤون المدنية أبلغتها بمقتل شابين برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة طولكرم، هما عبد الرحمن عطا (26 عاما) وحذيفة فارس (27 عاما). من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان إن قوات من الجيش تلقت بلاغا بتعرض مركبة إسرائيلية لإطلاق نار من داخل مركبة يستقلها مسلحان قرب قرية شوف جنوب طولكرم. وتابع أنه على الفور قامت القوات بإغلاق طرقات في المنطقة ورصدت السيارة المشبوهة، حيث بادر الجنود بالاشتباك مع المسلحين الاثنين وتمكنوا من قتلهما. وأشار أدرعي إلى أن القوات الإسرائيلية عثرت داخل المركبة على سلاح من نوع "M16" وأمشاط ذخيرة استخدمها المسلحان. وفي حادث منفصل، أفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن قوات إسرائيلية نفذت عملية عسكرية في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين داهمت خلالها عددا من المنازل فيه وأجرت عمليات تفتيش. وعلى إثر ذلك اندلعت مواجهات عنيفة سمع خلالها أصوات انفجارات ناجمة عن إلقاء عبوات محلية الصنع عقب اقتحام القوات الإسرائيلية المخيم بهدف اعتقال مطلوبين لديها، وفق مصادر محلية وشهود عيان. وأفادت مصادر طبية بأن شخصين أصيبا برصاص الجيش الإسرائيلي أحدهما بالكتف والاخر بالبطن ووصلا إلى المستشفى الرئيسي بالمدينة لتلقي العلاج وحالتيهما مستقرة. وأعلنت فصائل فلسطينية مسلحة في بيانات منفصلة أن عناصرها خاضت اشتباكات مسلحة مع القوات المقتحمة للمخيم واستهدفت آليات عسكرية بعبوة ناسفة محلية الصنع وأصابتها بشكل مباشر. من جهته، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان إن تبادلا لإطلاق النار وقع بين القوات الإسرائيلية التي كانت تقوم بنشاط عسكري لاعتقال مشتبه به في المخيم، ومسلحين فلسطينيين ألقوا عبوات ناسفة تجاه القوات التي ردت بإطلاق النار، مما أدى إلى إصابة "الإرهابيين". وأثناء انسحاب القوات، أصيب خمسة من جنود الجيش بجروح جراء إصابتهم بقنبلة يدوية، ثلاثة منهم إصاباتهم خطيرة، بحسب أدرعي، الذي أشار إلى إجلاء المصابين لتلقي العلاج الطبي. وإثر ذلك، أعلنت الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني في طولكرم إضرابا شاملا في المدينة حدادا على مقتل عطا وفارس وإصابة آخرين. وفي مدينة نابلس، أصيب عدد من الفلسطينيين وجندي إسرائيلي خلال مواجهات اندلعت فجر اليوم عقب دخول مئات المستوطنين مقام يوسف شرق المدينة بحماية مشددة من الجيش الإسرائيلي لأداء صلوات دينية فيه تزامنا مع عيد العرش اليهودي، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن مواجهات عنيفة اندلعت في المنطقة بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، التي أطلقت أعيرة نارية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم. وقال أحمد جبريل مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، إن شابين أصيبا بالرصاص الحي بالصدر واليد وثالث بشظايا بالظهر والقدم ورابع بقنبلة غاز مباشرة في رأسه، إضافة إلى إصابة 120 آخرين بحالات اختناق. من جهتها، قالت الإذاعة العبرية العامة إن جنديا أصيب بجروح خلال اشتباكات وقعت في نابلس دون الكشف عن طبيعة إصابته، مشيرة إلى أن قوات من حرس الحدود والجيش قامت بتأمين صلاة أكثر من 3000 يهودي في مجمع قبر يوسف. وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام لمدن وقرى ومخيمات فلسطينية في الضفة الغربية بشكل شبه يومي لاعتقال مطلوبين لديه، ويتخلل هذه الاقتحامات مواجهات مع السكان الفلسطينيين. وأدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، في بيان الاقتحامات اليومية للقوات الإسرائيلية. وحذر ابو ردينة من أن "الحرب اليومية التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا والتي كان آخرها في طولكرم ستدفع المنطقة نحو الانفجار". وقال إن "التصعيد الإسرائيلي الخطير تتحمل مسؤوليته الإدارة الأمريكية بصمتها عن هذه الجرائم واكتفائها ببيانات الإدانة دون أي فعل على الأرض لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى "التدخل الفوري بخطوات عملية على الأرض للجم العدوان الإسرائيلي قبل فوات الأوان". وتأتي هذه التطورات وسط حالة من التوتر بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية، قتل على إثرها 31 شخصا في إسرائيل بهجمات نفذها فلسطينيون منذ بداية العام الجاري مقابل مقتل أكثر من 220 فلسطينيا بالرصاص وهجمات جوية، وفق إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية رسمية.