الناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي تفوز بجائزة نوبل للسلام

  • 10/7/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أوسلو‭: (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬فازت‭ ‬الناشطة‭ ‬الإيرانية‭ ‬نرجس‭ ‬محمدي‭ ‬المسجونة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬بجائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام،‭ ‬مكافأة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬نضالها‭ ‬ضد‭ ‬قمع‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬ ويأتي‭ ‬منح‭ ‬محمدي‭ ‬الجائزة‭ ‬عقب‭ ‬موجة‭ ‬احتجاجات‭ ‬شهدتها‭ ‬إيران‭ ‬إثر‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الكردية‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬قبل‭ ‬عام،‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬توقيفها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشرطة‭ ‬لانتهاكها‭ ‬قواعد‭ ‬اللباس‭ ‬الصارمة‭. ‬ سُجنت‭ ‬محمدي،‭ ‬الناشطة‭ ‬والصحفية‭ ‬البالغة‭ ‬51‭ ‬عاما،‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬حملتها‭ ‬ضد‭ ‬إلزامية‭ ‬الحجاب‭ ‬ورفضا‭ ‬لعقوبة‭ ‬الإعدام‭. ‬وهي‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أسسته‭ ‬المحامية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬شيرين‭ ‬عبادي،‭ ‬وهي‭ ‬بدورها‭ ‬حائزة‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬عام‭ ‬2003‭. ‬ وفي‭ ‬حديث‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬دعت‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬نوبل‭ ‬النروجية‭ ‬بيريت‭ ‬رايس‭ ‬أندرس‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬محمدي،‭ ‬وكررت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الدعوة‭ ‬على‭ ‬الفور‭. ‬ومعتبرة‭ ‬محمدي‭ ‬‮«‬قائدة‭ ‬بلا‭ ‬منازع‮»‬‭ ‬للتظاهرات‭ ‬قالت‭ ‬ريس‭ ‬أندرسن‭ ‬إن‭ ‬‮«‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تكرم‭ ‬أيضا‭ ‬مئات‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تظاهروا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬ضد‭ ‬سياسات‭ ‬التمييز‭ ‬والقمع‭ ‬للأنظمة‭ ‬الثيوقراطية‭ ‬والتي‭ ‬تستهدف‭ ‬النساء‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬عائلة‭ ‬نرجس‭ ‬محمدي‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬خطية‭ ‬الجمعة‭ ‬إن‭ ‬منحها‭ ‬الجائزة‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬ومهمة‭ ‬للنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬ وقالت‭ ‬رايس‭ ‬أندرس‭ ‬‮«‬أناشد‭ ‬إيران‭: ‬افعلوا‭ ‬شيئا‭ ‬كريما‭ ‬وأطلقوا‭ ‬سراح‭ ‬الفائزة‭ ‬بنوبل‭ ‬نرجس‭ ‬محمدي‮»‬‭. ‬ وأضافت‭ ‬مقتبسة‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬اللجنة‭ ‬‮«‬كفاحها‭ ‬الشجاع‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬تكلفة‭ ‬شخصية‭ ‬كبيرة‭. ‬في‭ ‬الإجمال‭ ‬اعتقلها‭ ‬النظام‭ ‬13‭ ‬مرة،‭ ‬ودانها‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬وحكم‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المجموع‭ ‬بالسجن‭ ‬31‭ ‬عاما‭ ‬و154‭ ‬جلدة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حديث‭ ‬للصحفيين‭ ‬عقب‭ ‬الإعلان‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬محمدي‭. ‬وقالت‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬أرادت‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬الصحيح،‭ ‬فستطلق‭ ‬سراحها‭. ‬يمكنها‭ ‬حينئذ‭ ‬الحضور‭ ‬لتلقي‭ ‬هذا‭ ‬التكريم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نأمله‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‮»‬‭. ‬ وتعقيبًا‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬الجائزة،‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إن‭ ‬منح‭ ‬الجائزة‭ ‬لمحمدي‭ ‬‮«‬تكريم‭ ‬لجميع‭ ‬النساء‭ ‬المكافحات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوقهن‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬تعريض‭ ‬حرياتهن‭ ‬وسلامتهن‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬أرواحهن‭ ‬للخطر‮»‬‭. ‬ورحب‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬من‭ ‬غرناطة‭ ‬بجنوب‭ ‬إسبانيا‭ ‬حيث‭ ‬حضر‭ ‬قمة‭ ‬أوروبية‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬بـ«هذا‭ ‬الاختيار‭ ‬القوي‭ ‬جدا‭ ‬للمناضلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‮»‬‭. ‬ بدورها‭ ‬قالت‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لايين‭ ‬إن‭ ‬الجائزة‭ ‬‮«‬تعترف‭ ‬بالنضال‭ ‬الشجاع‭ ‬والنبيل‭ ‬للنساء‭ ‬الإيرانيات‭ ‬اللاتي‭ ‬يتحدين‭ ‬القمع‮»‬‭. ‬ومحمدي‭ ‬مسجونة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬منذ‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021‭. ‬ولم‭ ‬تر‭ ‬أولادها‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬مع‭ ‬زوجها،‭ ‬منذ‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭. ‬وإذ‭ ‬تعتبرها‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬‮«‬سجينة‭ ‬رأي‮»‬‭ ‬وقالت‭ ‬محمدي‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬سجنها‭ ‬إن‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬سرّعت‭ ‬عملية‭ ‬تحقيق‭ ‬الديموقراطية‭ ‬والحرية‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬عملية‭ ‬باتت‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها‮»‬‭. ‬ وهي‭ ‬ثاني‭ ‬إيرانية‭ ‬تفوز‭ ‬بجائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬لمنح‭ ‬الجائزة‭ ‬للمحامية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬شيرين‭ ‬عبادي‭ ‬مكافأة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬‮«‬جهودها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الديموقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬وخصوصا‭ ‬للنساء‭ ‬والأطفال‭.. ‬ وستكون‭ ‬لجائزة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬رمزية‭ ‬أيضا‭ ‬إذ‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬الذكرى‭ ‬ال75‭ ‬للإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬ وإذا‭ ‬بقيت‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬محمدي‭ ‬من‭ ‬المجيء‭ ‬إلى‭ ‬أوسلو‭ ‬لتسلم‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬شهادة‭ ‬وميدالية‭ ‬ذهبية‭ ‬ومليون‭ ‬دولار،‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬السنوي‭ ‬لتوزيع‭ ‬الجوائز‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬كافأت‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬نشطاء‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬البيلاروسي‭ ‬أليس‭ ‬بيالياتسكي‭ ‬الذي‭ ‬تسلمت‭ ‬زوجته‭ ‬الجائزة‭ ‬نيابة‭ ‬عنه،‭ ‬والمعارض‭ ‬الصيني‭ ‬ليو‭ ‬تشايوبو‭ ‬في‭ ‬2010‭ ‬الذي‭ ‬بقي‭ ‬مقعده‭ ‬خاليا‭. ‬

مشاركة :