متابعة الخليج 365 - ابوظبي - قالت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، الخميس: «إن الاقتصاد العالمي أظهر مرونة ملحوظة لكنه لا يزال يحمل ندوبًا عميقة من جائحة فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الفائدة». وقالت في تصريحات معدة لإلقاء كلمة في أبيدجان بساحل العاج قبل اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي: «رغم أن التعافي من صدمات السنوات القليلة الماضية مستمر، فهو بطيء ومتفاوت». وأضافت: «إن من المرجح أن يظل النمو الاقتصادي العالمي أقل بكثير من متوسط 3.8% خلال العقدين الماضيين، وأن العالم خسر 3.7 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي بسبب الصدمات المتعاقبة منذ عام 2020». وتابعت: «إن الولايات المتحدة هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي عاد فيه الإنتاج إلى مسار ما قبل الوباء. ولا تزال بقية العالم دون الاتجاه». واعتبرت أن «الدول الأكثر فقراً هي التي تعاني أكثر من غيرها لأن قدرتها محدودة على حماية اقتصاداتها ودعم الفئات الأكثر ضعفاً». ومع ذلك، قالت جورجييفا: «إن الاقتصاد العالمي أثبت قوته على نحو غير متوقع في مواجهة أسعار الفائدة المرتفعة، التي صممها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى لمحاربة التضخم الذي ارتفع خلال العامين الماضيين»، معتبرة أن «الاحتمالات تتزايد بأن الاقتصاد العالمي قادر على إدارة الهبوط الناعم وتجنب الركود حتى مع خفض الضغوط التضخمية». وشددت على أن «مكافحة التضخم هي الأولوية الأولى»، وحثت البنوك المركزية على إبقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول «ومن الأهمية بمكان تجنب تخفيف السياسة قبل الأوان، نظراً لخطر عودة التضخم». وقالت في مقابلة: «إن مصر سوف تستنزف احتياطياتها الثمينة ما لم تخفض قيمة عملتها مرة أخرى»، بينما أشادت بالخطوات الأخرى التي اتخذها ثاني أكبر مقترض في مؤسستها لتصحيح الاقتصاد. وتابعت: «كلما تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن خارطة الطريق لهذا الأمر بشكل أسرع، كلما كان ذلك أفضل. فالمسألة هنا بسيطة للغاية. سوف تستنزف مصر احتياطياتها لحماية الجنيه، ولا البلد ولا البيئة بشكل عام في وضع يسمح بذلك. هذه مشكلة يجب حلها». وأشارت إلى أن «زامبيا وغانا، اللتين عجزتا عن سداد ديونهما، تحرزان تقدماً في إطار برامج صندوق النقد الدولي، في حين أن تونس لا تحتاج إلى إعادة هيكلة بعد ولكن يجب أن تتحرك قريبًا لدعم اقتصادها». وفي اعتراف آخر بالصعوبة التي تواجهها العديد من الدول الفقيرة في سداد ديونها، قالت جورجيفا إنها تدعم فكرة تعليق سداد الديون عندما تتعرض البلدان لكوارث مناخية. وأضافت: «أنا أؤيد بشدة إدراج بنود في الديون، سواء كانت سندات أو قروضاً، تضع تعليق خدمة الدين موضع التنفيذ. لذا، في حالة حدوث كارثة طبيعية، لن تضطر البلاد إلى الاختيار بين إنقاذ الأرواح والدفع للدائنين». وتابعت: «نحن جميعاً بحاجة إلى التفكير في كيفية التعامل مع خدمة الديون في عالم يشهد كوارث مناخية أكثر تواتراً وتدميراً». وتبدأ اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يوم الاثنين في مراكش بالمغرب. (وكالات)
مشاركة :