روسيا تقيم قاعدة بمنطقة انفصالية في جورجيا

  • 10/6/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في خطوة تعكس توسعاً في حرب أوكرانيا، وقد تكون كذلك مرتبطة بالخسارة المعنوية التي تلقتها موسكو في جنوب القوقاز حيث تضررت علاقتها بأرمينيا، أعلنت روسيا أنها ستقيم قاعدة في منطقة انفصالية بجورجيا. تعتزم البحرية الروسية إقامة قاعدة على ساحل البحر الأسود في منطقة أبخازيا الانفصالية في جورجيا، وفق ما قال زعيم المنطقة أصلان بزانيا لوسائل إعلام روسية، أمس، فيما تكثّف أوكرانيا هجماتها على الأسطول الروسي في القرم. وقال بزانيا لصحيفة «إزفستيا» الروسية «وقّعنا اتفاقاً، وفي المستقبل القريب، ستكون هناك نقطة انتشار دائمة للبحرية الروسية في منطقة أوشامتشير». يأتي هذا الإعلان كذلك بعد أن واصلت أرمينيا حليفة روسيا الرئيسية في منطقة جنوب القوقاز اتخاذ خطوات للابتعاد عن موسكو، خصوصاً بعد نجاح أذربيجان في بسط سيطرتها على إقليم ناغورنو كاراباخ تحت أنظار قوات حفظ السلام الروسية. من ناحيتها، أعربت جورجيا عن قلقها حيال الخطط الروسية، واصفة الخطوة بأنها انتهاك لسيادتها. وقالت وزارة الخارجية في تبليسي: «نعبر عن قلقنا حيال بيان نظام الاحتلال الروسي في سوخومي فيما يتعلق بتأسيس قاعدة عسكرية روسية إضافية على الأراضي الجورجية المحتلة»، مضيفة أن «هذا النوع من الأعمال يشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة جورجيا وسلامة أراضيها». واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الولايات المتحدة بإبلاغ الدول الأخرى بغطرسة كيفية التصرف. وخاطب بوتين الولايات المتحدة خلال كلمته السنوية في اجتماع نادي فالداي للحوار المنعقد في سوتشي قائلاً «طوال الوقت نسمع عليك أن ولا بد لك من ونحذرك بجدية. بوتين يعتبر أن الحرب في أوكرانيا لا تتعلق بالحدود بل بشكل النظام العالمي الجديد من أنتم على كل حال؟ أي حق تملكون لتحذير أي أحد؟ ربما آن الأوان لتتخلصوا من غطرستكم وتتوقفوا عن التصرف بتلك الطريقة مع العالم». وقال بوتين إن روسيا تنظر إلى كل الحضارات بعين المساواة وإنها مستعدة «للتعاون البناء، بينما نسي الغرب معنى المساومة ويصور أي دولة تقف ضده عدواً». وضرب بالصين والهند والدول العربية مثالاً على ذلك. وكرر الرئيس الروسي موقفه بأن روسيا لم تبدأ الحرب في أوكرانيا، لكنها أطلقت ما تصفها بأنها «عملية عسكرية خاصة» لمحاولة وقفها. وذكر أن الصراع هناك لا يتعلق بالأراضي أو الحدود، بل بالنظام العالمي. توسيع الحرب وفيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، خلال تفقده تدريبات في جنوب البلاد، عن إنشاء 9 أفواج عسكرية احتياطية جديدة، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وصل إلى غرناطة في إسبانيا، للمشاركة في قمة أوروبية اليوم، من أن روسيا تسعى لتجميد النزاع مع أوكرانيا، وتستعد لسيناريوهات عدوانية تشمل دولاً في القارة الأوروبية. وقال زيلينسكي، إن إنقاذ الوحدة في أوروبا هو أكبر تحدّ تواجهه القارة في وقت قالت موسكو صراحة إنها تراهن على تعب الغرب من دعم كييف، بعد أن فاز مؤيدون لروسيا في انتخابات سلوفاكيا وهي دول عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، كذلك بعد أن حجب الكونغرس الأميركي المساعدات عن أوكرانيا في ميزانية مؤقتة لتفادي إغلاق المؤسسات الفدرالية الأميركية. وتحدثت كاي بيلي هوتشيسون سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن حدوث اشتباك بين الولايات المتحدة وروسيا يصبح أكثر احتمالية في حال تخلت الولايات المتحدة عن أوكرانيا وأرسلت روسيا قوات إلى الغرب. وقالت السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، أمس الأول، «إذا دخلت في دولة تابعة للناتو، فسوف تُحدث حرباً». وتزداد المقاومة لتسليح أوكرانيا بين الجمهوريين. وتعهد بعض المنافسين على منصب رئيس مجلس النواب الذي كان يشغله كيفن مكارثي بخفض الدعم مثلما هو الحال مع بعض مرشحي الرئاسة الطامحين. قال زيلينسكي، أمس رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء احتمال خفض واشنطن مساعداتها لأوكرانيا في ضوء الاضطرابات السياسية في الكونغرس، إن الرئيس الأميركي جو بايدن وعد بمواصلة الدعم. من ناحيته، أشار رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، الى أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع تعويض أوكرانيا عن المساعدات التي أوقفتها الولايات المتحدة، مضيفاً أن بروكسل تنتظر أن تعيد واشنطن النظر في هذا القرار وتستأنف دعمها. وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي، أن لدى إدارة بايدن تمويل يكفي لتلبية احتياجات أوكرانيا فترة أطول قليلاً، بعد تبني الكونغرس خطة مؤقتة لتمويل الحكومة الفدرالية الأميركية لمدة 45 يوماً، لا تتضمن مساعدات لأوكرانيا. في سياق آخر، أعلنت الحكومة الأوكرانية أمس، أن أكثر من 26 ألف أوكراني، من بينهم 15 ألف عسكري، فقدوا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022. وقال نائب وزير الداخلية ليونيد تيمتشنكو للتلفزيون الوطني، إن بين المفقودين «11 ألف مدني وحوالي 15 ألف عسكري». وأفادت الناطقة باسم الوزارة ماريانا ريفا أن هذه التقديرات الأولية ترتبط فقط بأوكرانيين يمكن «التحقق رسمياً» من بياناتهم، مشيرة إلى أن «هذا الرقم يمكن أن يرتفع أكثر». ولم تتضح ظروف اختفاء هؤلاء. على صعيد آخر، استلمت بنغلادش، أمس، الدفعة الأولى من الوقود النووي الروسي، المخصصة لمحطة «روبور» للطاقة النووية التي يتم بناؤها في هذه الدولة وفقاً لمشروع لشركة «روساتوم». وشارك الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة عبر الفيديو في مراسم تسليم الدفعة الأولى من الوقود النووي. وقال بوتين خلال الحفل: «بنغلادش دولة صديقة وشريكة جيدة لروسيا منذ زمن طويل، ونحن نتعاون معها على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح بعضنا البعض. لقد تم وضع أسس العلاقات الروسية- البنغلادشية منذ أكثر من نصف قرن، عندما دعم الاتحاد السوفياتي في أوائل السبعينيات شعب البنغال الشرقية في نضاله من أجل الاستقلال، ثم في تشكيل دولة بنغلادش الجديدة».

مشاركة :