أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكومة بتوفير تمويل من الدولة لضمان موسم تدفئة سلس بطرق تشمل فرض قواعد تنظيمية على أسعار زيت الوقود المخصص للتدفئة المنزلية في بعض المناطق، بحسب ما أورده الكرملين أمس. وتواجه روسيا نقصا في الوقود وارتفاعا في أسعاره في الشهور القليلة الماضية. ويتزايد الطلب على زيت الوقود في القطب الشمالي والمناطق الأخرى التي تواجه شتاء قاسيا، وفقا لـ"رويترز". وجاء في الوثيقة المنشورة على موقع الكرملين الإلكتروني أن الحكومة ستوفر أموالا لمورمانسك ومناطق أخرى في القطب الشمالي للاستعداد لموسم التدفئة 2023-2024، ومن أجل "بدء تنظيم أسعار زيت الوقود المخصص لموسم التدفئة". ورغم أن روسيا واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، عانت نقص البنزين والديزل وارتفاع الأسعار محليا في الشهور القليلة الماضية، لأن أسعار التصدير المرتفعة جعلت من مصلحة مصافي التكرير بيع منتجاتها في الخارج. وفرضت روسيا في 21 سبتمبر حظرا على صادرات الوقود لمحاربة ارتفاع أسعار البنزين والديزل ونقص الوقود خلال موسم الحصاد، ولا يوجد إطار زمني لرفع القيود. وقال الكرملين إنه لا يوجد موعد نهائي لرفع الحظر، وأن القيود ستظل قائمة طوال فترة الاحتياج إليها. كما قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين إن إجراءات أخرى لضمان استقرار سوق الوقود سيتم بحثها بمجرد رفع الحظر. من جهة أخرى، أظهرت بيانات أن روسيا تفوقت على الإمارات وأصبحت أكبر مورد للنفتا للهند في ظل استفادة نيودلهي من انخفاض أسعار المنتجات النفطية الروسية وإعادة توجيه التدفقات التجارية في أعقاب الحرب في أوكرانيا. وكانت الإمارات منذ فترة طويلة أكبر مصدر للنفتا للهند، التي تستخدم في تصنيع البتروكيماويات التي تتحول في نهاية المطاف إلى مواد بلاستيكية وألياف البوليستر، في حين كانت تشتري الهند في السابق كميات قليلة من النفتا الروسية بسبب التكاليف اللوجستية المرتفعة. لكن انخفاض أسعار الإمدادات الروسية هذا العام بعد العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على واردات موسكو من الوقود، إضافة إلى ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي أدى إلى وجود مصانع هندية متحمسة لشراء النفتا. وأظهرت بيانات فورتيكسا للتحليلات النفطية أن الهند شحنت 2.1 مليون طن من النفتا في الفترة من يناير إلى سبتمبر من بينها 37 في المائة أو 770 ألف طن منتج روسي المنشأ، مقارنة بـ154 ألف طن في 2022 بأكمله. وبالمقارنة، قالت فورتيكسا إن إمدادات النفتا من الإمارات إلى الهند انخفضت إلى 686 ألف طن في الفترة من يناير إلى سبتمبر من نحو 697 ألف طن في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي. وأظهرت بيانات من مجوعة بورصات لندن أن الهند استوردت 750 ألف طن من النفتا الروسية في الأشهر التسعة الأولى من 2023، ارتفاعا من 185 ألف طن فقط في 2022 بأكمله، وطرد أو طردين صغيرين في 2017 و2019. كما كشفت بيانات من مجوعة بورصات لندن أن الهند استوردت من الإمارات 670 ألف طن من النفتا في الفترة من يناير إلى سبتمبر انخفاضا من 726 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي. في سياق ذي صلة، تسلمت بنجلادش رسميا أمس، أول شحنة من اليورانيوم الروسي لإمداد محطتها النووية التي أقيمت بتمويل من موسكو بهدف تعزيز شبكة الطاقة في البلد غير أنها تواجه اليوم صعوبات بسبب العقوبات المفروضة على روسيا. وأعلنت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة خلال اجتماع عبر الإنترنت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمصادقة على تسلم الشحنة، "اليوم يوم فخر وفرج لشعب بنجلادش".
مشاركة :