أجمع المشاركون في ندوة "صناعة المحتوى العربي بين الدعم والتمكين"، التي عُقدت اليوم (الخميس)، في قاعة بيت الخبراء بمعرض الرياض للكتاب، أن مركز الملك عبدالعزيز العالمي "إثراء" يساهم بفاعلية في إنتاج وتطوير المحتوى من خلال الدعم، الذي يوفره عبر مبادرة "إثراء المحتوى" التي أطلقها، لافتين إلى أن مركز "إثراء" يدعم صناعة المحتوى مالياً ولا يتملك حقوق ملكية المحتوى المنتج؛ حرصاً منه على دعم صناع المحتوى وتطويرها، وأكد المشاركون في الندوة، التي أدارها رئيس مكتبة "إثراء" عبدالله الحواس، أن الشباب السعودي والعربي قادران على إنتاج محتوى ينافس عالمياً. وقال مستشار مركز "إثراء" طارق خواجي: "هناك أعداد كبيرة من المستهلكين للمعرفة المتاحة على شبكة الإنترنت في المملكة، والمواطنين السعوديين هم أكثر المتابعين على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وآن الأوان لأن يساهم السعوديون في إنتاج المحتوى، ومبادرة إثراء المحتوى تتمحور حول تحقيق هذا الهدف"، لافتاً إلى أن الشباب السعودي والعربي قادران على إنتاج محتوى ينافس عالمياً. وأوضح "خواجي" أن عدد مشاريع إنتاج المحتوى الفائزة في الدورة الأولى للمبادرة 14 مشروعاً توزعت على 5 مسارات بينها، الموسيقى، وألعاب الفيديو، والأدب والترجمة، مضيفاً أن مبادرة إثراء المحتوى، تُقيّم المشاريع التي تُقدم إليها من خلال لجنة تحكيم خارجية غير مرتبطة بمركز إثراء، وفي حال موافقة لجنة التحكيم على المشروع يُعطى صاحبه منحة صناعة محتوى. وأشار إلى أن معايير اختيار مشروع المحتوى، تعطي الأولوية لأن تكون فكرته جديدة، ومقدم باللغة العربية أو العامية، وتعبر الفكرة عن المحتوى السعودي، والمبادرة مفتوحة للمواطنين والمقيمين في المملكة. من جانبها، ذكرت رئيسة وحدة التعلم بمركز "إثراء" نوف الجامع، خلال مشاركتها في الندوة، أن دور أكاديمية "إثراء" مُكمل لمبادرة إثراء المحتوى، وتهدف الأكاديمية إلى تطوير المحتوى الإبداعي، من خلال تنمية المهارات، لإنتاج محتوى مبدع ينافس على المستوى الداخلي والعالمي، مضيفة أن الأكاديمية تُقدم دورات تدريبية في 6 مجالات لصناعة المحتوى بينها الأدب، والعلوم والتكنولوجيا، والفنون الأدائية، والموسيقي. وأشارت إلى أن الأكاديمية قدمت أكثر من 70 دروة، توزعت على ثلاثة مستويات مبتدئ، ومتوسط، ومتقدم، والدورات موجهة إلى الأشخاص من عمر 16 سنة فأكثر، والدورات ليست مجانية لكنها أسعارها رمزية. من ناحيته، أرجع كاتب السيناريو علي السميْن، خلال مشاركته في الندوة، دخوله لعالم صناعة المحتوى رغم دراسته للهندسة المعمارية، إلى ملاحظته عدم وجود محتوى محلي جيد، ورغبته في صناعة محتوى يشاهده الآخرون، مشيراً إلى تجربته في إنتاج برنامج "عمروها"، الذي حصل على منحة من مركز "إثراء"، وتدور فكرته حول تأثير دخول النفط إلى المملكة على العمارة، وإسهامه في التغيير أنماط العمارة في مناطق المملكة. ولفت إلى أن مركز "إثراء" يدعم مشاريع المحتوى مالياً من خلال مبادرة إثراء المحتوى، لكنه لا يتملك حقوق العمل، ويتركها لصانع المحتوى، على النقيض من جهات أخرى تدعم صناعة المحتوى وتشترط امتلاك المحتوى المنتج. وأشار إلى أن المحتوى الجيد يحتاج إلى وقت ومال، ومركز "إثراء" يوفر هذين العنصرين، للمشاريع الفائزة بالمنح، مضيفاً أن مركز "إثراء" لا يتدخل في إنتاج العمل وإنما يدعم احتياجات صانع المحتوى.
مشاركة :