دمشق 5 أكتوبر 2023 (شينخوا) قتل 80 شخصا وأصيب 240 آخرون اليوم (الخميس) في هجوم نفذته "تنظيمات إرهابية مسلحة" بطائرات مسيرة تحمل ذخائر متفجرة على حفل تخريج بالكلية الحربية بمحافظة حمص وسط سوريا، بحسب مصادر رسمية. وأعلنت الحكومة السورية الحداد لمدة ثلاثة أيام عقب الهجوم فيما تعهد الجيش بمحاسبة المخططين والمنفذين لهذا "العمل الإجرامي". وقال وزير الصحة السوري حسن الغباش في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن "الحصيلة الأولية غير النهائية لعدد الشهداء جراء الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية في حمص بلغت 80 شهيدا منهم 6 نساء و6 أطفال"، مشيرا إلى أن "عدد الإصابات بلغ نحو 240". وقبل ذلك، قالت إذاعة ((شام أف أم)) المقربة من الحكومة السورية إن عدد القتلى في الهجوم بلغ 66 قتيلا وأكثر من 190 جريحا كحصيلة أولية أكدها مصدر إعلامي في محافظة حمص تحدث لوكالة أنباء ((شينخوا)). وقال المصدر، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الحصيلة مرشحة للارتفاع لوجود عدد من الإصابات بحالة خطرة. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين وعسكريين في هجوم نفذته "تنظيمات إرهابية مسلحة" بطائرات مسيرة تحمل ذخائر متفجرة على حفل تخريج بالكلية الحربية بحمص. وقالت الوزارة في بيان لم يحدد عدد القتلى والجرحى، إن "التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة قامت ظهر اليوم باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيرات تحمل ذخائر متفجرة، وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة". وتابعت الوزارة في بيانها الذي نشرته ((سانا)) أن الهجوم "أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ووقوع عشرات الجرحى، بينهم إصابات حرجة في صفوف الأهالي المدعوين من نساء وأطفال، إضافة إلى عدد من طلاب الكلية المشاركين في التخرج". وأضافت "أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعتبر هذا العمل الإرهابي الجبان عملا إجراميا غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت". وتعهدت القيادة العامة للجيش السوري بمحاسبة المخططين والمنفذين لهذا العمل الإجرامي، مؤكدة أنهم "سيدفعون ثمنه غالياً"، وفق البيان. وعقب الهجوم، أعلنت الحكومة السورية الحداد الرسمي العام لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم غد (الجمعة) على "الشهداء المدنيين والعسكريين الذين ارتقوا جراء الاعتداء الإرهابي الغاشم" في حمص ظهر اليوم. وقالت الحكومة في بيان نشرته ((سانا)) "تنكس الأعلام في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية وفي جميع السفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج طيلة هذه المدة". وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية "الجريمة النكراء"، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بـ"إدانة هذا العمل الإرهابي الجبان، ومساءلة الدول الراعية للإرهاب عن جرائمها بحق الشعب السوري"، وفقا لوكالة ((سانا)). وقالت الوزارة في بيان إن "سوريا تدين بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء التي تعبر مجددا عن إمعان مرتكبيها في نهجهم الإرهابي الدموي الوحشي الذي عانى منه الشعب السوري على مدى السنوات الماضية". وأضافت أن "هذا العمل الإرهابي لن يثني سوريا عن المضي قدما في سعيها لاستئصال آفة الإرهاب ورعاته"، مؤكدة أنها "سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت على الأراضي السورية حتى القضاء التام عليها". كما شددت على أن "سوريا ستواصل سعيها لتحرير أراضيها من الوجود العسكري الأجنبي اللاشرعي وما يرتبط به من ميليشيات وكيانات". وطالبت الخارجية السورية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بـ"إدانة هذا العمل الإرهابي، ومساءلة الدول الراعية للإرهاب عن جرائمها بحق الشعب السوري، وضمان تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وعرض التلفزيون الرسمي السوري صورا مباشرة للجرحى الذي يتلقون العلاج في المستشفيات الحكومية في حمص. فيما أشارت ((سانا)) إلى أن وزير الصحة حسن الغباش اطمأن على حالة الجرحى في مستشفيات مدينة حمص، مؤكدا أنه تتم متابعة حالتهم الصحية وتوفير العلاج وكل المستلزمات لضمان شفائهم بالشكل الأمثل. وأكد الغباش أنه فور وقوع الاعتداء استجابت منظومة الإسعاف في مكان الاستهداف، كما وضعت منظومتا الإسعاف في محافظتي طرطوس وحماة على أهبة الاستعداد، في حين تم استقدام عشر سيارات من منظومة إسعاف ريف دمشق بكوادرها. وقال حسام أبو دهن من محافظة السويداء جنوبي سوريا، وهو أحد الذين حضروا حفل التخريج في الكلية الحربية بحمص لـ ((شينخوا)) عبر الهاتف، إن "حالة من الخوف والهلع أصابت الحضور لحظة وقوع المتفجرات على مكان وجود الناس في ساحة الاحتفال". وأوضح حسام أنه جاء ليشارك في حفل تخريج ابن عمه في الكلية برتبة ملازم، مضيفا أن "الفرح تحول في لحظة إلى حزن وبكاء". وتابع "العشرات من الشهداء المدنيين والعسكريين والنساء سقطوا جراء استهداف مكان الحفل بطائرات مسيرة محملة بذخائر متفجرة"، مشيرا إلى أن ثلاثة من أقاربه أصيبوا بجروح وتم نقلهم إلى مستشفيات حمص لتلقي العلاج. وعلى مدار سنوات الحرب التي نشبت في سوريا في مارس من العام 2011، كانت المواقع العسكرية السورية هدفا دائما لهجمات التنظيمات المسلحة.
مشاركة :